"الغزال الرّاح سكنْ جُوّا السرايا، يغازِل نفْسو يا زول، في المِرايا".. و"الأخ" عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار، يتعمّد ممارسة الحرية الفردية المطلقة، في هذا الزمن الاضافي من عمر المباراة، عن طريق تشْطِيف الذّات، بينما رفيقه "الأخ" الطاهر ساتي، يفتح النار على شيخ الحركة الإسلامية، على عثمان محمد طه، ناقداً نهجه في ادارة الدولة، مع أن نهج الذي زال تأثيره، لم يزل سارياً..! أما "الأخ" عبد الباقي الظافر، فأمره عُجاب.. لو كتب العبد لله أعوذ بالله من قولة أنا لو كتب العبد لله، شحتوفة واحدة مما سطّر، من فصول حكاية أخوهم في الله، محمد حاتم سليمان، لأرسلته الانقاذ الى الليمان..! وسمعت قبل يومين "الأخ" الجميعابي ابن التنظيم وقائد الغُر المُحجلين، يهاجم سياسة حكومة الشرع الحنيف، ويعلن رفضه لرفعها الدعم عن الدواء، ويقول لهم: يا جماعة، الدواء دا ما سِلعة للمرابحة..! وفي الوقت الذي يحتشد فيه الجميعابي مُحرِّضاً ضد دولته، فوق شاشة قناة ام درمان، لصاحبها "الأخ" خوجلي، تعتقل حكومته المهندس عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، لأنه كتب تغريدة، تقول: "نحن تحكمنا بوصلة أخلاقية، تجعلنا في صف المواطن دوما"..! ثم يليه في المجادعة " الأخ" رئيس هيئة علماء السودان، الذي خرج علينا بفتوى، ان المظاهرات السلمية لا تثريب عليها، لأنها عبارة عن "مناصحة شرعية"..! ومتى تشوعل هذا، حتى طفر وعيه نحو هذه الرمزية الليبرالية، ناضبة العود، في عهد ترامب..! أحدهم قالَ وأظنه "الأخ"الكودة نقلا عن أبونا محمد الحسن سالم حِمّيد: "الجّاتنا جاتنا من الأرض، ما جاتنا من تال السماء"..! هذا هو حال الانقاذ، التي لاعبتنا الشطرنج، حتى ترادفت الخيول..هذا هو مشهد اولاد التنظيم الآن.. بعضهم يأخذ بالأسباب، وآخرين ينخرطون في المراجعات..! هناك كوز مُستتر في جلابية مواطن، ينقد كوز إنقاذي..هناك كوز إنقاذي، ينتقد كوز منظراتي.. وهناك كوز منظراتي، ينقد كوز نظامي... وفي النهاية يعملو، كلّهم مع بعض، ورشة عمل..! أولاد الإنقاذ ما عاوزين يغيظونا.. أولاد الإنقاذ نسوا، إنو نحنا موجودين أساساً.. لو قلنا كِدا يقولوا لينا: من أنتم..؟ وليهم حق .. 27 سنة ما بنقول بِغِمْ.. كيف ما ينسونا..؟ هؤلاء بطول المقام، نسيوا إن هناك آخرينَ غيرهم في هذا البلد. هذه ليست صحافة يمكن أن تقرأ فيها الحاضر، ولا هي تلك التي يمكن أن تكون مصدراً للتاريخ. انهم يستغربون ويشتمون، ويتساءلون: ليه الوضع كل يوم ماشي داون داون، ونحن لسّه قاعدين..؟ هل هي تحولات فكرية ووعي تجذّر، بعد رحيل الزعيم..؟ ليس الأمر كذلك، فهُم لم يتوقّفوا أبداً عن شتائم محسوبهم الدستوري الحاج آدم، السّارِح بالسّعية، كما وصفته حاجة اخلاص..! هؤلاء يجيدون تصفير و تصفية الحسابات.. يصفقون لمن يدفع اكثر.. يغازلون من امتلأت أشرعته، حتى لو كانت تلك الأشرعة تخُص الإنتفاضة.. راجع اكتوبر، أبريل والأدوار التي جيّروها لصالح التنظيم..! اطيافهم ومسرحياتهم كلها تبادل ادوار، ومحاولات للتنفيس، وجعل الباب مؤارباً بين جملة من التدابير التي برعوا فيها واجادوا تمثيل أدوارها. اللّهم اجعله خيرا..! أولاد الجبهة يتلونون، بينما رياح الخماسين تهُب عاصفة، ناشفةً وجارفة.. انهم يتمددون الآن في ساحات الوغى، ولن تكفيهم سوانح أنهم في الحكومة وفي المعارضة. انهم يمسكون عصا القذافي، والقذافي أصبح مافي، وبقدر عنف وشناعة مواقفهم وألسنتهم، سيكون الرد.. انهم يتسلقون التغيير القادم ويقالدونَ الثورة.. هل دا معقول يا ظافِر..؟ الثورةُ تُفعل بها الأفاعيل، والغزَال ذات نفسو، "يغازِل نفْسو"..؟! اخر لحظة