الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوب السوداني ام الحجاب؟؟!!
نشر في الراكوبة يوم 23 - 02 - 2013

التوب السوادني والطريقة الجديدة لجعل المراة المسمى بالكوزات لارتدائه بعد مجئ حكومة الإنقاذ والتي يعرف ب"توب الكيزان " أو توب الجبهجية
وبرغم هذا التباين فإن الأنواع الثلاثة للحجاب (تقليدي، وشرعي، ونيو لوك) تجد جمهورها الذي تنتشر بينه، فيبدو كل نوع كأنه صاحب الكلمة العليا بين السودانيات، فالزي التقليدي سمة مميزة للسيدات فوق سن ال50، وكذلك بعض المتزوجات حديثا، أما الحجاب بالمفهوم "الشرعي" فهو لباس غالبية السيدات بين سن ال30 إلى ال 45 ، والذي يعرف ب "الترابي دقس" أي زي الكيزان
وهو الجيل الذي تأثر بثورة الإنقاذ التي أتت بالتيار الإسلامي للحكم يد حزب الجبهة بزعامة الدكتور حسن الترابي عن طريق انقلاب عسكري على قام بها
الفريق عمر البشير عام 1989، فضلا عن بعض الفتيات في العشرينيات من أتباع التيار الإسلامي والمتدينات حيث فرض عليهن لبس الحجاب بالقوة منذ تطبيق الشريعة الإسلامية في السودانية منذ مجئ حكومة الإنقاذ .
اصبح الحجاب "الترابي دقس" على حسب وصف أحدى النساء السودانيات تدعى اسماء حسن الحكيم تبلغ من العمر " 51" مقيمة في لندن قائلة: " أنا لم ارتدى الحجاب في حياتي منذ كنت طالبة في الثانوية وحتى مابعد زواجي إلا في بداية عهد حكومة الإنقاذ حيث فرض علينا بالقوة ولكن ليس له أي فائدة على الإطلاق لآنه ليس "فريضة اسلامية
"ويعود ظهور هذا الحجاب -بحسب أسماء- إلى فترة إبعاد زعيم الحركة الإسلامية السودانية د.حسن الترابي عن أضواء السلطة التي كانت تراقب الزي وفق قانون (النظام العام) إبان رئاسته للبرلمان في تسعينيات القرن الماضي، وسمي الحجاب دقس في إشارة إلى أنه كما تفلت الترابي عن التيار الإسلامي على حين غفلة، كذلك تفلتت الفتيات من ضوابط الحجاب الشرعي في غفلة إيمانية منهن".
"ا.
سارة عثمان طالبة بجامعة الخرطوم أبدى استهجانه الشديد لحجاب ال"الكيزان" قائلا: "هذه الأنواع من الحجاب، غير ملزمة عند الناس، ولهذا فرض علينا غطاء الرأس بالقوة ولكن المحير لماذا ترتديها البنات رغم لبسها محتشمة؟
في المقابل بعض الطالبات اللائي يلبسن هذا النوع من الحجاب، ذهبن إلى أنه "يساير الموضة، وفي نفس الوقت يحفظ للفتاة التزامها بالدين"، وهو ما تؤكده الطالبة سارة بالقول "أنا أفضل ألبس زي (فصل الدين عن الدولة) وليس زى (الكيزان )لانه ليس واجب ديني".
عبد الرحمن صاحب محل أزياء النساء يوضح أن الجيل الجديد من الفتيات أصبح حريصا على جمال المظهر بقدر أكبر مما كان عليه الجيل السابق، الذي ارتبط الحجاب فيه بفتيات جماعة أنصار السنة والأخوات المسلمات أوبنات جماعة الصوفيين، اللائي كن يحرصن على اختيار الألوان الهادئة والحجاب الطويل الساتر والنقاب التي تغطى الوجه وكان ما قبل مجئ حكومة الإنقاذ عام 1989م بعد قول د.الترابي في محاضرة عامة في سبعينيات القرن العشرين "الدين بحر عميق وما نحن إلا كيزان (أكواب) نغترف منه"، أطلق السودانيون على شباب الصحوة "الكيزان"، أما الفتيات فصرن يعرفن ب"الكوزات" (تأنيث كيزان)، ومن هنا اشتهر الحجاب الشرعي اللائي التزمت بها نساء التيار الإسلامي والسودانيات المتدينات بشكل عام ب"حجاب الكوزات".
وهذا النوع من الحجاب على شكلين: الأول عباءة وخمار يكشف الوجه والكفين، أما الثاني فتنورة وقميص فضفاضان وخمار يكشف الوجه والكفين كذلك.
وفضلا عن هذه الأنواع بدأ الشارع السوداني يعرف ما يوصف ب"الحجاب المستورد" من الفضائيات، كحجاب "اقرأ" المفرطة وألوانه الملفتة، وغطاء رأس من قطعتين، يتسق لون العلوية منهما مع لون القميص، ويتماثل لون القطعة السفلى مع لون التنورة.
