بالرغم من امتياز خريف هذا العام والتوقعات المتفائلة بحصاد وفير فى جميع محاصيل العروة الشتوية- فان خيبة متعاظمة اطلت لترسم بؤس اسود على وجوه المزارعين بمشروع الجزيرة نتاج الخراب والتخريب الذى طال اغلب قنوات الرى الرئسه والمتفرعة-لقد هالنى حال محاصيل الذرة والفول وقد شحبت بعد ذلك النضار الاخاذ قبل اسبوع فقط وتحول لونها الى اصفرار يسبق عادة خالة موات الزرع فى ايام ماقبل تحول الشراية الى لبنه-- واكتست اطراف الحقوق باللون الاصفر المخيف---لقد حذرنا قبل شهر تقريبا من ان الحالة المذؤية لقنوات الرى لن تساعد فى اكمال الموسم بالنجاح الذى توقعناه نظرا لخريف هذا العام الذى تجاوز حاجز الجيد جدا للامتياز فى كل الدجزيرة وفى فترات ملائنمة جدا للنمو-حتى اننا فى فترات كنا نخشى من كثافة الامطار بشكل يحول دون نظافة المزروعات فى الوقت المناسب اتسمت عمليات الرى هذا العام بسؤ التحضير والمتابعه وتلف الابواب خلف الخزانت-- الامر الذى جعل انسياب المياه عشوائيا وبدون تحكم ادى لغرق مساحات واسعة-- وعندما احتاج الزرع لسقيا واحده تخرج الزراعة من طور كماقبل النضج لم تجد الماء-- ليس لانعدام المياه فى القنوات الكبرى ولكن لضعف القنوات الناقلة وشبه الرئسية والمتفرعة -- وكان منظرا مؤلما ومالوفا ان تجد ارتلا من وابورات السحب على طول القنوات- تسحب من بقايا الطمى والطين لانقاذ مايمكن انقاذه-- الامل ضعيف جدا لانقاذ المحصول والمحظوظ من المزارعين من يتجاوز الحالة الحرجة الراهنة-- والبعض وهم الاغلبية استشعروا خطر فشل الموسم الصيفى ومايترتب عليه من اضرار ومسئوليات-- الحالة فعلا ميؤؤس منها اللهم الا اذا حدثت معجزة-- لاننا نرى الان جهدا سريعا لاحضار اليات تطهير القنوات وهو جهد رغم تقديرنا لدواعيه فانه غير كافى وغير مجدى فى حالة الانهيار الكامل لبنيات الرى -- وغنى عن التاكيد فان الموسم الشتوى لن يكون باى حال باحسن من الصيفى ان لم يكن اسوا-- لان الخريف الممتاز اراح الرى من كامل فترة النمو والتصاعد -وفى منطقتى لولا جهود حثيثة قام بها حراك المزارعين واستنفار علاقتهم الخاصة كما يفعل الباشمهندس عمر رئس الحراك - لما امكن للجهد الاسعافى الحالى ان يكون ويستمر ولابد للمضى فى اصلاح الرى ان تتوفر امكانات كافيه تمكن ادارة الرى من اعادة تاهيل كل البنيات خلال الصيف وبشكل جذرى والا فاننا سندور فى حلقة فارغة المحتوى فقيرة النتائج وسيكون الحصاد مزيد من الفشل والبؤس والياس الصادق عبد الوهاب [email protected]