*إنسحاب المريخ او بتعبير أدق ، هروبه من لقاء الهلال الذي توج نفسه رسمياً ببطولة الدوري الممتاز لكرة القدم ، قبل مباراتين من ختام المنافسة ، يعتبر إنعكاساً طبيعياً ، لإنهيار المنظومة الرياضية ، وضعف الكيانات والمؤسسات الرياضية القائمة أصلاً علي أسس هشة ، وتديرها عناصر ضعيفة الشخصية والقدرات والمواقف . *في السودان ، تأتي الأولويات والتراتيب علي النحو التالي :الاندية اولاً ثم الاتحاد ثم المفوضيات ثم الوزارة ، وآخيراً اللوائح والقوانين وهو تسلسل هرمي مقلوب ، ومغلوب علي امره ! *وبين الاندية تبقي الحاكمية للناديين الكبيرين الهلال والمريخ ،وعلي محوريهما تدور وزارة الشباب والرياضة الاتحادية والولائية ، والمفوضيات ، والاتحاد العام ، وبعدها وتبعاً لعوامل الطقس ، وسرعة الرياح ،و (حرفنة) اللعب بالتلات ورقات ، يتم التعامل مع (اقمشة) اللوائح والقوانين (كلو موجود) إذا كنت تريدها مفصلة بالمقاسات وإنتظار (الترزية) ،او منحها هدية جاهزة (معلبة) و (ملعوبة) بمهارة عالية !! * الجدل القائم حول قضية لاعب الهلال شيبوب ليس فيها اي مسوغ للمريخ ليقرر الانسحاب ،وهي جدلية اخذت حقها الكامل من التداول والنط والمط من قبل الاتحاد العام ولجانه السلحفائية والتي ظلت (تكشف) و (تفحص) هذه القضية ( المفعوصة) بتطويل غير مبرر. *القائمون علي الامر في نادي المريخ ، كانوا يعلمون ان هذه (المعركة) والتي هي في غير معترك ، خسرانة خسرانة، ولكنهم عملاً بمبدأ (سهر الجداد ولا نومو) ، حين شعروا ان اللقب يبتعد عن فريقهم الذي تعرض لنزيف نقاط ومنها هزيمة بخماسية امام الهلال الابيض ، وإقتراب الهلال من اللقب، قرروا السهر بالجداد ، وشغل الناس بالتهديد والوعيد وفرض الشروط علي الاتحاد الهزيل ، وبين هذه وتلك التشويش والتهويش وتقديم الإستقالات ، ثم التراجع عنها بعد رجاءات رئيس لجنة النادي جمال الوالي وتجهيزوجبة دسمة اعادت العقول الي الرؤوس ، ولكن بإتفاق ممنهج ومسبق بنوده هروب الوالي من الساحة (خوف الحرج)، ثم (إنسحاب تكتيكي) للفريق من إحتفالية الهلال ، خاصة بعد تأكيد امين خزانة الاتحاد اسامة عطا المنان لرئيس مجلس الهلال اشرف الكاردينال تتويج الهلال رسمياً بالبطولة عقب المباراة ، وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير والسبب الرئيس لإنسحاب المريخ !! *المريخ بالنظر الي ترتيب البطولة قبل هذه المباراة لم يكن لديه ما يخسره فهي محسومة للهلال وقشة اللاعب شيبوب التي يتعلق بها ، سارت بما لا تشتهي سفينته ، ونتائج (الفحص) وإعادة (الفحص) السريري ستظل في غرفة إنعاش لجنة الإستئنافات ، ولن تخرج إلا علي (نقالة) !! *وتبقي في نهاية المطاف ، الحقيقة التي لا مهرب منها ، وهي ان انديتنا تلعب بإنتظار النتائج المكتبية ، ولم يعد المستطيل الاخضر هي ساحة النزال الوحيدة ، ونشير هنا الي إنسحاب الهلال في خواتيم بطولة الممتاز وكأس السودان في الموسم الماضي ، لنفس هذه الاسباب !! *ويبقي الاتحاد العام هو الحلقة الأضعف في هذه المنظومة الهشة ، بينما المرجعية الرياضية الممثلة في وزارة الشباب والرياضة ، لا تستحق الذكر حتي ..! [email protected]