وهناك كذلك "حجاب المنار" كما هو معروف في مذيعات قناة المنار اللبنانية؛ حيث يتكون من عباءة ساترة للجسد، وغطاء رأس يربط بإحكام يغطي الرأس والرقبة، وينتهي عند منطقة الذقن
يتكون "التوب" السوداني من قطعة قماش يختلف طولها حسب طريقة ارتدائه، فيبلغ طولها إذا كانت ستربط من الوسط إلى 4.5 أمتار، و9 أمتار إذا كانت ستلف على الوسط دون ربط، ويلف "التوب" حول جسد المرأة ورأسها فيما يشبه طريقة الساري الهندي والباكستناي وتحرص السودانيات على ارتداء تنورة وقميص طويل أو فستان أسفل "التوب"، ويختلف مدى ما يكشفه أو يغطيه "التوب" من جسدها وفقا لرغبة كل سيدة إيمان جعفر (25 عاما) جامعية وأم لطفلين تبرر تفضيلها ل"التوب" السوداني قائلة "هو جزء من التقاليد السودانية وضروري لأي فتاة تزوجت؛ لأنها لا يمكن أن ترتدي ثيابا تشبه ما كانت ترتديه قبل الزواج، بالإضافة؛ لأنه أستر من العباءة، وأجمل في هيئته العامة، وهو لا يتعارض مع ضوابط الحشمة فهناك منتقبات يرتدينه، وكذلك هناك متبرجات يرتدينه، ولكن يكون شفافا جدا لا يستر".
وتضيف "ربما يؤخذ عليه أنه غير عملي بالنسبة لبعض الوظائف العلمية، ولذا غالبا لا ترتديه العاملات في المجالات الهندسية والطبية، بينما ينتشر بين الموظفات في الدواويين الحكومية والمعلمات وتتابع إيمان "نحن غالبا لا نرتدى التوب ما قبل الزواج وفق لعاداتنا وتقاليدنا السودانية ولكن نرتدي التوب بعد الزواج وفقا للتقاليد، وفي الماضي كانت الفتاة، تلتزم بارتداء التوب بمجرد بلوغها سن ال12، إيذانا باكتمال أنوثتها، ووصولها سن الزواج، ويختلف الأمر بالنسبة للمتزوجة، فهي لا يمكنها التنصل من ارتدائه؛ لأنه يعتبر إشارة واضحة على أنها زوجة، كما تقضي التقاليد بأن يقدم العريس لعروسه من 3 إلى 12 أتواب كهدية وتختلف خامة "التوب" باختلاف البيئة فهناك "الفردة" الذي ترتديه النساء في شرق السودان، ويصنع من القطن الصافي الذي لا يحتاج إلى تطريز، وهناك "اللاوه" الذي ترتديه النساء في الجنوب، ويربطنه من على الكتف دون وضعه على الرأس، أما أفضل أنواع "التوب" فهو توتال السويسري؛ حيث تمد سويسرا أسواق السودان بنحو 82% من احتياجها من الزي التقليدي
القضية ليس لها علاقة بالتدين والثقافة أكثر مما لها علاقة بالإسلاميين، سواء كانوا في السودان أم أفغانستان أو ايران. فعند احتلال أفغانستان وسقوط إمارة طالبان
بشّر أنصار الحملة الأميركية بأنها ستحرر المرأة الأفغانية من الحجاب و البرقع الطالباني، ليتأكد اليوم أن البرقع سابق لطالبان وباق بعدها فهل سيتحرر المرأة السودانية من الحجاب الجبهجي أو حجاب "الكيزان" أو الكوزات من خلال زوال حكومة الإنقاذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
هل هذه السودان أم طالبان؟
أصبح صعود التيارات الدينية المتطرفة يهدد كافة أوجه الحياة المدنية في غالبية الأقطار العربية، باسم حماية الأخلاق العامة، وتحت هذه التسمية ترتكب من الجرائم ما لا يمكن قبوله في الإسلام الصحيح الذي يقول دعاته المتنورين أنه صالح لكل زمان ومكان. ولا يمكن أن تتوقف هذه الجرائم طالما هناك أفراد أو جماعات أو أنظمة تعتقد أنها وكيلة الله في الأرض، فتحرف النصوص كما تتطلب مصالحها الشخصية. أما بعض الأنظمة العربية فهي تأخذ من الدين ستارا لتعمية عقول الناس وتخدير ضمائرهم بعيدا عن ظلمهم وفسادهم، خاصة أن كل ما يتعلق بالدين من التابوات والمحرمات غير القابلة للنقاش.
