فى حقيقة الأمر يجب أن يكون السؤال، هل إنهزم المريخ أم سحبوه و"ذبحوه" أعنى ذبحته إدارته الأكثر قربا من المؤتمر الوطنى، هذه العصابة التى "بوظت" السودان كله وفى كآفة مجالاته، ولم يستثن الخراب والدمار، المجال الرياضى والكروى على نحو خاص، حيث لا توجد أنشطة أخرى يمكن الحديث عنها. أظنها المرة الأولى خلال أكثر من عشر سنوات الا نرى وصيفنا الحبيب "المريخ" حاضرا فى نهائى البطولة الوصيفة المحبببة لجماهيره محليا مثل محبتهم لسيكافا أقليميا. لا اريد أن أغمط هنا "هلال الأبيض" المكافح أحفاد "كشولا" حقهم فى الفرحة بإقصاء ناد فى حجم المريخ فى بطولة مهمة رغم أنه "وصيف" بإمتياز وأنها بطولة "وصيفة، لكن إنتصار الأمس أكد أن فوزهم على الهلال بالأربعة ومن بعد ذلك على المريخ بالخمسة، لم يكونا وليد صدفة، بل تحقق عن عن طريق الإصرار والبذل وسكب العرق والعطاء وفى داخل المستطيل الأخضر. إضافة الى ذلك فقد كان فوز الهلال "الإبن" بالخمسة السبب الرئيس فى إنسحاب "المريخ" خشية من هزيمة أكبر من الخمسة. لكن الذى يشعرنى بالمرارة وألأسف أن راعى هذا الفريق المكافح، هو أحد عتاة المجرمين المطلوبين للعدالة الدولية لإرتكابه جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، لا تهمنا "الوثبة" المضروبة التى إذا حققت للبعض مشاركة فى السلطة، يلهثون خلفها لكنها سوف تجعل عصابة "المؤتمر الوطنى" تواصل التمكين والهيمنة على كآفة مؤسسات الدولة السودانية خاصة الدنيا، وهذا هو الأهم. مرة أخرى المعلوم أن "أحمد هارون" هو أحد المطلوبين الرئيسين للمحكمة الجنائية ضمن اربعة وهو صاحب الحق القانونى الذى تحميه الملكية الفكرية الإنقاذية الإرهابية فى المقولة الشهيرة "قش أكسح أمسح ما تجيبو حى"! سمعنا أن أحمدهارون وللأسف هو "قاض" كان قد وعد لاعبى هلال الأبيض بمبلغ 40 مليون جنيه لكل لاعب إذا أنتصروا على المريخ بأربعة أهداف ... و3 مليون إذا أنتصروا بثلاثة فمن اين له تلك الأموال؟ وطالما هو قادر على صرف ذلك المبلغ المهول فكم يمتلك أحمد هارون من أموال؟ على كل ليس من حقنا أن نحرم هلال الأبيض من الفرحة وأن نبخس إنتصاره المستحق، أكثر من جيد أن يظهر على الساحة أكثر من ناد منافس لناديى القمة الهلال والمريخ. لكن الطريقة التى نفذ به لاعبوا المريخ الركلات الترجيحية من منطقة الجزاء - وهذا هو إسمها الصحيح - تجعلنا نشعر بأن أولئك اللاعبين أما تقاعسوا من أنفسهم فى تسديد تلك الركلات على نحو سليم بسبب عدم إستلام الكثيرون منهم لمستحقاتهم كما قيل، وربما زودوا بتعليمات من إدارتهم القريبة من المؤتمر الوطنى أو "جزء" منها "للإنسحاب" من مواجهة الهلال بصورة تبدو طبيعية، فهذا المرة لا توجد "قشاية"تتعلق بها إدارة المريخ وتقررالإنسحاب، ليصبح الإنسحاب رغم 4 إذا لم يكن أكثر من ذلك. السؤال المهم هنا ...