السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهدد محاصيل العروة الصيفية : الجزيرة.. أزمة عطش قد تعصف بالمشروع!
نشر في الأهرام اليوم يوم 30 - 10 - 2010

مشروع الجزيرة هل يصبح جثة هامدة؟ الأمر ليس اعتباطاً، وإنما بالفعل أصبح الحال واقعاً معاشاً وتحول المشروع الى جثة هامدة، بعد أن ماتت أجزاؤه «إكلينيكياً»، وأصبحت كل المحاولات والحلول الإسعافية لإنعاشه عبارة عن حلول موسمية لا تفي بالغرض المطلوب، والوضع الراهن يعكس ما أشرنا اليه بوضوح في ظل ظاهرة العطش التي باتت تهدد المحاصيل، وتحول أكبر مشروع «انسيابي» في القارة الى مشروع يروي بالطلمبات في أماكن كثيرة من أجزائه، لإنقاذ ما تبقى من الزرع، مما ينعكس على ارتفاع التكلفة مقارنة بالإنتاجية الضعيفة التي أصبحت سمة غالبة لازمت مشروع الجزيرة في الفترات الأخيرة. «الأهرام اليوم» كانت هناك وتجولت في أقسام الجزيرة المناقل، واستمعت إلى إفادات المزارعين الذين باتوا يشكون لطوب الأرض من ظاهرة العطش التي أدت إلى ضياع العروة الصيفية وتأثر بعض الحواشات وخرجت مساحات كبيرة جداً بمشروع الجزيرة العام الماضي من دائرة الإنتاج بسبب العطش الذي أصاب المشروع، ولكن خريف هذا العام ساعد كثيراً في مسائل الري للعروة الصيفية؛ حيث يعد من مواسم الخريف الناجحة، وتبقت آخر مرحلة في الري للعروة الصيفية لمحصولي الذرة والفول السوداني، وبقى شبح العطش يهدد مناطق متعددة بالمشروع كالمسلمية ووادي شعير ومنطقة ود حبوبة، التحاميد، القسم الجنوبي، والحوش، الماطوري.
{ الزراعة مواقيت
المزارع معتصم الهادى بمكتب درويش القسم الوسط قال ل(لأهرام اليوم) إن المحصول لم تعد منه فائدة بعد انقطاع المياه عنه في الفترة التي كان يحتاجها، وقال «إن الزراعة مواقيت». وأضاف أن محصول الذرة بات مهدداً بالفشل، في حين أنه حسب مواقيت الزراعة من المقرر أن يكون قد وصل مرحلة الريَّة الأخيرة، وبعض الحواشات مازالت تنتظر الريَّة الثانية. وأكد أن الذرة والفول بعد أن طاله العطش فإن إنتاجية الفدان منه لا تتعدى جوالاً واحد في ظل الوضع الراهن، وأشار إلى أن أمر ضعف الإنتاجية بات محتوماً وسيفتح عليهم أبواب الجحيم وسيقود الكثيرين الى السجون؛ لأن عدداً كبيراً من المزارعين لجأوا للتمويل من البنوك بجانب آخرين مولوا القمح من التجار.
وفي السياق قال المزاع بتفتيش درويش بالقسم الوسط معتصم الهادي بابكر إن محاصيل العروة الصيفية (الذرة والفول السوداني والقطن) تعرضت للعطش بصورة مفزعة رغم أساسها المتين حيث استبشر المزارعون خيراً بها وعقدوا الآمال العراض في جني إنتاجية عالية لكن إذا استمر الوضع بهذه الصورة فإن حصادهم سيكون صفرا كبيرا، واشار الى شح المياه بترع محارم، وسعد الشفيع، ودرويش، وشن هجوما على الذين يقفون على قمة الهرم في مجلس الإدارة واتحاد المزارعين.
يقول المزارع بتفتيش ود نعمان بقسم الحوش أحمد موسي أحمد إن محاصيلهم تعرضت للعطش دون استثناء وأن الترع خاوية على عروشها وتفتقر إلى المياه، وأضاف ل(الأهرام اليوم) أن انعدام المياه في ترعتي النفيدية ودبل النفيدية يرجع لمنسوبي الشركة، ووزارة الري لم تقصر؛ فالترع ممتلئة ولكن الإطماء والحشائش يعوقان انسياب المياه، وحذر من أن يصل التنافس على مياه الري حد الاشتباك بين المزارعين، وناشد إدارة المشروع، التي وصفها بالغائبة عن ما يجري، بتوفير مياه الري بالمناسيب كافة التي تكفي لري جميع المساحات بجانب تطهير القنوات وإزالة الأطماء والحشائش التي تسد مجراها وإن لم يتم ذلك على وجه السرعة فإن مساحات كبيرة من المشروع ستخرج من دائرة الإنتاج.
