المؤتمر الوطني نمر من ورق: مظاهرة طلاب دارفور التي خرجت من جامعة النيلين و اخترقت وسط الخرطوم مرورا بالسوق العربي و التي عبرت عن جسارة فائقة و تنظيم أعلى من مبدأ السلمية.. لابد من تحليل دروسها.. و أسهم بملاحظة على عجل: 1- المظاهرة كشفت أن السلطة نمر من ورق.. و أن تهديد قائد عصابة تحالف الإخوان والأمنجية و أهل المصالح في كسلا عندما استفز الجماهير و ذكّرهم مجزرة سبتمبر 2013 و دعاهم للخروج ليلاقوا نفس المصير.. كان في الحقيقة يهرش و يهرف. رغبته كانت أن يظل العاصين في البيوت .. في واقع الأمر كان يخشى من خروج الجماهير إلى الشارع .. و هاهم طلاب دارفور خرجوا جهارا نهارا و انكشفت السلطة ذات اليد المغلولة قدام الجسارة.. لم يتصدى لهم ولا عسكري واحد بما يعني أن السلطة باتت غير قادرة على ماتعودناه منها من عنف، اما لضعف اعتراها بسبب انشقاقات داخلها.. أو خشية من المجتمع الدولي ... و على أي حال فإن المردود الواضح هو أن ما جرى أمس سوف يحفز الجماهير للخروج نتيجة لانكسار حاجز الخوف. 2- غياب الشارع .. غياب الأحزاب وقوف طلابها فيما يشبه الحياد المخزي و هم على علم بالإعداد للمظاهرة فائقة الجسارة يصيب وحدتنا الوطنية في مقتل.. وهو سؤال نرفعه لقادة جميع الأحزاب و قادة الرأي ..لم تقاعستم؟. الرسالةالايجابية التي بعثتها المظاهرة أن السلطة ضعيفة و لن تقوى على مواجهة الشارع الموحد الثائر و هي سوف تسقط بهذا الفعل لا بغيره الرسالة السلبية..إن التقاعس كشف عن ضعف القيادات.. كشف عن موقف البيت الشمالي السياسي البعيد عن جراحات و أحزان دارفور.. و لن تنفع عبارات الاستنكار. . هذا لابد أن يصحح على الفور بموكب حاشد تعد له كل القوى السياسية يهز الخرطوم وكافة المدن تحت أقدام الطغاة عبدالرحمن بركات / أبو ساندرا
