لاحظت على التقارير الغربية عن الوضع السوداني في اعقاب حركة العصيان المدني انها تصور الحركة كعملية احتجاج على وصفة صندوق النقد التقليدية التي يبذلها لدول العالم الثالث والتي اثارت مظاهرات ومواكب مماثلة ولكن حركة العصيان التي تصدرها شبابنا لم تكن من ذلك النوع ومن المهم ان يفهم اصدقاؤنا في الغرب اننا نسعى وراء أهداف اشمل واكبر واسمى من مقاومة التجويع الذي تفرضه حكومتنا ان لم تكن تتكسب من ورائه لتواصل حروبها على اهلنا وفي وقت لاحق لتشن غاراتها علينا. الغربيون بشكل عام يصدقون صندوق النقد الدولي اكثر ممن يعارضون وصفاته ولذلك لا اميل لتصوير تحرك النشطاء السودانيين بهيئة حركة احتجاجية على وصفة للصندوق فواقع الحال ان حكومة المتأسلميىن لم توقع اتفاقا ولم تحصل على قرض او برمجة من الصندوق وكلما حدث هو ابداؤها الاستعداد لتنفيذ اقصى مطالب الصندوق دون مقابل تمهيدا للقرض المستحيل الذي تحلم به. حركة شبابنا هبة من اجل الحرية ودفاع عن حق شعبنا في الحياة : الخبز والدواء.وحتى اذا اعطتنا حكومة المتأسلمين تلك الحقوق المعاشية فاننا نظل رافضين لها لان الحياة في ظل حكمها غدت مستحيلة.اي حياة هذه حيث يقهرونك باسم الله الذي لا يعرفونه وحيث يختارون لابنتك وزوجتك الزي الذي ترتديه وحيث يدمرون صناعتك او زراعتك بالجبايات الظالمة وبمطامعهم الشخصية في إزالتك من حلبة المنافسة الاقتصادية لينفردوا وحدهم بتقرير السعر الظالم الذي يحقق لهم اقصى المكاسب من و راء استنزاف الشعب الفقيردون ان يهتموا بعذابات ذلك الشعب او صحته او تعليمه. ارجو ان تقولوا للصحف والتلفزيونات الغربية التي تستضيفكم اننا طلاب حرية لشعبنا ولانفسنا وفي المقام الثاني نحن نسعى لانقاذ شعبنا من المصير القاسي الذي تعده له حكومة المتأسلمين. [email protected]