{ أسوأ موسم
وفي ذات السياق أضاف المزارع بمنطقة ري عفان يوسف محمد صالح: «إن العطش أصبح يهدد المحاصيل في كل موسم ولكن هذا الموسم الأسوأ، ونخشى أن يتكرر الفشل الذي أصاب العروة الصيفية ونفقد محصول القمح الذي أصبح مهدداً بالضياع»، وعزا حالة العطش الى تولي روابط المياه ومنسوبي الهدف مسؤولية شبكة الري الصغرى بجانب الفوضى التي عمت المشروع. وأردف أن المزارعين غير مؤهلين للقيام بهذا الدور، مضيفا أن نقص المياه في ترع أبو طليح، ومبروكة أخرج عشرات آلاف من الأفدنة من دائرة الإنتاج.
وقال المزارع بتفتيش 62 الماطوراب بقسم معتوق إنّ المزارعين يعانون من أزمة عطش خانقة، وأوضح أنّ القنوات والترع لم يتم تطهيرها، وأشار إلى أن الحشائش والطمي أعاقا انسياب المياه، وتابع: «تطهير القنوات يمضي بخطى سلحفائية».
وأقر عضو اللجنة الزراعية بالمجلس الوطني وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل إبراهيم الشيخ بدر بتأثر بعض الأقسام والتفاتيش بالعطش جراء نقص المياه وتراكم الإطماء، وأردف: بعض الترع في قسم التحاميد تعاني ذات المشكلة (الطرفة، والشويرف) وأن مساحات مقدرة تأثرت بالعطش وأن المزارعين سيحصدون السراب نتيجة لأخطاء غيرهم.
{ وتبدّدت الأحلام!
وقال مزارعو ترعتي الخور والعقدة بمكاتب الحداد والحاج عبد الله ومزيقيلة، إن محصولي الذرة والفول بدأتا بصورة مبشرة وعوَّلنا عليهما كثيراً هذا الموسم، ولكن تبددت الأحلام بعد العطش الذي ضرب مشروع الجزيرة وخاصة أقسام الجنوبي. وقال المزارع أحمد محمد زين المزارع بمكتب 95 الحداد ان الزراعة احترقت بينما اشار المزارع بمكتب فحل دفع الله حسن الى أن احتراق المحاصيل يصل الى 50 % «بعد تكرار العطش في كل مرة وفي الوقت الحرج الذي تحتاج فيه الزراعة الى الري، أصبحنا نشك في أن هذا الأمر يتم بفعل فاعل يستهدف المشروع الذي أصبح همه أكبر منه». وأضاف دفع الله أن مشكلة العطش ترجع إلى سوء الإدارة الحالية التي أوكلت أمرنا الى الروابط التي وصفها بأنها «لا تقضي غرض» ولم تجلب غير المشاكل والضغائن بين المزارعين، بسبب النزاع المستمر في أولوية مد القنوات بالمياه التي طالتها المحسوبية والوجاهات على حد قوله.
{ هجوم على الكراكات
وقال المزارع بتفتيش استرحنا بقسم ود حبوبة، عوض أحمد على، إن محاصيل العروة الصيفية (الذرة والفول السوداني والقطن) تعرضت للعطش بصورة مفزعة رغم أساسها المتين حيث استبشر المزارعون خيراً بها وعقدوا الآمال العراض في جني إنتاجية عالية لكنه إن استمر الوضع بهذه الصورة من العطش فإن حصادهم سيكون صفرا كبيرا ولن يجنوا سوى الخسارة، وشن هجوما على (الكراكات) التي تعمل بالمشروع وكيفية إدارتها حيث أوضح أن الكراكة لا تعمل إلا لساعات قليلة باليوم ومن ثم تتوقف عن العمل تحت دعاوى مختلفة، وقال إن من يستثمرون في إزالة الإطماء بالمشروع يبدو أنهم غير أصحاب كفاءة مالية تؤهلهم للقيام بمهمة إزالتها وقال إنه ليس من العقل والمنطق أن يتم تزويد كراكة بالوقود مثلا من ود مدني وهي تعمل بداخل المشروع على أكثر من (100) كليومتر ومع ذلك يحضر لها برميل جازولين واحد لا يكفي لعملها ليوم واحد لتقضي سحابة اليوم في الراحة أو متعطلة عن العمل، وناشد المسؤولين بالمشروع مراجعة أداء الكراكات والإسراع في حل مشكلة العطش التي باتت مهددا لأمن واستقرار مزارع مشروع الجزيرة.
