بسم الله الرحمن الرحيم دعم الغرب انقلابا عسكريا في تركيا فخرج الشعب يرقد أمام المجنزرات يسد عليها الشوارع استجابة لنداء أردوغان وفشل الانقلاب وعندما أعاد الكرة في الأسبوع الماضي مستخدما سلاح الاقتصاد وسحب عملائه أرصدتهم من الدولار فارتفع مقابل العملة التركية .عاد الشعب يودع مدخراته من العملة الأجنبية في البنوك و يوقف التعامل بالدولار فأعاد التوازن لسعر الصرف وأنقذ الاقتصاد التركي . الشعب السوداني وقف مع الإنقاذ عندما وثق في شفافية وصدق الشهيد الزبير وصبر على الضنك ودعم العمليات الحربية عندما شاهد بسالة وشجاعة الشهيد ابراهيم شمس الدين ويصبر عليها حتى الآن لشئ من عفوية وصدق البشير . ولكن النية الطيبة وحدها لا تكفي فما أسقط مبارك طموح ابنه وما أسقط بن علي فساد زوجته فليحذر البشير بطانته . لن يزايد المؤتمر الوطني على إسلامية حزب العدالة والحرية التركي ولن يدعي البشير ورعا ولا نافع تدينا ولا شيخ الزبير زهدا لم يؤتى لأردوغان وأحمد أوغلو . وعندما سئل أردوغان عن سر نهضة تركيا أجاب بأنه لا يسرق وطبعا المقصود أنه لن يجامل في سرقة موارد الدولة باستغلال النفوذ. فأكد الشعب التركي ثقته في حزب الحرية والعدالة ونال أردوغان حب واحترام الأتراك . وكانو عند الموعد يوم كريهة ونزال . تفجرت الأوضاع في السودان بعد إعلان السياسات الإقتصادية الأخيرة ويظهر أن عقل الإنقاذ السياسي بدأ يضمحل وأصابه الخرف . فلم تحسن التقدير و تعاملت باستخفاف مع ردة فعل السودانيين فلم يسبقها شرح إعلامي ولا إجراءات عملية للتقشف الحكومي . فها هي الآن تعمل على إطفاء الحرائق (السياسة التي تجيدها ). فماذا لو فعلت مثل الأتراك وخرج البشير على القنوات الفضائية يطلب من أعوانه أن يودعوا دولاراتهم في البنوك وماذا لو عمل نافع نفرة لدعم الجنيه السوداني ألم يقل أنه في ظرف ساعة جمع تمويل انتخابات 2010م من عضوية الحزب الحاكم. ولأني على يقين أن المؤتمر الوطني أعلم من غيره بمدى الفساد الذي نخر عظم الإقتصاد الوطني وعلى يقين أنهم لا يثقون في بنك السودان حتى يأمنوه على ثرواتهم . ولن أبتليهم وأطلب منهم أن يفعلوا كما فعل الأتراك ولكن فقط عليهم أن يستبدلوا مدخراتهم بالذهب بدل الدولار وحتى تكون الحملة ناجحة فاليتقدمها د.نافع لخبرته السابقة ويعيد ذات الجمع ويضيف عليهم الرأسماليون الجدد .ويزيدهم بمدراء الشركات شبه الحكومية ومدراء الوزارات وكبار الموظفين في بنك السودان ومدراء البنوك ومديري النقد الأجنبي فيها والدستوريين السابقين وأسرهم والمقربين وجمال الوالي والكاردينال وود الجبل و صديق ودعة وندى القلعة . سأسكت عن قطبي وصابر ومصطفى اسماعيل لأنه تم سرقة عملاتهم الأجنبية . ويطلب منهم فقط أن يبيعوا دولاراتهم (وفي السوق الأسود كمان) ويشتروا الذهب ويكنزوه بدل الدولار. وتتحقق الوفرة في المعروض وتستغني الدولة عن تصدير الذهب ويظل ثروة سودانية .. ما لم يتقدم قيادات النظام وتمثيل قدوة في التضحية بدولاراتهم لن ينصلح الإقتصاد الوطني ولن تعود الجنيه السوداني عافيته. اسماعيل فرج الله 13ديسمبر2016 [email protected]