هذه الشوارع الصامتة ستحقق عنصر االمفاجأة للقادم الجديد فسوف يتردد في جنباتها صراخ ميلاده وابتهاجات امهاته وزغاريد اخواته و"روري" اخواله واخوته ومن سكونيتها وفراغها المثير ستخرج جلبة عظمى وُتذرف مدامع ويقول قائلنا: - كيف فات علينا طيلة هذا الزمان ان النصر بكل هذه السهولة.وكيف انتظرنا سبعة وعشرين عاما لتنفرج سيقان الامهات عن هذا المولود في سهولة طبيعية واثناء اضراب للاطباء؟ولكن انظروا مرة ثانية لهذا الطفل الملائكي ملفوفا في البراءة والبياض تجدونه بوسامة اميروبخشوع ولي أو حبر من الاحبار.له لونناالمليء بايحاءات الحنطة والقضيم وله تلك الخدود العذبة المغرية بالتقبيل التي نولد بها قبل ان تشوهنا سياط الدكتاتوريين والمخالب التي ركبوها للحياة .وله ايضا نطرتنا الساهمة المتفلسفة وله ايضا إغضاؤنا عن الترهات . - سيكون له اختان اسميناهما باسماء الشهور ولكننا نريد له اسما من خارج الرزنامة،اسم شاعري مفعم بالامل ولطيف كنسمات نوفمبر المبشرة بشتاء بلادنا الخفيف فالآن يزدهر الحب بيننا وبين هذه البلاد التي اختارها الله وطنا لنا ووفر لنا فيها كل امكانات السعادة بقليل من االمجهود - ولكنهم لم يتركونا نسعى وراء السعادة فقد وضعوا امامنا العراقيل وشغلونا بالحروب والفقر والاشياء القبيحة وجعلونا نكره بعضنا ونعاملهم كما لو كانوا اعداء حقيقيين - -الآن وقد رأينا قبسا من شمس الحرية سنمضي نتشبث بها الى النهاية على قول شاعرنا القائل: اذا دخلت مداينا الشمس ها المرة ما حنسيبا تطلع تاني بالمرة حنمسكا من عراجينا ونحبسا في شرايينا وما بنسيبا تطلع تاني بالمرة - [email protected]