الحجاب و البنطلون
ليس هنا محله أو وقته مناقشة لأن ليس هناك نصوص قرآنية أو من السيرة النبوية تثبت وجود الحجاب على رأس المرأة، خاصة أن هذا النقاش لا يفيد بعد أن أصبح موضوع حجاب المرأة محسوما لدي الغالبية العظمى من المسلمين فقهاء ودعاة وجماهير. ولكن ما يستحق النقاش هو: هل هناك مواصفات لملابس المرأة بعد أن تكون قد تحجبت فعلا حسب الأصول المتعارف عليها عند هذه الأغلبية، بحيث ما عاد يظهر للعيان سوى دائرة صغيرة من وجهها؟. هل هناك قواعد دينية متعارف عليها بعد ذلك مثل أن تلبس جلابية أو عباءة أو بنطلونا؟ هكذا هو الحجاب في غالبية الدول العربية والإسلامية بداية من بلاد السلفيين في الجزيرة العربية على يد الوهابيين ثم من مصر على يد جماعة الأخوان المسلمين ثم إلى ايران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 م ثم الى إندونيسيا و حتى السودان على يد حزب الجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي من خلال ثورة الإنقاذ على يد الفريق عمر حسن أحمد البشير عام 1989م ما بينهما وحولهما، فغالبية النساء ترتدي البنطلون وغالبا ما تلبس فوقه أيضا ما يستر البنطلون سواء سميّته عباءة أم جلابية أم شالا؟ وبهذا اللباس الذي لا يكشف من المرأة سوى دائرة صغيرة من وجهها تسير مطمئنة آمنة في أعتى الدول سلفية.حيث القائمين على حماية الأخلاق العامة أكثر حرصا على ذلك من شيوخ الأزهر وفقهاء إيران، بدليل ما تعرضت له الصحفية السودانية (لبنى أحمد الحسين) التي كانت تلبس الحجاب كاملا حسب الأوصاف المتعارف عليها منذ مجئ حكومة الإنقاذ عام 1989 م ومن خلال تطبيق الشريعة الإسلامية فرض الحجاب بالقوة على المرأة السودانية ، ولكنها تعرضت حسب روايتها: (في الثالث من يوليو الحالي كنت في مطعم حين دخل شرطيون، وطلبوا من الفتيات اللواتي ترتدين سراويل مرافقتهم إلى مفوضية الشرطة
و أضافت لبنى وهي محجبة بشكل كامل: (لقد اصطحبوني و 12 فتاة أخرى من بينهن جنوبيات، وبعد يومين تمت دعوة عشرة منهن إلى مفوضة وسط الخرطوم لتتلقى كل واحدة منهن 10 جلدات). ووجه إلى الثلاثة الباقيات ومن بينهن لبنى أحمد الحسين التهمة بموجب الفصل 152 من القانون الجنائي السوداني، وينص هذا الفصل على عقوبة 40 جلدة لكل من يرتدي لباسا غير لائق. وفي حالة الصحفية لبنى الحسين ومن معها من الفتيات، فاللباس غير اللائق رغم أنهن محجبات هو ارتداء البنطلون. وفعلا من شاهد صورتها عند اصطحاب الشرطة لها لم يرى سور تلك الدائرة الصغيرة من وجهها، وتلبس بنطلونا وفوقه ما يشبه العباءة التي تستر كافة جسدها.وهو سؤال منطقي حيث لم يعد أحد يعرف ما هي مواصفات الأخلاق العامة واللباس الذي يحفظ هذه الأخلاق، طالما بين المليار وربع المليار مسلم، مئات الملايين الذين نصّبوا أنفسهم حماة للأخلاق العامة، وكل واحد منهم يستخدم الآيات والأحاديث التي يريد لتبرير أفعاله دينيا، وبالتالي حسب منظوره لا يمكن مناقشته أو الطعن في قراراته. فالغالبية من المسلمات المحجبات في مصر وإيران تحديدا وغالبية الدول الإسلامية يرتدين البنطلون الضيق ،فهل هذه الملايين المسلمة لا بد من جلدها حسب مفاهيم طالبان و السودان؟. وهذه ليس أول خطوة منافية للأخلاق العامة يقوم بها دعاة حماية هذه الأخلاق، فقد سبق لأشقائهم الطالبانيين في أفغانستان أن حرّموا التماثيل، وقاموا بتفجير تماثيل تاريخية تعود لألآف السنين، مما حدا بالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي لترأس وفد من علماء ومشايخ المسلمين لزيارة كابول طالبان لإقناعهم بالتوقف عن هدم التماثيل الذي لا أساس له في الإسلام، و إلا لطالب الإخوان المسلمون والأزهر الشريف في مصر بتهديم التماثيل الأثرية الفرعونية وغيرها وفي مقدمتها الأهرام، خاصة أن في مصر ما يزيد عن ثلثي الآثار في العالم. فهل كل علماء وشيوخ مصر والأزهر الشريف لا يفقهون الإسلام، ومن يفقهه هم ظلاميو طالبان بشأن التماثيل في أفغانستان؟. وأشقاؤهم في السودان بشأن البنطلون للمحجبات؟في ثقافات بعض القبائل الإفريقية الأصل هو العري ولا توجد قيمة للباس، وعندما نشط الإسلاميون السودانيون بتطبيق الشريعة الإسلامية عام 1989 ألا وهم حزب الجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي في دعوة تلك القبائل عقب انقلاب ثورة الإنقاذ بقيلدة الفريق عمر حسن أحمد البشير أسلم فرض على المرأة السودانية بالقوة ارتداء الحجاب ، وفي زيارة للزبير محمد صالح نائب البشير، الذي قضى في حادث طائرة لتهنئة قبيلة باعتناقها الإسلام، انفعلوا لحظة وداعه فقاموا بخلع ثيابهم ملوحين بحفاوة سمعت القصة يومها من أخوة الزبير وكانوا يروونها بسماحة وتندر، ولم أدر أن الأيام ستجعل من قضية سروال الصحافية قضية رأي عام.
