الكاتبة الصحفية الجريئة سهير عبدالرحيم انتقدت بحدة العشوائية في اللباس التي هيمنت على المظهر العام للرجل السوداني و قلة عنايته بجسده و اناقته و فقره العاطفي و السلوكي و قد كان الرد المضاد سريعا و عاصفا ففتح عليها ابواب التهكم و السباب و القذف على مصراعيها و اصبح شخصها سلة قمامة لكل قاذورات الجزء الساقط اخلاقيا من المجتمع . الرجل السوداني هو ذلك الكائن الجندري الذي تتجسد فيه كل مظاهر الشرقية و البداوة و الرجعية و الذاتية و يعتبر مستنقع مرضي موبوء بالكثير من الامراض النفسية و الاجتماعية و الافات السلوكية التي يصعب حصرها مثل الشيزوفرينيا و البارانويا و السادية و الاكتئاب الهلوسي و الغرور و العصبوية والجهل المرضي . تعتبر علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع السوداني من العلاقات المعقدة و الغير مفهومة لدرجة كبيرة حيث يسلم كل جيل للجيل الذي يليله نفس النمط الذي ضرب حولها جدار اسمنتي من المسكوت . يحاول الرجل السوداني المحافظة على علاقته بالمرأة في منطقة السيد و الخادم عن طريق استغلال النصوص الدينية و الاعراف الاجتماعية و الموروث الثقافي الاحادي النوع و جهل السواد الاعظم من النساء بحقوقهن او تغاضيهن عنها و عدم الايمان في القوة الهائلة الكامنة فيهن و التي لو استغل بعضها فقد يكفي لانارة الكثير من البيوت و المدن التي غطاها الظلام . الكثير من الدلائل التاريخية تعكس حجم المعاناة الذي عاشته المرأة بسبب الرجل في جميع الحقب التاريخية و الكثير من الامثال و الحكم التي لا زال يرددها بعض الجهلاء القادمة من تلك الحقب تحمل في طياتها فلسفة تلك المجتمعات و تلخص رؤيتها العامة للمرأة و من تلكم الامثال و الحكم ( المرأة لو بقت فاس ما بتكسر الراس ) كناية عن ضعفها و قلة حيلتها و ( كان قرت القانون مصيرها لي الكانون ) اي انها مهما ارتقت في مدارج المعرفة و العلوم الانسانية لن تتجاوز اهميتها مرحلة اعداد الطعام و غيرها الكثير الذي يعكس جاهلية تلك الازمنة المقبورة . نظرة الرجل السوداني للمرأة لا تتعدى اطار الجسد الضيق فهي بالنسبة له مجرد مؤخرة و ( .....) و صدر عليهم بعض التوابل و (appetizers) و يحاول جاهدا الحفاظ عليها تابعا سهل الانقياد و التشكيل لا قيمة انسانية او حضارية لها تتجاوز قضاء رغباته و انجاب الابناء و القيام بالاعمال المنزلية و يجب ان يكون حد طموحها محطة ارضاء الرجل . . يتعامل الرجل السوداني مع مطالب المرأة الموضوعية الداعية للانصاف الاجتماعي و رد اعتبار انسانيتها و تحسين وضعها المعيشي بشيء من التجاهل تارة و التوبيخ و التشهير و التعنيف تارة اخرى متجاهلا العواقب الكارثية لبقائها تحت نيران الظلم و الاضطهاد . لقد بلغ به الصلف الدرجة التي جعلته يعتقد ان المرأة مجرد سلعة ابتاعها بماله و ان مجرد ابتسامة بلهاء من شفتيه المتسختين (بالتمباك) في وجهها و رغيفات تسد بهم جوعها هي اكثر مما تستحقه المرأة على الرغم من انها تقضي نهارها في تنظيف قذارته و الليل في اشباع رغبته و تدفن زهرة شبابها في المطبخ ليملأ ( كرشه ) بما لذ و طاب دون ان يبدي اي نوع من الشكر و الامتنان لها . الكثيرون يطلقون نفس التساؤل الحائر بلا اجابة ... ما هو سبب همجية الرجل السوداني اتجاه حواء ؟؟؟ ...يمكن ايجاز الجولب بان هنالك عدة عوامل اهمها البيئة الثقافية و الاجتماعية التي نشأ فيها .... الجهل بقيمة الانثى و تأثيرها على المجتمع .... " الحبوبات " و الامهات عامل مهم في ذلك من خلال نفخ الرجل وتحميل رجولته المتواضعة ما ليست اهلا له من المدح الغالي و التطبيل فهو عندهن " فارس الحوبة " و " مقنع الكاشفات " و " شيال التقيلة " و ان المرأة بدونه لا قيمة ولا حيلة لها وهو لها الظل و السند و العائل و الكافل و الآمر و الناهي و " السيد " ضمنا لا تصريحا فكانت نتيجة هذا المدح ان طغى و تجبر و ( تعنطز ) . كلمة اخيرة ********* الرجل السوداني في امس لتغيير ثقافته البربرية التحول من ذئب بشري الى انسان حتى يحوز ثقة المرأة لضمان مجتمع معافى . لم تعد المرأة اليوم تلك الجاهلة حبيسة خيمتها و التي يسهل خداعها بكلمتين او ثلاث . حرية المرأة تعني تحرير نصف المجتمع . [email protected]