لا يختلف اثنان في جدوي العصيان المدني كوسيلة متجددة فاعلة من وسائل النضال لهذا الشعب ضد الأنظمة الشمولية، لانها وسيلة مجربة ومثمرة في التغيير والشاهد في ذلك تجارب هذا الشعب السابقة في التعامل مع الأنظمة الشمولية السابقة.الحمد لله الان الشعب السوداني اكثر وعيا بحقوقه وبضرورة رحيل هؤلاء الفاسدين الذين وضعوا أنفسهم في مراتب ما كان لهم ان يرتقوا اليها لولا ان جاءوا في غفلة من الزمان.ظهر الخوف وبانت الرهبة في احاديث المنتفعين من بقاء هذا النظام الاحادي علي حساب المشروع الوطني لوحدة مكونات الشعب السوداني وسلامة أراضيه.عندما يكون العصيان هو جوهر حديث الرئيس في خطابه في لقاء كسلا عندها فقط ندرك ان أمره جلل ويلقي اهتمام علي مستوي الرئاسة دعك من المؤسسات الآخري في الدولة،ولا يفوتني ان أقول لك هنا للمرة الأولي والأخيرة شكرًا سيدي الرئيس قد دعمت العصيان رغم سياسة رفع الدعم التي تتبناها منذ ان وطئت قدماك القصر،شكرًا لأسباب عديدة أولها ان جعلت امر العصيان اولوية في خطابك وقدمته علي المنجزات المزيفةوالمشاريع الموعودة التي يتوقعها من أتوا الي لقاءك مجبرين،شكرًا لأنك قد قدمت للمواطن البسيط تعريفا عن العصيان وعن الناشطين القائمين بأمره بلا مقابل،شكرًا لأنك جعلت موعد العصيان المضروب في 19 ديسمبر يعرفه حتي الذين لا تتوفر لديهم تغطية نت،شكرًا لأنك أعلنت عن العصيان في قنوات التلفزيون اعلان غير مدفوع الأجر،شكرًا لأنك كنت اداء من أدوات العمل المعارض وانت لا تدري،شكرًا لأنك عرفت الإخوة في الجالية الاثيوبية التي كانت في استقبالك في كسلا بالاعلام نوعا جديدا ووعيا جديدا لهذا الشعب للاحتجاج.نجح العصيان او لم ينجح ليس هنا مربط الفرس ولكن مربط الفرس في تشكل تحالف كبير وعريض معارض يجمع ابناءالشعب السوداني من اجل التغيير الي واقع أفضل وحال أحسن،تحالف اقل ما نقوله عنه ان الأحزاب السياسية تمثل جزء منه،تحالف لأجيال واعية بحقوقها ومواردها ومقدراتها في بناء ما دمرته سياساتكم وتوجهاتكم التي ادخلت السودان مداخل الشر،حرب،عنصرية،نهب،ظلم،هضم حقوق،قتل وعزلة خارجية.هذا الأجيال التي تتداعي في هذه الأيام اجيال تثق في مقدرتها في التغيير وبناء كل ما تهدم وإعادة كل ما سلب.التغيير الذي تراه بعيدا فإننا نراه قريب قاب قوسين او ادني،اذا كنت تري ان هنالك سببا للبقاء فإننا نري ان هنالك الف سبب للرحيل.قل لنا ماذا قدمت مسيرة الحكم الرشيد خلال ربع قرن من الزمان ان تجاوزنا عن الثلاث التي تزيد؟انقسام السودان شعبا وأرضا،والتفريط في أطرافه التي ما كان يحلم بها احد من الجوار،الفساد علي كافة الألوان بلا استثناء،فأصبحنا نتزيل قوائم التقييم الدولية في كل شيء الا القتل والفساد والحروب بعد ان كانت لنا ريادة ومنازل رفيعة،أصبحنا نتبوأ منازل نستحي من ان نراها في كل نشرة دولية عن إحصاءات،اصبح اسم السودان فقط رقم يذكر بلا قيمة،كل هذا نتاج سياسات خاطئة ونهج غير رشيد،من اجل كل ذلك يتداعي أبناء السودان من كل لون ومن اي جهة لإنقاذ السودان الحقيقي من الانقاذ المزيفة التي ما كانت الا إجهاز علي الوطن علي الشعب والتراب.اني اري في هذه الأيام ملامح تتخلق في الافاق من اجل السودان ومن اجل ان نعيش بكرامة وان نبني مجدك يا سودان،أني اراك يا سيدي الرئيس انك في حاجة الي صحاف جديد يقول ويبدع في القول الي ان تجد أسراب شعبك تتعلق جدار القصر وتغني لا السجن ولا السجان باقي وتنشد حانبنيه البنحلم بيه يوماتي وطن شامخ وطن عاتي،انت لست في حاجة ان تكون صحافا لعهدك لتشتم الناشطين وتوصفهم بأوصاف العمالة والارتزاق،او ان توصفهم بمقولة الصحاف التي خلدها التاريخ ،فالتاريخ يعيد نفسه والناشطون دائماً يصلون الي نتائج وضعوها من قبل واهداف وضعوها وهولاء الناشطون ليس لهم هدف غير ان تسقط دولة الحزب ويتحقق مشروع السودان وطن يسع الجميع،وسيتحقق هذا الهدف عما قريب ونحن في غاية الاطمئنان لهذا الهدف مادمتم لم تجدوا مشروع لتوقفوا به التغيير غير تخويف الناس بالعنصرية والافغنة والصومولة،ونماذج سوريا وليبيا والعراق واليمن،لكن قد فات عليكم ان كل ذلك ما كان ليحدث ان نزل روساء هذه الدول عند رغبة الشعوب ولكنهم حكموا رغم علو سقف المطالَب وارتفاع الأصوات فماذا جنوا؟لا شعبا حكموا ولا ناموا غريري العين،كما قال الشاعر انام وعيني ملء جفونها الي اخر البيت.الفوضي التي تحذرون منها الناس ان أتت انتم اكثر من يتضرر منها ويكون ضحيتها الاول والأخير أين كل الذين تمسكوا وقتلوا المتظاهرين وعذبوا المعتقلين في كل البلاد ذهبوا غير مأسوفا عليهم وبقي الشعب سيد الموقف في كل بلد،الذي يحدث مستقبلا سيكون أفضل من بقاء الذين يحكمون الناس الان،والتجربة ماثلة أمامنا وقد جربنا اننا من سوءالي سوء منذ مقدم الانقاذ الي سدة الحكم سوء قسم الشعب وفَرَّط في أراضيه ومن جرب المجرب حاقت به الندامة. العصيان_المدني_السوداني_19_نوفمبر د.ابوبكر شمس الدين العمدة