صحيح الحجاب ليس فريضة اسلامية و لا حتى النقاب فريضة و واجب ديني وانما هي مجرد عادة اجتماعية وضعت من قبل الإسلاميين والحركات المتطرفة
وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين والسلفين بحجة أنها واجب ديني وهذا غير صحيح
في الأردن، يروي الدكتور جمال الشاعر أن والده حذر والدته من خلع غطاء الرأس حتى تفعل ذلك آخر مسلمة في السلط، وهي حساسية ذكية لا تريد الفصل بين ثقافة المسلمين والمسيحيين في البلاد، وهي ثقافة لاحظها الرحالة الغربيون في الكنائس غير المختلطة في الصلاة.
على أن الثقافة لا تنفي خصوصية الدين، في الفقه الإسلامي تفصيل للباس المرأة ولباس الرجل. والحركة الإسلامية الحديثة كان من ملامحها من خلال الإعتماد على المذاهب الفقهية لنشر اللباس الإسلامي في المجتمعات التي ابتعدت عن الإسلام بنظرها.
المفارقة أن لباس الحركة الإسلامية الشائع كان متطورا على الموروث في المجتمع منذ عهد الدولة العباسية ليأتى بعدها الوهابيين لتأسيس المذهب السلفي على يد ابن تيمية والكثير من السلفيين المتواجدين في الجزيرة العربية..كادت الحركة الإسلامية، على رأي الشيخ راشد الغنوشي، أن تتحول إلى مصممة أزياء لشدة تركيزها على اللباس. وإضافة إلى العامل الديني والأخلاقي والثقافي برز بعد آخر، وهو الهوية ببعديها الثقافي والسياسي. بالنسبة للمسلمين في الغرب كان الحجاب راية اعتزاز بأمتهم وانتمائهم الحضاري، وفي العالم العربي والإسلامي رفعت ذات الراية في وجه الأنظمة المعادية للإسلام بنظر الإسلاميين.
ظل الإسلاميون ضحايا إلى اليوم في نزع الحجاب، في سورية شنت سرايا الدفاع حملة نزع فيها الحجاب في قلب شوارع دمشق في خضم المواجهة العسكرية مع الإخوان المسلمين، في تونس اعتبرت الدولة في مواجهتها مع النهضة الزي الإسلامي طائفيا! في بلد 99 في المئاة منه مسلمون على المذهب المالكي ، وفي تركيا إلى اليوم وعلى النفوذ الطاغي للإسلاميين ما يزال سدنة العلمانية يمنعون الحجاب في الجامعات ومرافق الدولة ولا يستثنى من ذلك زوجة رئيس الدولة. يخلو مجتمع عربي من تمييز ضد المحجبات، ولا يجدن مناصرة من أدعياء العلمانية واليسار. وهو ذاته الذي ينتفض مع كل فرض للحجاب حقيقة أم فرية، وفي تحقيق "الغد" يكشف أن وزارة التربية والتعليم في غزة لم تفرض الحجاب، إلا أن الحملة على حماس مستمرة كما الحصار.
القضية أكبر من حماس، هي موقف أخلاقي إنساني أن تسمح للناس باختيار نمط حياتهم حجابا أم سفورا، وفرنسا التي تمنع الحجاب مثل السودان الذي يفرضه. وإن كان الإسلاميون تطوروا، فإن أدعياء العلمانية ما يزالون جامدين على أيديولوجيا مغلقة لا تعترف بالتنوع وتحتقر الآخر، ولا دليل على ذلك أكثر من صمتهم المريب على الطعنات التي أودت بحياة مروة الشربيني وصراخهم على وهم فرض الحجاب في غزة.
بغطاء رأس غير محكم يظهر أجزاء من الشعر والرقبة، وملابس ضيقة تحدد معالم الجسم، أصبح حجاب زي اضافي ترتديه المراة السودانية تحت التوب السوداني و الذي يطلق عليه السودانيون "الترابي دقس" (أي غفلة الترابي باللهجة السودانية) حيث أطلق عليهن " الكوزات "، واحد من عدة موديلات للحجاب بدأت تظهر في أوساط الفتيات تحت مسمى ال"التوب الجبهجي"، الذي يعرفه السودانيون ب"حجاب الكوزات" والتي ظهرت مع بداية حكم نظام الإنقاذ عام 1989، والذي تربع على عرش زي المرأة السودانية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي بلا منازع، سوى الزي التقليدي المعروف ب"التوب"، أي (الثوب)، والذي ظل محتفظا بمكانته حتى اليوم
التوب السوداني أم الحجاب ؟؟؟؟
الثوب السودانى جميل جدا في المناسبات السودانية
التوب وما لاقانى اجمل منه
حقنا وبشبهنا
جميل وانيق
مهذبات بناتنا البلبسنو
بحب التوب وسيد التوب
اصيل كيفنو
كان لاحد اصدقائى اخت "شترا "
تغنى للتوب
ياتوبى الكويتو وختيتو فى الدولاب
لكن الاغنية تقول
يا توبى الكويتو وفى الدولاب ختيتو
التوب، مثل الجلايبة، ليس لبسا قوميا وزي تقليدي لكل نساء السودان.
