وروى محمد بن حبيب ان سعيد بن جبير كان باصبهان يسألونه عن الحديث فلا يحدث فلما رجع إلى الكوفة حدث فقيل له يا أبا محمد كنت باصبهان لا تحدث وأنت بالكوفة تحدث فقال أنشر برك حيث يعرف. ٭ وقال حصيف كان من أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاوس وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبير وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير. ٭ وكان مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس لما خرج على عبد الله بن مروان. فلما قتل عبد الرحمن وانهزم أصحابه من دبر الجماجم هرب فلحق بمكة وكان واليها يومئذ خالد بن عبد الله القسري فأخذه وبعث به إلى الحجاج بن يوسف الثقفي مع اسماعيل بن أوسط البجلي فقال له الحجاج. يا شقي بن كسير أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فجعلتك اماماً؟ فقال بلى قال اما وليتك القضاء فقبح أهل الكوفة وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا برده ابن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك؟ فقال بلى قال اما جعلتك في سحاوي وكلهم رؤوس العرب؟ قال بلى اما اعطيتك مائة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شيء منها؟ قال بلى قال فما أخرجك علي؟ قال بيعة كانت في عنقي لابن الاشعث.. فغضب الحاج ثم قال اما كانت بيعة أمير المومنين عبد الملك في عنقك من قبل؟ والله لأقتلنك.. يا حرسي اضرب عنقه فضرب عنقه وذلك في شعبان سنة خمس وتسعين.. وقيل أربع وتسعين للهجرة بواسط ودفن في ظاهرها وقبره يزار بها وله تسع وأربعون سنة. ٭ وقال أحمد بن حنبل، قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. ثم مات الحجاج بعده في شهر رضمان من السنة وقيل بل مات بعده بستة أشهر ولم يسلطه الله تعالى بعده على قتل أحد حتى مات ولما قتله سال منه دم كثير فاستدعى الحجاج الأطباء وسألهم عنه وعمن كان قتله قبله فإنه كان يسيل منهم دم قليل فقالوا له هذا قتلته ونفسه معه والدم تبع النفس ومن كنت تقتله من قبله كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قل دمهم. ٭ وقيل للحسن البصري ان الحجاج قد قتل سعيد بن جبير فقال اللهم ابن على فاسق ثقيفي والله لو ان من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار. ٭ ويقال ان الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يضيق ويقول: مالي ولسعيد بن جبير؟ وقيل انه في مدة مرضه كان إذا نام رأى سعيد بن جبير آخذاً بمجامع ثوبه يقول له يا عدو الله فيما قتلتني؟ فيستيقظ مذعوراً ويقول مالي ولسعيد بن جبير؟ ويقال انه رثى الحجاج في النوم بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال قتلني بكل قتيل قتلته وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة. ٭ من كتاب طرائف من التراث العربي.. إعداد عبد الأمير علي مهنا. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة