قام اطباء السودان بمختلف الولايات و العاصمة بالدخول في اضراب مفتوح احتجاجا على عدم وجود المعدات و الاجهزة الطبية التي تمكنهم من مزاولة عملهم في الحقل الطبي و وصل بهم الامر الي ان المريض يموت امامهم و ليس بوسعهم فعل شئ . تخيل عزيزي القارئ مستشفي مثل حوادث امدرمان يستقبل في اليوم اكثر من 1400 حالة طارئة ولا توجد بها سوى 2 اسطوانة اوكسجين فقط مقابل 1400 مريض .. !! هذا بالاضافة الي بقية المستلزمات الطبية من شاش و المحاليل الوريدية .... الخ عندما قرر الاطباء الشروع في الدخول في اضراب مفتوح تحدث بعض المنتفعين و اصحاب القلوب المريضة و الذين لا هم لهم سوى رفع اياديهم و تأييد القرارات بغض النظر عن صلاحياتها للمحافظة على مواقعهم و وظائفهم هؤلاء وصل بهم الحال لدرجة انهم اصبحوا لا يفرقون بين الحق و الباطل نتيجة لسوء اعمالهم و تعمدهم على إخفاء الحقائق ، و لكن عدالة السماء و غضب رب العباد و واستجابة دعوات المظلومين جعلهم لا يفرقون بين الحق و الحق التى اراد بها باطل لذلك وجهوا سهام نقدهم تجاه الاطباء و ذهبوا يستنكرون الاضراب و وصفوا الاطباء دون استحياء او خجل بمجردي الانسانية (صحيح الاختشوا ماتوا) و نسوا ان الاضراب من اجل الانسان و ان الاطباء لم يضربوا من اجل رفع مرتباتهم ولا لانها لم تصلهم من الموعد المحدد لهم ، و لا لان عياداتهم الخاصة تعرضت لمضايقات من قبل السلطات فقط من اجل توفير اهم احتياجات العمل في المستشفيات التي اصبحت مكان لموت المرضي ليس للاستشفاء . نتيجة هذا الاضراب الذي زلزل اركان النظام و كل معاونيه من الذين يتاجرون و يستثمرون بأرواح المواطنين كان مثير للصدمة ليس للنجاح التي حققها الاضراب بل تلك المعدات و الاجهزة الطبية التى تقبع في المخازن لسنوات دون صرفها في قنواتها و المريض يعاني و يموت و هنالك بعض الادوية مثل المحاليل الوريدية ينتهى صلاحيتها و يتم إبادتها و المواطن يشتريها من الصيدليات لا ادري ما الفلسفة في ذلك اما انا الادوية يتم الاحتفاظ بها لكي يتم التبرع بها لفلسطين او في انتظار الوقت المناسب حتى تدخل السوق بواسطة السماسرة . و كذلك أورنيك 8 التي تضرر منها المواطن اكثر من المرض ، و بسببها كم روح ازحق و كم عضو بشري شل و بتر و كم من مريض استعصى علاج مرضه الضغط التي سببها الاضراب ادى الي اصدار قرار بعدم إلزاميتها في علاج الحالات الطارئة و اكتفاء الطبيب فقط بتدوين حالته الصحية عند دخول الحوادث . تضامننا الكامل مع الاطباء في سبيل اداء واجبهم الانساني تجاه المواطن ونعلن وقفنا الكاملة معهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة . و نذكر المواطنين و المرضى ان الاضراب من اجلهم و ان الاطباء يطالبون بأشياء ضرورية يعينهم في مزاولة عملهم حتى لا يقفوا مكتوفي الايادي و المرضى يموت امامهم و نناشد المواطنين الوقوف مع الاطباء و دعمهم و حتى لو ادى الامر الي عصيان مدني شامل نحن على اهب الاستعداد لها و دعوة للكل الاطباء الالتزام بتوجيهات المجلس الطبي و لجان التنسيق و الصمود في وجه العاصفة و عدم الانشغال بضعاف النفوس الذين خانوا ميثاق شرف العمل الانساني و نوجه رسالة لكل من تسول له نفسه و لعبوا بمشاعر و عقول المواطنين بمساعدة من بعض القنوات الفضائية التي فقدت مصداقيتها مثل قناة الخرطوم التي بث تقرير مفبرك عن الاضراب نافيا كل م تداول حول الاضراب في مظهر شنيع و فضيحة وصمة عار في جنين الحركة الاسلامية و ان النصر قادم لا محال و مهما طال أمد الظلام لابد لليل أن ينجلي وتشرق شمس الحقيقة . [email protected]