التوب الذى تلبسه مجموعات معينة فى السودان يلبس أيضا فى شعوب أخرى من أفريقيا مثل موريتانيا وغيرها. الحجاب بمعنى الطرحة او الايشارب ليس لبسا لكل ديانات السودان والعالم كله وهو ليس فرضا دينيا . كما انه ليس لبسا لكل المسلمات فى السودان.. بل هو لبس أقلية لدى البدو.كما انه عادة اجتماعية جديدة او موضة الكوزات فرضت منذ مجئ الانقاذ عام 1989 م و مع الاسف باتت مسألة «الحجاب!» تفرض نفسها على العقل الاسلامي وغير الاسلامي، وامست مقياسا وتحديدا لمقصد ومعنى وطبيعة الدين الاسلامي في نظر غير المسلمين مما حدا ببعض الدول غير الاسلامية الى اعتبار «الحجاب!» شعارا سياسيا جابوه الكيزان ويؤدي إلى التفرقة بين المواطنين والتمييز بينهم وتفرقة العلاقات الاجتماعية ، وقد حدثت مصادمات، وفصل من الجامعات والوظائف بسبب تمسك المسلمة بفهم خاطئ لما يسمى «الحجاب!»، وتحميل للاسلام بما لم يأت به من دعوى انه فريضة اسلامية
أما ! ( الحجاب ! ) بعد مجئ حكومة الانقاذ عام 1989 م ده اول مره شفتو , و أنا طالبة بجامعة الخرطوم !!! انا في حياتي ما لبست الطرحة او الايشارب الا وانا في المسجد اصلى صلواتي لكن نادر نحن النسوان نلبس الطرحة في المكان العام بالصورة شافينها الان . زمان قبل مجئ ناس الانقاذ كنا ما مغطيات شعورنا اطلاقنا وحتى النسوان اللي بيلبسوا التياب ما كانوا بيلبسوا الطرحة تحت التوب بالصورة المشوهة اللي فرضوها الكيزان واللي خربت صورة التوب السوداني الجميل . عادة لبس الطرحة او الايشارب جابو هاالكيزان معاهم بعد المصالحه الوطنيه مع المخلوع نميرى ولما وصلوا الى الحكم يوم 30 يونيو عام 1989 م فرضوها بالقوة ...و هو يمثل تياراً سياسياً معيناً ممثلاً فى حركات الإسلام السياسى , التى ظهرت فجاةً كالورم الخبيث ( الجبهه الإسلاميه ,النهضه , الإخوان المسلمين , حماس , جبهة العمل ... إلخ من بقية العقد ! ) و غيرها من المسمياتالتى القصد منها أولاً و أخيراً ليس سوى الإبتزاز الدينى و الإستغلال السياسى الرخيص من خلال التقليل بالمراة السودانية وعزلها عن المجنمع باسم الدين ...ليس غطاء الراس جزء من الحشمة والوقار وكمال المرأة والفضيلةوهذا لا يعني أنه حجاب، وليس عبادة والمكمل لكمال المرأةبحسب ما يدعونه الاخوة الشيوخ .إن اختزال الحجاب فى البعد الدينى، ثم عزل البعد الدينى عن الابعاد الاجتماعية والانسانية الأخرى، فيه دليل على القصور التحليلى لمن حولوه إلى مؤشر على التخلف. الحجاب فرض على الاسلام ولم يفرض الاسلام الحجاب، فشعر المرأة ليس عورة، الحجاب أبدا لم يكن عقيدة أو شريعة بل مجرد عادات، إنه موجود من قبل الاسلام بألفي عام، نراه في كتاب حمورابي، وفي أثينا في عهد أفلاطون وارسطو حيث كان ينظر إلى المرأة على أنها من الحريم، كذلك ركزت اليهودية على الحجاب بشكل مكثف وأيدته المسيحية أيضا.وقال: كان الحجاب موجودا في العالم كله على أساس أنها مجتمعات ذكورية خصصت المرأة للبيت والرجل للعمل وكسب الرزق، ولم يكن ذلك مزعجا للمرأة لأنها وجدت في الامومة ما يعوضها، لكن مع تطور الحياة في العصر الحديث ونمو فكرة الانسان وان المرأة انسان ايضا، تغيرت مشاعرها وبدأت تطالب بحقها كانسان، واقتضى ذلك دخول المرأة مجال العمل ومشاركتها في العمل السياسي مثل الرجل تماما، ومن ثم أصبح لا ضرورة للحجاب الذي يحمل معنيين، أن تحتجب في البيت، أو أن تغطي شعرها فقط أو شعرها ووجهها وهو ما يسمى في هذه الحالة بالنقاب.أن الحجاب يحول عمليا دون مشاركتها في الحياة العملية، فما دامت الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد غيرت من وضع المرأة، مما يستدعي تغيير المفاهيم بشأنها وما يستتبعها من حجاب أو غير حجاب.وأوضح أن شعر المرأة ليس عورة ولا يوجد أبدا في الكتاب والسنة ما يقول ذلك، وهناك حديث في صحيح البخاري بأن الرجال والنساء كانوا يتوضأون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حوض واحد في وقت واحد، فكيف اذن تتوضأ المرأة وهي مقنعة مرتدية ذلك اللباس الذي يجعلها شبحا أسود. كيف تغسل وجهها وقدميها ويديها إلى المرفقين، وكيف تمسح على شعرها.لقد استمر هذا الوضع طيلة حياة الرسول وفي جزء من خلاقة أبي بكر الصديق وجزء من خلافة عمر الذي فصل بين الرجال والنساء في الوضوء من مكان واحد.
