كتب كل من ميكا زينكول وريبيكا فريدمان، وهما باحثان مشاركان في أحد مراكز العمل الوقائي التابع لمجلس العلاقات الخارجية، مقالاً نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، ذكرا فيه أن ثمة إجماعا بين صناع السياسات والخبراء والمؤيدين على أن انفصال جنوب السودان عن شماله سيحول دون انغماس البلاد في براثن حرب أهلية دموية جديدة. فمن المزمع أن يقصد الجنوبيون وسكان منطقة أبيي الغنية بالنفط في ال9 من يناير القادم مراكز الاقتراع للتصويت في استفتاء على انفصال الجنوب. ومع تصاعد حدة التوتر بشأن حدوث التصويت من عدمه، يحذر ساسة كل من الشمال والجنوب من نشوب حرب أهلية جديدة ما لم يس.ر الاستفتاء كما خططوا له. وفي ضوء الأحداث الدموية التي يشهدها السودان اخيراً ثمة مخاوف من مدى فظاعة ما سيتسم به أي صراع جديد سينشب بين الشمال والجنوب. ويسعى المجتمع الدولي جاهداً لحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة للحيلولة دون حدوث ذلك. وقدم الكاتب نيكولاس كريستوف اخيراً اقتراحا حث فيه إدارة أوباما على استخدام سياسة الترغيب والترهيب للتعامل مع ذلك العنف المتصاعد من جانب حكومة الخرطوم. فقال كريستوف: «لماذا لا نوضح للرئيس عمر البشير أنه في حال بدء الإبادة الجماعية سيتم تدمير أنابيب النفط في بلاده؛ ولن يقوى على تصدير أي نفط؟»، مشيراً إلى أن النفط هو عماد اقتصاد السودان، إذ يدر نسبة %95 من عائدات التصدير، ونسبة %60 من عائدات الحكومة. وهذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها كريستوف استخدام القوة لإخضاع حكومة السودان. ففي عام 2006، اقترح على الولاياتالمتحدة أن تفرض «حظراً جوياً» للتحليق فوق منطقة دارفور باستخدام قاعدة جوية قريبة في أبيشي وتشاد. وعلى الرغم من تعقيد وطول صراع الأمم الأفريقية، فإن كريستوف وآخرين يعتقدون أن تدخل الولاياتالمتحدة يمكن أن يحل المشاكل الراسخة في تلك القارة السمراء باستخدام القوة التي يعززها «الجبروت الأميركي» لكي تظهر لهم من هو سيد الموقف. ومثل هذه الأفكار تشترك في افتقارها الجوهري إلى إدراك حدود القوة الأميركية، ومن ثم فان تلك القوة ينبغي أن تكون مصحوبة بدبلوماسية قوية ومشروعات تنموية، فاللجوء إلى استخدام القوة وحدها هو أمر محفوف بالمخاطر. كريستيان ساينس مونيتور