بداية لا أريد الخوض في مناظرات أو خلافها وما تشهده الساحة السودانية وما نحن فيه من نقف مظلم دامس يعجز عن تحليله أرقى المحللون العالميون من تقلبات عميقة ومفصلية تؤكد مدى الوعي الفكري والحسي والدرجة ذات السمو لما يعيشه شعبنا المغلوب على أمره في انعدام الحكم الراشد . وليس ببعيد عن الأذهان ما حدث من العصيان خلال الأسبوع المنصرم هو ترجمه حرفية عشناها حقيقة ونسبة نحاجها من فشلها مؤشر قوى على أن الشعب من أهلي الغبش إبان مسوح مي هو من سيقرر نهاية المسرحية الهذلية التي تدار عبر سنين عجاف لأكثر من نصف قرن من الزمان منذ استقلال السودان رغم تعاقب نوعيات الحكومات العسكرية والديمقراطي والشعبي وبجميع المسميات التي يطربون لتسميتها بهم لما يعشونه من زهو سياسي رفيع المستوى دون النظر بعين الاعتبار لمن كان هم سبب في بقاؤهم على مناصبهم باختلاف ألوان الطيف الأبيض منها والرمادي أو الأسود أو ما اختلط وأصبح هجين بمسميات وعدد يعجز حسابها . ومن واقع إحساسي كمواطن يهمه أمر وطني ومصدر اعتزازي وفخري يبين الشعوب حتى أكون لي قيمتي فقد انتابني شعور بالمشاركة باقتباس قصيدة صاحبي حسن للشاعر ( أحمد مطر). لعلها تكون شرح تفصيلي من غرفة الإنعاش التي نعيشها كسودانيين ببينه لحالتنا الراهنة والتي يندى لها الجبين بين الأمم لأننا نحن من كان في الصفوف الأوائل لفهم الديمقراطية والعدالة وها هيه الأيام تجعلنا في الصفوف الخلفية بل في ذيل كل الأمم. لجهلنا الذي خيم علينا واليكم القصيدة. أين صديق حسن زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن وحين زارنا قال لنا : هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ولا تخافوا أحداً .... فقد مضى ذاك الزمن فقال صاحبي حسن: يا سيدي أين الرغيف واللبن ؟ وأين تأمين السكن ؟ وأين توفير المهن ؟ وأبن من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟ يا سيدي لم نر من ذلك شيئاً أبداً . قال الرئيس في حزن : أحرق ربي جسدي أكل هذا حاصلٌ في بلدي ؟!! شكراً على صدقك في تنبيهنا يا ولدي سوف ترى الخير غداً وبعد عام زارنا . ومرة ثانية قال لنا : هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن . ولا تخافوا أحداً فقد مضى ذاك الزمن . لم يشتك الناس ! فقمت معلناً : أين الرغيف واللبن ؟ وأين تأمين السكن ؟ وأين توفير المهن ؟ وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟ معذرةً يا سيدي وأين صاحبي حسن ؟ والشكر موصول للجميع في تصوري إننا كلنا حسن في محور القضية الرئيسية لما ألم بنا من ضيق في العيش والمسكن والتعليم والصحة وعلى رأسها تأمين الدواء للشعب المغلوب على أمره . أرجو أن تكون فكرتي قد إلى كل البشر من السودانيون والذين يحملون هم وطنهم بالداخل والطيور المهاجرة في الخارج في أصقاع العالم . مهداة لعدد الكبير من أمثال حسن من الأحرار والمناضلون وبمثل ذلك للماجدات من أخواتنا أخوات حسن . والتاريخ لا يغفل ولن ينسى أحد مهما حصل . والله من وراء القصد وهو المستعان . موطن غيور لوطنه عدلي خميس [email protected]