ان تفسير مفهوم الحجاب عند المدرسة الفقهية التقليدية التاريخية، وكذلك لدى موقع "الحجاب"، هو تفسير اجتماعي تاريخي لا يتعلق بذات الدين. لكن، لأن هذه المدرسة وأنصارها يعتقدون بأن الإسلام هو دين ودنيا وصالح بذاتياته وعرضياته (وليس فقط بذاتياته) لكل زمان ومكان، فإنهم يعتبرون كل ما جاء في القرآن، وإن كان من عرضيات الدين، ومن ضمنها مسألة الحجاب، لابد من تطبيقه في الماضي والحاضر والمستقبل، ضاربة بعرض الحائط في تفسيرها هذا اختلاف الظروف الاجتماعية، وتطور حياة الإنسان وتجددها وتغير العادات والتقاليد وتبدل النظرة إلى الكثير من الأمور الاجتماعية ومنها ما يتعلق بمفهوم الحشمة. لذلك تعتبر هذه المدرسة وأنصارها الحجاب من الأحكام الاجتماعية، لكنهم لا يستطيعون الإجابة على سؤال لماذا لم تغط الأحكام الاجتماعية العرضية التي جاءت مع نزول القرآن الكريم جميع مناحي الحياة على مر التاريخ؟ ولماذا اختفت بعض تلك الأحكام مع مرور الزمن وتغير ظروف الحياة وتطورها، مثل الزواج المتعدد وزواج المتعة وعشرات الأمثلة الأخرى التي بات الواقع الاجتماعي لا يقبل باستمرارها في الحياة؟
وحول ما يقال من أن الحجاب يدخل في إطار الأحكام التي تحفظ كرامة المرأة وإنسانيتها، فعلينا أن نضع أمام هذه الجملة العديد من علامات الاستفهام. فرغم الحاجة إلى أرقام تثبت ذلك الادعاء أو تثبت نقيضه، فإن تجربة بعض المجتمعات مع فرض الحجاب (إيران والسعودية نموذجان هنا) أثبتت أنها لم تكن عاملا في حفظ كرامة المرأة، بل كانت سببا في إهانة المرأة وفرض الوصاية الذكورية عليها. في المقابل نجد أن الحرية واحترام حقوق الإنسان كانا سببين رئيسيين في إعطاء المرأة كرامتها وإنسانيتها، وإن كانتا قد تسببتا في بعض السلبيات، فإنها لم تخص المرأة فحسب وإنما الإنسان بشكل عام، فكل الحضارات جلبت السلبيات والإيجابيات للبشر، لكن من دون شك فإن الحضارة العلمانية الليبرالية الراهنة فاقت كل الحضارات التي سبقتها في جلب الكرامة والإنسانية للرجل والمرأة معا. في حين كانت الحضارات الغابرة، بما فيها الحضارة الإسلامية، يشوبها نقص كبير في هذا المجال.
إذن، لا علاقة للكرامة والإنسانية بلبس الحجاب، وإنما أفضى "فرض" الحجاب على المرأة، الذي عادة ما يرافقه انعدام الحريات الأساسية للإنسان وعدم احترام حقوقه الفردية، إلى مزيد من الضغوط على حرية المرأة، وأدى ذلك إلى ممارسة انتهاك فاضح على إرادتها وحقوقها الشخصية.
لكن، هل يؤدي عدم الالتزام بالحجاب إلى فساد المجتمع، أم أن "فرضه" يؤدي إلى الفساد؟ وهل كل مجتمع غير ملتزم بالحجاب هو في المحصلة مجتمع فاسد؟ وهل توجد مجتمعات فاسدة أخلاقيا رغم أن غالبية نسائها محجبات؟ وهل الحشمة هي الأصل في مفهوم الفساد الأخلاقي أم شكل الحجاب ولبسه هما القاعدة هنا ؟
مسألة الحجاب ليست فرض، ولن أخوض في أنها عادة بدوية صحراوية أو غير ذلك، ولكني سأعتمد على نصوص الدين في إبداء أن الحجاب لا يمكن أن يكون فرض.
تعلمنا من الله سبحانه وتعالى أنه حين يأمرنا بأمر فإنه لا يأمر بآخر ينوب عنه في حال لم يأتمر الإنسان بالأمر الأول، بل أن الله يأمرنا بأمر أو ينهينا عن آخر ثم يبين لنا عقوبة من لم يسلم بأمره أو نهيه.
