بمناسبة الحوار حول قضايا السودان دعونا نفتح بابا . من خلال معايشتي لواقع إقليم دارفور و إنسانه ذلك الإقليم الواسع المترامي الأطراف والغني بموارده الطبيعية والبشرية والمليء بقبائل شتى , وجدت أن أسبابا عديدة أدت إلى حدوث خلافات أدت إلى نشوف حروب بين مكونات قبائله منها ما هو بسبب تعدي الرعاة بمواشيهم على المزارعين ومنها بسبب نهب الماشية ومنها التعدي على أراضي الغير فيما يسمى بالحواكير الخاصة بكل قبيلة . كل الأسباب تجد في نهاية الأمر طريقا للحل وإعادة الوضع إلى سابق عهده , إلا أن اختلاف سكان الإقليم على مسمى الإقليم هو احد الأسباب الخفية والقوية للصراع والسيطرة وهذا الموضوع لم يطرح للنقاش باستفاضة وشفافية وعدم حساسية . هنالك العديد من أسماء المدن والقرى في معظم أنحاء السودان تم تغييرها إلى أسماء جديدة فمثلا مدينة أم ضبان تحولت إلى أم ضوابان ومنطقة عد الغنم تحولت إلى عد الفرسان . مع كامل احترامي لسلطنة الفور ولإرثها التاريخي المشهود واحترامي لقبيلة الفور إلا أن تسمية الإقليم الواسع الشامل للجميع باسم دارفور لهو أمر يزعج الكثيرين من سكانه . من الضروري وجود اسم جامع لكل المكونات القاطنة في الإقليم من غير أن يشعر احد بان الاسم يعود لقبيلة محددة . من الأحداث التي اذكرها بسبب هذه التسمية أنه في الثمانينات عندما اصدر الرئيس الراحل جعفر نميري قرارا بتعيين حاكم لإقليم دارفور من غير قبيلة الفور احتج الفور ورفضوا الحاكم وكانت أزمة حلت فيما بعد بتعيين احد أبناء الفور مما يقوي الشعور بان الإقليم هو ملك الفور فقط . هنالك ممالك قبلية كثيرة مرت في تاريخ السودان وذهبت ولم تسمى منطقة باسمها الآن مثل مملكة الفونج وعاصمتها سنار ومملكة العبدلاب وعاصمتها قري وسلطنة المساليت وعاصمتها الجنينة . لا شيء يدعو للتمسك من طرف واحد باسم دارفور إذا كانت التسمية سببا في تنافر وتفرق أبناء الإقليم فلنقرر ليكون اسم الإقليم ( إقليم جبل مرة ) هذا الجبل الشامخ الممتد الغني بخيراته و مياهه سيكون حضنا دافئا لكل مكونات الإقليم . ودمتم في خير ومحبة . عبدالله حاج احمد [email protected]