طالعت اليوم كغيري من الذين قرأوا رد الزميل الكاتب طه جعفر الخليفة ..على الأستاذ المهندس محمد مختار الخطيب الأمين السياسي للحزب الشيوعي السوداني في معرض رده على سؤال وجه له أثناء لقاء صحفي ..أجرته للتيار الغراء الصحفية سلمى عبد الله ..حيث كان رده على سؤالها التالي حول حجاب المرأة الشيوعية..! هل تأثر الحزب بالفكر الإسلامي بعد أن ظهرت عضوات بالحزب يرتدين الحجاب ؟ فكان رد الرجل وقوراً متوازناً بل وذكياً .. إذ ..قال .. نحن لسنا ضد الحجاب ونحن جزء من هذا المجتمع السوداني وأكيد هناك تأثير ونحن لا نتهم أية جهة بعدم الوطنية ونحن لا نسأل عن زي المرأة نحن نريد فقط أن يكون زياً محتشماً يحفظ كرامتها وكرامة المجتمع. لكن ذلك الرد يبدو أنه لم يعجب الأخ طه .. الذي انبرى في نقده لهذا الجواب العاقل وكأنه يصفه بالإنهزامية و الخضوع لواقع الأمر التي فرضته السلطات الحالية من خرق لحقوق المرأة وحقها واختيار ما يروق لها من الأزياء بغض النظر لمخالفته للذوق العام وخدش الحياء وكأننا نعيش في دولة ليس لها قيم روحية أو عادات موروثة ! والحقيقة أنا كإمرأة سودانية مسلمة بغض النظر عن توجهاتي الفكرية والسياسية.. نشأت في بيئة لها خصوصيتها كانت تتمسك بقيمها وتحترم خصوصية الآخرين دون ضرر ولا ضرار .. فكأني أشتم رائحة التحريض في كلام الأخ طه لتعود المرأة الى عهود الرهط والظهور في الأسواق بدون غطاء الصدر وكأن ذلك كان من قبيل التحضر وليس التخلف والحاجة والفقر ! فالإنسان يا سيد طه كان قد خلقه الله عاريا وعاش في بعض الحقب البدائية كذلك .. فهل كان ذلك من قبيل حرية الإختيار أم هو عدم الوعي و عدم توفر ما يغطي به جسده قبل ظهور صناعة النسيج ! نعم نحن مع حقوق الإنسان ككل بغض النظر عن مواثيق المجتمعات الآخرى .. إذ لنا مواثيقنا الأخلاقية التي يجب أن يحترمها ويتقيد بها كل إنسان حر لا أن تفرض عليه من سلطة أو يعاقب على عدم طاعة تلك السلطة في هذا الصدد بالجلد أو إهانة كرامته رجلا كان أم إمرأة .. ولكن ليس معنى ذلك أن يفهم أن الحرية الشخصية في اللبس بصفة عامة أو الإنفلات الذي فيه إهانة للمرأة قبل الرجل متى ما كان فيه استفزاز لمشاعر الآخرين هو قيمة تلك الحرية ! فالشيوعيون يا سيد طه .. جزء من هذا المجتمع المنضبط بطبعه .. يتزوجون على طريقته ويصلون كما يصلي و يدفنون في مقابره ..ويتسمون بمحمد وابراهيم ومختار مثلما إسمك طه جعفر الخليفة وليس طهوف جعفروف الخليفوف ! وأنت أول من سترفض تطبيق حرية الإنفلات إذا ما خرجت زوجتك أو أختك أو إبنتك بالبكيني في الشارع وقالت لك ..أنت من ناديت بحرية الزي ..وساعتها أنت كسوداني وإن كنت مسلم ورجل أبن بلد اصيل ستكون أول من يطبق عليها قانون ذكوريتك النائمة خلف قشرة تحررك الزائف الذي قديكون أكثر عنفا من عقوبات السخف التي يطبقها هذا النظام بدعوى ضبط الشارع و المحافظة على الذوق .. ! نعم لإجابة الخطيب وقد اصابت المرمى بهدف سليم والتي تعبر عن واقعنا الموروث وليس المفروض من حاكم ..خلافاً لشطحاتك البعيدة عن هذا الواقع المحافظ .. الذي هو ليس كواقع خيالك القصصي والروائي المتناقض مع دواخلك التي تهتف بغير ما تعلن !. [email protected]