{ مبيت خارج البيوت!
وبمكتب ود حسين التابع لقسم المسلمية وبترعة قطا يقول المزارع على الطيب محمد نور إن محاصيلهم تعرضت للعطش دون استثناء وأن الترع خاوية على عروشها وتفتقر إلى المياه، وأضاف أن انعدام المياه وشحها حدا بالمزارعين للتزاحم على الحصول عليها حيث أن كثيرين منهم لا يجدون بُدا من المبيت خارج بيوتهم طلبا لها على الكباري والقناطر، وحذر من أن يصل التنافس على مياه الري حد الاشتباك بين المزارعين وإزهاق الأرواح كما كان يحدث في السابق، وناشد إدارة المشروع، التي وصفها بالغائبة عن ما يجري، بتوفير مياه الري بالمناسيب كافة التي تكفي لري جميع المساحات بجانب تطهير القنوات وإزالة الأطماء والحشائش التي تسد مجراها وقال إن لم يتم ذلك على وجه السرعة فإن مساحات كبيرة من المشروع ستخرج من دائرة الإنتاج وستكون محصلتها النهائية صفرا.
وأضاف عبد المنعم حبيب الله بنفس الترعة أن العطش أصبح مهددا كبيرا لمحاصيل العروة الصيفية وأن إنتاجيتهم أصبحت في كف عفريت، وقال رغم التطمينات التي بعثت بها الإدارة للمزارعين بالمشروع إلا أن العطش ما زال شبحا وبُعبعا مخيفا لمعظم مساحات المشروع.
وأكد المزارع عبد الباقي يوسف بتفتيش تورس معاناة كثير من المزارعين بالقسم من شح مياه الري لمحاصيل العروة الصيفية هذا الموسم.
وأوضح يوسف في حديثه ل(الأهرام اليوم) أن أكثر من (30%) من البذور التي زُرعت ببداية الموسم تلفت تماماً بسبب العطش وعدم انسياب المياه داخل الترع والقنوات المختلفة.
{ كدراً وطيناً!
بينما طالب المزارع بترعة التويمات بتفتيش عجوبة بقسم الماطوري عبد الباقي فضل المولي محمد المسؤولين بالمشروع التدخل العاجل لإنقاذ المحاصيل الزراعية التى يهددها العطش، والمقدرة مساحتها بحوالى (500) فدان بمناطق ري الحفائر، مزروعة بمحصول الذرة والفول، وأبدى مخاوفه من تكرار مشاكل الموسم الماضى، الذى فقد المزارعون فيه محاصيلهم الزراعية بسبب العطش وتكبدوا خسائر فادحة، وأضاف: بدأت تظهر نفس الملامح بانتشار الوابورات الساحبة، التي زادت عن الأربعين (وابورا) على ظهر الترع، وقال إن المزارعين بالمنطقة أصبحوا يعيشون حالة نفسية سيئة خوفا من تلف المحصول بعد أن نمت محاصيلهم ووصلت مراحل متقدمة، ونوه الى انعدام المياه في الترع، التي نحن نعتمد عليها في الشرب والآن نحن في موقف حرج ونشرب كدرا وطينا.