كيف يشارك المريخ فى بطولة "العرب" التى تضم أندية ذات إمكانات فنية ومادية مهولة الا يخشى من فضيحة جديده للسودان كما حدث من الوحدات الأردنى المغمور؟ بل كيف يشارك المريخ فى بطولة الأندية الأفريقية بهذا الحال المزرى الذى نراه. لو كنت مكان مجلس إدارة نادى المريخ لتنازلت هذا العام لناد آخر يشارك فى بطولة الأندية أو الكونفدرالية حتى لو كان "النسور" الهابط. المضحك المبكى أن المريخ كما رشحت الأخبار يسعى من جديد لضم كلاتشى الذى انتهى عمره الأفتراضى كلاعب منذ أن تخلى عنه الهلال بل يسعى لإعادة المدافع الأيفوارى باسكال واوا والمصرى أيمن سعيد وجميعهم تخطوا الخمسة وثلاثين سنة. كرة القدم عندنا أكثر من عشوائية والسبب هو الإدارات التى لا علاقة لها بكرة القدم ويصر المؤتمر الوطنى لفرضها على الأندية للسيطرة على جماهيرها ... الا من رحم ربى. وإذا كتبت فى المقال السابق أن المريخ اصبح نادى "الحكومة" فتلك حقيقة لا يمكن إنكارها. وذكرت أن الهلال فيه عدد من "المؤتمرجية" ونحن كهلالاب لا نرضى عن ذلك، لكن لو رحل رئيس الهلال الحالى اليوم فهناك أكثر من رئيس جاهز لكى يحل مكانه، لكن فى جانب المريخ وكلما لجأوا الى قطب قديم مثل "على الياس" لتولى مهمة رئاسة المريخ، ذهب نحو رئيس النظام باكيا، ومعترفا بالا رئيس خلاف "جمال الوالى" طوالى ... حتى لو أرهق النادى بالديون. الايشبه هذا الحال تمسك بعض المرجفين والأرزقية والمأجورين "بالبشير" رئيسا، حتى لو قتل الشعب كله وفشل وفسد وظلم؟ فى جانب الهلال .. أحمد الله كثيرا فقد تأكدت رؤيتى فى رفض إعادة تسجيل "سادومبا"، الذى ذكرت أنه لن يفيد الهلال حيث لم يفده من قبل وهو وقتها شاب صغير سن، وغاية ما قدمه للهلال فى ذلك الوقت لم يتعد إنتصارات محلية" فسادومبا" - يرحمكم الله – وفى أفضل الأحوال ليس من عينة اللاعبين الذين يحدثون الفارق ويساهمون فى حصد بطولة لها قيمة. إقليميا .. خسر نادى "الزمالك"المصرى بطولة أندية أفريقيا "الأولى" أمام نادى "صن دوانز" الجنوب افريقى، وليس ذلك بغريب فنادى صن دوانز رغم حداثة تاسيسه، الا أنه كان يسير بخطى إحترافية واثقة وواضحة فى التعامل مع هذه البطولة منذ بدايتها. لكن ما هو مؤسف ومستغرب له التصريحات الشاذه التى ظل يطلقها المحامى "مرتضى منصور" فى كل بطولة محلية أو إقليمية، وإذا عجز المصريون عن مواجهته، فهل الإتحاد الأفريقى كذلك عاجز من معاقبته وهو يسئ للتحكيم الأفريقى بأنه مرتش رغم أنه لم يرتكب أخطاء واضحة مثل التى حرمت الهلال من كأس اندية أفريقيا عام 1987 أمام الأهلى المصرى. وزاد مرتضى منصور خزعبلاته وأدعى إن الإنتصار المستحق الذى حققه نادى "صن دوانز" كان عن طريق السحر فى إساءة واضحة للأفارقة وقال أنهم معروفين بالسحر، متناسيا أن الأهلى المصرى حصل على اول بطولة أفريقيه له فى غانا وأمام الأشانتى كوتكو. ثم كيف علم "مرتضى منصور" أن الحكم قد حصل على مبلغ 10 الف دولار "رشوة" لهزيمة الزمالك وطالب بتفتيشه لتتأكد من إتهامه؟ الا يعنى ذلك أن مرتضى منصور وبما كان يظهر من ثقة فى تصريحاته قبل المباراة يؤكد بها فوز الزمالك بالكاس، أنه من دفع تلك "الرشوة" وأن الحكم عمل بمقولة السيد / الصادق المهدى "أكل تورك وأدى زولك"؟ كيف يصمت الإتحاد المصرى والأفريقى وتصمت الفيفا على مرتضى منصور بعد أن اساء من قبل لاعبين "سمر" من لاعبى الزمالك هما شيكوبالا وأحمد الميرغنى بعبارات عنصرية مقززة، واصفا أحدهما بأنه خدام والآخر بواب؟ للعلم فقط "الزمالك" هو التوأم الشرعى"لمريخ" العرضة جنوب فى السودان. أخيرا .. ردا على لافتة "بعض" المريخاب المنفلتة والمسيئة للهلال "بالزور"، أتمنى أن يرفع الهلالاب لافتات يوم نهائى كاس السودان تقول " تاريخكم لا يشرفنا فهو مزيف وحقيقة تاسيس ناديكم 1933 لا 1927 فصححوه"! "اللقاء فى نهائى كاس السودان، بين الهلال الأب والإبن لذلك لا يوجد فيه منتصر أو مهزوم". " جماهير هلال الحركة الوطنية والتربية والقيم والأخلاق، لا ترضى بالإنتصارات من خارج الملعب أو عن طريق "الدعم" والتحكيم". ثم أرحب بكل من لديه نقد على "الهلال" مهما كان قاسيا، على شرط أن يساهم فى توعية الشباب لإحداث التغيير وتفكيك مؤسسات النظام وفك قبضته عن كآفة المجالات فى السودان خاصة التحتية. فبدون ذلك على السودان السلام وسوف نردد مقولة أحدى مدربى المنتخب القومى السودانى "مريخ مع السلامة"! وحينما يتحقق "التغيير" نقعد جميعا "واطة" لكى نؤسس رياضة وكرة قدم حقيقية وأن نتخلى عن الإنحياز الذى أضطرنا اليه بعض المريخاب "الجدد" الذين ظنوا أن تاريخ كرة القدم السودانية والزعامة المستحقة التى لا علاقة لها بالكاسات "الوصيفة" او "الكبرى"، قد بدأ مع معرفتهم المتأخرة لهذا المجال. ولولا ذلك لما بخسوا وقللوا من وصول الهلال الى منصة التويج فى أكبر بطولة افريقية مرتين والتى لا يتفوق عليها أو يماثلها غير فوز منتخبنا القومى عام 1970 ببطولة أمم أفريقيا وبوصولنا عام 1972 الى نهائى أولمبياد ميونيخ رغم أننا خرجنا بدون تحقثق اة إنتصار أو تعادل. يلى تلك الإنجازات فوز المريخ بالبطولة "الوصيفه" مانديلا – كأس الكوؤس – المنقرضه التى استبدلها الإتحاد الأفريقى بسبب ضعفها "بالكونفدرالية" رغم ذلك، يتطاولون على الهلال بحديث لا علاقة لها بكرة االقدم مثل كاسات "محمولة جوا"، وبالأمس حصل "صن دوانز" على بطولة أندية افريقيا الأبطال على الرغم من خسارته خارج ملعبه، فهل هذا يقلل من كونه البطل وهل يقلل من أن "الزمالك" كان وصيفا لتلك البطولة ومركزه هذا لا يمكن أن يقارن ببطل "الكونفدرالية"؟ تاج السر حسين - [email protected]ذ