1- الحجاب مفروض على زوجات الرسول فقط، وهو ستر شامل لأنهن ممنوعات من الزواج من بعده لقول الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْإِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّمِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا.) سورة الاحزاب الاية 53 .الحجاب (بمعنى الساتر) خاص بزوجات النبي ص وحدهن فقط لا غير كما ورد في الاية رقم 53 في سورة الاحزاب، فلا يمتد إلي ما ملكت يمينه من الجواري ولا إلى بناته، ولا إلي باقي المؤمنات.والدليل علي ذلك رواية عن أنس بن مالك أن النبي (ص) أقام بين خيبر(مدينة كان يقطن بها اليهود) والمدينة ثلاثاً (من الأيام) يبني عليه (أي يتزوج) بصفية بنت حيي (امرأة يهودية من خيبر وقعت أسيرة حرب قامت بين الرسول (ص) و اليهود) فقال المؤمنون إن حَجَبَها (أي إن فرض الحجاب بينها و بين الناس) فهي من أمهات المؤمنين (أي من زوجاته) وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه (أي من جواريه).فلما ارتحل وطأ (أي مهد) لها خلفه ومد الحجاب (أي وضع ستراً) بينها وبين الناس.(بذلك فهم المؤمنون أنها زوج له وأنها من أمهات المؤمنين وليست مجرد جارية)
2- الخمار واجب أن يستر الجيوب(فتحات الثوب التي تظهر الجسم من ورائها، كفتحة الصدر، أو فتحات الإرضاع، وما شابه ذلك) قال الله تعالى ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْن فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَامَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(النور:31) سبب نزول هذه الاية الكريمة أن النساء كن في زمان النبي (ص) و قبل مبعثه كذلك يغطين رؤوسهن بالاخمرة (غالبا للاتقاء من الحر والعاصفة الرملية) ويسدلنها من وراء الظهر فيبقي أعلي الصدر ظاهرا لا ستر له.فأمرت الآية بإسدال المؤمنات للخمار علي الجيوب، فطلب الله من النساء أن تضربن بخمورهن علي جيوبهن (أعلى الجلباب حسب معاجم اللغة العربية) لستر الصدر و ليس هنا بتاتا ما يدل على أن الأمر يتعلق بتغطية شعرالرأس.
3- هناك فرق بين الأمر والقول، فالأمر واجب التنفيذ من ولي الأمر على تابعيه، أما القول فهو لفت انتباه لمن يلقى عليه القول دون عقوبة للمخالفين بيد ولي الأمر، وإنما العقوبة من الله.قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) هذه الاية هذا عتاب من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حين حرم على نفسه سريته "مارية" أو شرب العسل، مراعاة لخاطر بعض زوجاته، في قصة معروفة، فأنزل الله [تعالى] هذه الآيات { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } أي: يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة { لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } من الطيبات، التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك. بذلك التحريم هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله، ورفع عنه اللوم، ورحمه، وصار ذلك التحريم الصادر منه، سببًا لشرع حكم عام لجميع الأمة، فقال تعالى حاكما حكما عاما في جميع الأيمان . ويقول الله عزوجل { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ْ}
4- بالنسبة لنساء المؤمنين ليس الوضع مطلق الوجوب بل هناك استثناء لمن لا تريد الزواج أو يئست منه "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{60}" النور24. قال الله تعالى :(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ويدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن ) سورة الاحزاب الاية 59 إن القول بأن حجاب المرأة فرض لمنع الشهوة لدى الرجال فيه تشييء للمرأة ودلالة على كونها تابعا مهمشا للرجل لا كيان له ولا قيمة، وتحميل لها بمفردها لمسؤولية الشهوة وما يترتب عليها من ذنوب، وتصوير لها على أنها سبب للفتنة والمعاصي، واستخفاف بكيانها وشخصيتها. إن هذا النمط من التفكير النابع من حياة البداوة والعقلية الذكورية البحتة التي ميزت العصور القديمة لا يتفق مع عصرنا وفيه إساءة عظيمة للإسلام وتصوير له بمظهر الدين الذي يقمع المرأة ويستخف بها وينظر إليها كجسد دون اعتبار لإنسانيتها.
كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون
لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالأماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين فأمر بذلك حتى عرفوا من
الأماء وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان
رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله تعالى في سورة الاحزاب الاية الكريمة حتى تعلم الحرة من الامة وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك
5- العورة ليست في الجسم، وإنما هي حالة تجعل الفرد غير مقبول لغيره، كحالة النوم وما يصدر من النائم من تصرفات تسيء إليه أو لمن يجلس بالقرب منه.
6- الزينة هي الانجذاب للشخص الآخر.. بسبب جماله الجسماني أو النفسي.. ولذلك فالزينة التي حرمها الله هي إبداء الزينة الجسدية المثيرة للجنس.. أما الزينة النفسية وباقي الجسد غير المثير للجنس فلا حرمان منه.. كجمال الوجه.. وكذلك الزينة الجسدية التي تبدو قسرا فلا يمكن تحريمها.. وإنما يتم اتقاء فتنتها بغض البصر.. وغض البصر ليس معناه إغلاق العين ولكن تخفيف النظر وتجريده عن الشهوة.. وتكون الزينة الظاهرة هي التي تبدو قسرا، كتقاسيم الجسم وطوله وتمايله الطبيعي في المشي، والسمنة والنحافة والارتجاج.. كل هذه زينة ظاهرة(جاذبية فاتنة بادية قسرا لا يمكن إخفاؤها).