{ الحشائش والطمي هما السبب
وفي المقابل كشف تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل عن أزمة عطش خانقة في ري المحصولات الزراعية. وقال القيادي بالتحالف، جاد كريم حمد الرضي ل(الأهرام اليوم) إنّ المزارعين بتفاتيش (أم دقرسي واللعوتة والترابي) يعانون من أزمة عطش خانقة، وأوضح أنّ القنوات والترع لم يتم تطهيرها، وأشار إلى أن الحشائش والطمي أعاقا انسياب المياه. وقال جاد كريم: (المزارعون يسددون أكثر من مائة جنية لتأجير الطلمبة لري مساحة (4) أفدنة بجانب منصرفات الوقود وقطع الغيار)، وتابع: (تطهير القنوات يمضي بخطى سلحفائية)، وأشار إلى أن الإدارة تفرض ضرائب (مياه) على المزارعين، ووصفها بالباهظة، مشيراً إلى أنّ قيمة الفدان من محصول الذرة تبلغ نحو (30) جنيها مقابل (40) جنيها للفول السوداني، وزاد: (نحن قلقون ومتخوّفون من زراعة محصول القمح لهذا العام بسبب عدم وضوح الرؤية وضعف سعر التركيز المعلن). وقال عضو تحالف المزارعين أحمد إبراهيم النعمة إنهم قلقون بسبب العطش الضارب في أنحاء المشروع بالرغم من المحاصيل المبشرة لهذا العام إلا أن العطش سيؤدى الى خسارات فادحة ستكون فوق عاتق المزارعين المهددين بالسجون جراء الغرامات وعدم المقدرة على تسديد الديون فى حال فشل المحاصيل خاصة الذرة التى وصل نضجها الى طور (الشراية). وأكد النعمة أن هذا المحصول إن لم يروَ لمدة ستة أيام سوف يفقد المزارع المظلوم كده وعرقه بسبب السياسات العوجاء من إدارة المشروع، وأضاف: أن مزارعي ود سلفاب أكدوا محاولتهم المتكررة للجهات المختصة لإعطائهم الماء لكنهم لم يفلحوا فى ذلك وقوبل طلبهم بالرفض بالرغم من وجود المياه بالكنار، وقال إن المزارعين اشتكوا أيضا من قلة خبرة العاملين في مجال الري التابعين لإحدى الشركات التي يرتدي ممثلوها زيا موحدا، واشاروا الي أن الحكومة تخلصت من الفنيين الحقيقيين من المهندسين والخفراء. ويرى محجوب أن التخلص من العمالة الحقيقية سيتسبب هذا العام فى خلل كبير سيواجهه ويدفع ثمنه المزارعون وحدهم. وقال محجوب هناك أزمة عطش خانقة بمكاتب المسلمية وود حبوبة وسعيد. ويضيف عضو تحالف المزارعين المزارع أحمد النور بحر أن المشروع مواجه بإجراءات إدارية قاسية وأن بعض هذه الإجراءات تمثلت فى تنقل عربة تحمل نمرة حكومية تطالب بدفع مائة جنية مقابل الري باللستر أو وابور ضخ المياه وفي حالة عدم الدفع يتعرض المزارعون لمعاملة سيئة. ويرى بحر أن إجراءات الحكومة ستسبب فى ضياع الموسم الزراعي وتدهور الزراعة لأكثر من ذلك. وكشف التحالف شراء بعض من المصريين لبعض الأراضي واستزراعها بالأرز. ورفض الجاك ما أسماه بالسلوك (الاستيطاني)، واعتبره (تغولا) على أراضي المزارعين، فى الوقت الذي ترفض فيه إدارة المشروع الاعتراف بعمال الكنابي وعدم الرغبة فى تقديم الخدمات الحياتية لهم بالرغم من قرب الخدمات، وحذر من غضب هولاء المظلومين. وأكد المزارع بمكتب الترابي محمد على وجود عطش بمنطقة أم دقرسي وبعض المناطق بالقرب منها. ويقول المزارع إبراهيم محيي الدين إن تفتيش المعيلق يحيط به العطش بصورة (مستفحلة)، وأضاف: (العطش ضارب فى كل الاتجاهات) وهو مؤشر يهدد زراعة العروة الشتوية؛ لعدم وجود التحضيرات. وهدد إبراهيم بانسحاب المزارعين من زراعة القمح على خلفية الانسحاب السابق لخروج القطن من الدورة الزراعية؛ وذلك لعدم ضياع جهد المزارعين بالدخول فى مصير مجهول وهوية زراعية مجهولة محاطة بكثير من المشاكل والإجراءات الصارمة التى تؤدي أخيرا الى سجن المزارع وتكبده خسائر فادحة، ستؤدي حتما لسجنه بسبب الديون المتراكمة عليه منذ العام الماضي وسيتكرر ذلك في فشل الموسم هذا العام بسبب العروة الصيفية، التي أكد إبراهيم بأنها فاشلة بنسبة 70% لعدم وجود الآليات. وأكد إبراهيم عدم تورط المزارعين فى الدخول فى مديونية من البنك وتمويله بكتابة شيكات الأمانة أو الكمبيالات من البنوك حتى لا يُسجن المزارعون كما حدث من قبل بسجن عدد كثير من المزارعين بالعمارة كاسر؛ بسبب المديونية. وأضاف: أصبح المشروع عبارة عن زراعة ري مطري دون (رقيب أو حسيب) لتلقي الأوامر والدفع بالشكاوى بعد ان أصبح المزارع لا يستطيع معرفة لمن يتبع بسبب تضارب القرارات والجهات المسؤولة من المشروع. وتساءل إبراهيم: لمن نتبع ونشتكي؟ الى شركة الهدف، أو النهضة الزراعية، أو إدارة المشروع؟ ولقد تسبب ذلك فى تدني إنتاجية الذرة حيث أصبح إنتاج الفدان لا يتعدى خمسة جوالات والآن المزارعون مواجهون بالسجون كما حدث فى السابق. وخاطب إبراهيم الجهات المسؤولة لتدارك الأمر حتى لا يفشل الموسم الزراعي.
