أعد مارك غوستافسون، المرشح لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، والذي يكتب أطروحته حالياً عن الاتجاهات السياسية في السودان، مقالاً نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحت عنوان «هل تُقرع طبول الحرب في السودان؟»، استهله بالإشارة إلى أن المرء قد يتصور أن الولاياتالمتحدة في ظل الحربين اللتين تخوضهما قد تتردد في التدخل في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط ذات الأجواء السياسية المضطربة. ولكن الكاتب يشير إلى أنه في غضون الأسابيع القليلة الماضية عكف المراقبون والمطلعون على طبيعة الأوضاع على وضع خطة للتدخل في السودان. وقد لا يقتصر هذا التدخل المقترح على الاشتباك العسكري، بل دعي كثير من المراقبين إلى فرض عقوبات على السودان، وتشديد الحظر على استيراده للأسلحة، وتقديم الدعم لمحاكمة الرئيس الحالي للسودان بتهمة الإبادة الجماعية. ولكن الكاتب يشير إلى أن المحللين والمراقبين تنتابهم الهواجس بأن اشتعال الحرب في السودان أمر لا مفر منه ما لم تتخذ الولاياتالمتحدة ما يلزم من تدابير للحيلولة دون حدوث ذلك، وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خلال الفترة الأخيرة. فمن المزمع أن يصوت الجنوب في يناير القادم على انفصاله عن الشمال في استفتاء قد تسفر نتائجه عن كارثة، وفق ما يؤكده كثير من المحللين. ولكن الكاتب يشير إلى أن السودان له تاريخ طويل من الحروب المأساوية، فضلاً عن أن سجل الخرطوم الحالي يجعل من المستحيل التنبؤ بماهية ما يمكن أن يكون عليه مستقبل السودان. ولكن الوضع في السودان اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، ومن ثم دعا عديد من الناشطين والساسة الإدارة الأميركية إلى تبني نهج أكثر صرامة تجاه السودان. ولكن الكاتب يرى في نهاية مقاله أن أي تدخل للولايات المتحدة حالياً سوف يقوض الجهود الدولية غير المسبوقة التي تبذلها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ودول الجوار لتعزيز عملية الاستفتاء على انفصال الجنوب. كريستيان ساينس مونيتور