افتتح رئيس الجمهورية المشير البشير في زيارته الأخيرة لولاية كسلا مجمعاً استهلاكياً لتخفيف أعباء المعيشة، الغريب في الأمر والذي جعل مواطني الولاية في حيرة من أمرهم، اختفاء خيمة المجمع بعد ساعات من الافتتاح، وذلك وفقاً للخبر الذي ورد بصحيفة الصيحة والذي جاء فيه (فوجئ مواطنو مدينة كسلا الذين ذهبوا للتسوق في خيمة محفظة البيع المخفّض بسوق الخضر والجزارين الجديد التي افتتحها رئيس الجمهورية أمس الأول، باختفاء الخيمة وكل البضائع التي عُرضت فيها لحظة الافتتاح) . حقيقة أن الأمر محير ويدعو للدهشة والاستغراب، كانت مسرحية هزيلة تلك التي تم عرضها على مواطني كسلا جعلتهم يفقدون الثقة في جماع، ولسان حالهم يقول (حلم الجيعان عيش)، أمر عسير أن تقوم بافتعال أشياء لمجرد الظهور الإعلامي وتجعل مواطن ولايتك يؤمل خيراً، الأمر برمته بمثابة أمل لكثير من الفقراء الذين توافدوا من أجل الشراء نسبة للأسعار التي عرضت، سرعان ما تبدد الحلم وتحول لكابوس، سخر المواطنون من الأمر وقالوا (إن الوالي أراد أن يكبِّر كومو لدى رئيس الجمهورية)، في كثير من الأوقات يقوم بعض السياسيين بفعل أشياء غير حقيقية تجذب إليهم الجمهور، لكن يجب أن يعملوا ألف حساب حتى لا ينكشف أمرهم ولا يتم تصديقهم مرة أخرى، كل أمر تظهر حقيقته وإن طال الزمن، كان ينبغي على الوالي وحكومته أن يتمهلوا قليلاً، وأن يقوموا بالانسحاب تدريجياً حتى لا يشعر المواطن بالأمر، نعود مرة أخرى لمربع الخدمات التي تحدث عنها جماع ووعد بتنفيذها، حديثه أصبح كسراب يحسبه الظمآن ماء، كسلا تحتاج لمدارس والتعليم بها يواجه تحديات وصعوبات بالغة، انتشر الجهل لعدم وجود المدارس وعدم تأهيلها، وعدم الاهتمام بالتعليم من قبل حكومة الولاية مما أثر على سير العملية التعليمية، كثير من المناطق والقرى لا توجد بها مدارس، مواطنو كسلا ليست لديهم مطالب كثيرة همهم لأول مياه الشرب والصحة والتعليم، ما ذهب إليه جماع في وقت سابق عن أنهم يعملون من أجل نقل المدينة من شكلها الشبة قروي إلى مدينة حضرية تستوعب العمل السياحي، نقول له إن هذا شيء جميل ولكن قبل السياحة والترفيه اهتم بالأساسيات والأوليات، قام جماع بإزالة (زنك الخضار واللحمة) من أجل السياحة، هذا الأمر أثر على أصحاب هذه المحلات لأنها تعد مصدر دخلهم الأساسي، ولضمان سكوتهم تم توزيع أصحاب الزنك في الأحياء بحيث تصبح الأحياء جزءاً من السوق للمواطن، إنك بهذا الفعل قمت بتشريد المواطن ومضايقته في رزقه. قال جماع في حديث سابق إنهم مسؤولون من المواطن من معاشه وعلاجه وأمنه وتعليمه، هذا الحديث يعتبر استهلاكاً سياسياً ليس إلا، لأن حال كسلا يغني عن السؤال، إذا نظرنا للصحة فالعلاج غير متوفر والمستشفيات غير مؤهلة وهنالك نقص في الأطباء والكوادر الطبية الأخرى في جميع أنحاء الولاية، أما بالنسبة للأمن فحدث ولا حرج، فالوجود الأجنبي أصبح يشكل خطراً كبيراً على مواطن الولاية، وانتشرت الجريمة بكل أنواعها. *رسالة أخيرة بالنسبة للتعليم فالأمر يحتاج عناية مكثفة لأنه يحتضر. [email protected]