{ اتحاد المزارعين يقر بوجود عطش واختناقات في الري
رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة، عباس الترابي، أقر بوجود عطش بهذه المناطق بالإضافة لمناطق أخرى. وقال الترابي ل(الأهرام اليوم): ترجع أسباب العطش لوجود اختناقات في ترع الري بأجزاء واسعة من المشروع، وأضاف ما تم وضعه من إستراتيجية بتكثيف وزيادة عمل الآليات بجانب المحافظة على المناسيب بالترع؛ تؤدي الى حل مشاكل العطش خلال يومين أو ثلاثة فقط. وقال الترابي: لا توجد مساحات يمكن الحديث عنها بأنها خرجت من الإنتاج هذا العام، لكن تأثرت بالعطش مساحات بسيطة، ومعظم المساحات تدخل على الرية الأخيرة وبعض المناطق أكملت مراحل الري في محصولي الذرة والفول السوداني، وبدأ أصحابها في الاستعداد للحصاد. وأشار الترابي الى قلة المساحات المزروعة للعروة الصيفية، وقال إنها مساحات للاكتفاء الذاتي، وليست مساحات بصورة واسعة، حيث لا يتعدى متوسط المزروع منها (6) أفدانة للمزارع بالمناقل و(8) أفدانة بالجزيرة وبذلك يكون كل مزارع رتب حاله للحصاد، وأشار الى وجود الحاصدات الكبيرة بالمشروع.
وقال المزارع بترعة الدار تفتيش التابع لقسم الوسط، الصديق محمد أحمد، إن محصولي الذرة والفول السوداني عندهما يهددهما العطش؛ الأمر الذي اضطر المقتدرين من المزارعين إلى استخدام الوابورات لسحب مياه الري من الترع وليس أمام غير المقتدرين سوى انتظار الفرج من السماء، وعاب على (الكراكات) حفر فم الكنار دون فم الترع وقال إذا استمر الحال بهذا الوضع دون إجراء معالجات عاجلة لفك اختناقات المياه بإزالة الأطماء؛ فإن الموسم الصيفي سيكون مصيره الضياع، وطالب باتخاذ تدابير عاجلة لفك الاختناقات المائية لضمان نجاح المحاصيل وإبعاد المزارعين من شبح الخسارة.
{ مجلس إدارة المشروع يحمّل وزارة الري المسؤولية
ووجه المرضي سيلا من الانتقادات لوزارة الري وقال إن وزارة الري لم تفي بكميات المياه المتعاقد عليها مع روابط مستخدمي المياه، وأردف أن كميات المياه الواردة لترعتي الجزيرة والمناقل لم تكن بالقدر المطلوب وأن مناسيب القنوات في تذبذب مستمر، وأضاف أن هنالك طابورا خامسا يعمل على فشل تجربة روابط المياه على حد وصفه. وطالب المرضي وزارة الري بأيلولة الخزان الرئيسي لإدارة مشروع الجزيرة.
وفي قت رفض فيه أمين عام نقابة عمال الري والسدود، الأمين فضيل، تحمُّل الوزارة مسؤولية العطش بالمشروع. وأكد فضيل ل(الأهرام اليوم) أن وزارته أوفت بكميات المياه المطلوبة بحسب نصوص التعاقد مع روابط المياه وأن الكميات المياة الواردة لترعتي الجزيرة والمناقل (35) مليون متر مكعب فاقت معدلات المناسيب طيلة السنوات الماضية وشكك في إمكانيات وخبرات المزارعين ومنسوبي الهدف في إدارة المياه، وردد أن قلة خبرتهم أدت الى تعرض العروة الصيفة لكارثة العطش، مشيرا الى أن سوء إدارة التشغيل جعلت المياه مهدرة ومنسابة عبر المصارف الى البحر.
ودعا فضيل المسؤولين في الشأن الزراعي بعدم التقيد بخارطة الزيارة المعدة من قبل مدير المشروع ومجلس إدارته وقال إن منطقة ري ود الترابي بالقسم الشمالي بها زراعة نموذجية وحقول إيضاحية، داعيا للتجوال في الغيط لمعرفة حجم الضرر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.