7- اما الحديث عن ما يزعمونه الشيوخ الجهلاء (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يري فيها إلا هذا ) وأشار إلي وجهه وكفيه . حديثان مصنفان كحديثي آحاد ليسا بحجة ولا يستند إليهما بالتشريع ، ناهيك عن وجود تناقض بينهما وتناقض الحديث يطعن بصحة نسبته اساساً، هذا لو افترضنا ابتداء أن الحديث حجة فحتى الاصوليون لا يعتدون بالأحاديث الآحاد كمصدر للتشريع.بمعنى أنه لا يجوز جعل حديث آحاد مصدرا لحكم شرعي ، فما بالنا بفريضة؟! من أخطر الأمور أن نخلط بين العادات والتقاليد وبين ما يأمرنا الله به في كتبه الكريمة لأن الإدعاء بأن أي عادة من العادات هي من عند الله هو إدعاء كاذب يماثل الشرك بالله والكذب في حقه جل جلاله, تعالي عن كل إدعاء كاذب.
( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) (يونس:17) وعندما تصبح العادات والتقاليد أهم عند الناس من قوانين الله سبحانه وتعالي في القرآن يصبح الدين فاسدا ويفشلوا وتذهب ريحهم ويختفي النصر الذي وعده الله عباده ويحل محله الهزيمة والخسران.
الحجاب عادة اجتماعية صحراوية وبدعة سياسية ليس من الاسلام و ليس فرض ديني .الحجاب بمعنى غطاء الراس للمراة تعارض وبشدة مع الفطرة البشرية هل من المنطقي والطبيعي بان الرجل او الشاب يستثار و يفتتن بمجرد رؤيته شعر المرأة فقط ؟؟الذين يريدون فرض النقاب و الحجاب يريدون للمرأة ان تعيش فى حياة عزلة و انطواء ليس لها دور مؤثر فى المجتمع دا غير حدوث تفكك المجتمع و انهيار المحبه و التعاون مابين طرفى المجتمع الرجل و المرأة , انتشار العنوسه و الزنا و اللواط لان الرجل لايتعامل الا مع رجل مثله وذلك بحسب افكار جماعات متشدده تدعى التدين و الاخلاق كل هذا من اجل الإساءة للمرأة والتقليل من شأنها ليس في القرآن الكريم أو السنة الشريفة ما يأمر بالحجاب مطلقا. القرآن عندما قال "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" كان ذلك في اطار الحديث عن لباس اجتماعي سائد في ذلك الوقت، فالرجال يلبسون العمائم والنساء تختمر لتقي نفسها من التراب أو من الشمس، وبالتالي فالمسألة لا علاقة لها بالدين، ومن هنا امر القرآن أن تسد المرأة فتحة الصدر بالخمار الذي كانت ترتديه كعادة اجتماعية، لكنه لم يأمرها بان ترتدي الخمار ولم يقل إنه من الضروري أن يغطي الرأس.القرآن ليس فيه آية واحدة تحث على الحجاب إلا بالنسبة لزوجات الرسول، وهو ليس زيا وانما باب أو ستار. الاسلام لا يطلب من المرأة أن تغطي شعرها أو تنزع ذلك الغطاء، هذا ليس شأنه، وإنما يدخل في اطار حقوقها الشخصية.المشكلة هي في الفقه السلفي انه يركز على الامر فقط في القرآن. ويهمل القاعدة.. فآية: وقاتلوا الذين يقاتلونكم.. يركز الفقه السلفي فيها فيها على القتال فقط ويهمل ان يكون شرط القتال الاعتداء او للدفاع عن النفس ومنع الاضطهاد. فهو يقتال لاجل السلطان او غيره ويتمسك بامر القتال فقط. والحجاب ايضا ياخذ ظاهر الامر الشرعي فقط ويتمسك به. الفقهاء بحي اختلافهم الذين جعلوا كل جسد المرأة عورة مع أن القرآن الكريم حرره ولم يتحدث إلا عن تغطية فتحة الصدر، وبالتالي فلا ضرورة دينية لارتدائها الحجاب الذي يغطي شعرها.لقول الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) سورة النساء 82 فالنصّ القرآني الكريم يجيب عن أسئلة الوجود والكون والحياة والمصير . وهو يجيب عن ذلك بشكل فنّي لا يمكن فهمه الا بفهم لغته .الحمد لله الذي انزل كتابه المجيد على احسن اسلوب ، وبهر ببيان اساليبه وبلاغة تراكيبه القلوب . أنزله آيات بيّنات وفصّله سوراً وآيات ، ورتّبه بحكمته البالغة احسن ترتيب ، ونظمه احسن نظام بأفصح لفظ وأبلغ تركيب .
والصلاة والسلام على امام البلاغاء وسيد الفصحاء ، أفصح من نطق بالضاد ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم باحسان . والحمد الله رب العالمين.
امل محمد يوسف
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.