حسِبَ العريس نفسه فنجريا، فقدم لعروسه 3 أرادب «غدا»، و3 قدور محلبية، ومثلها صندلية، وريحة نَيّة، ولكن ،حماته اللئيمة «قالت شوية / حرمان ما يدخلن عليا»، والمؤتمر الوطني وصلته هدايا عينية من بينها عشرة قناطير تمباك «إتشوووو»، من شمال دارفور دعما لميزانية الحزب، فقبلها، ودليلي على قبوله لها أن السكوت علامة الرضا، فلم يصدر تكذيب للتبرع الود عماري من أي مسؤول في الحزب الحاكم. فقط د. ربيع عبد العاطي قال لجريدة السوداني أنه لا يجوز لحزب سياسي أن يقبل هدية «مكروهة» دينا «إن من يتعاطى المكروه عمدا يا ابن عبد العاطي غير شك يتعاطى الحرام»، ثم وفي تصريح ل»الصيحة» قال: إذا كان ما حدث صحيحا، فلابد من مراجعة، والرجوع الى الحق فضيلة «وكيف لا يكون ذلك صحيحا يا دكتور و»الفاتورة» تفصيلية، وأمانة المال في الحزب لم تُنْكر، الأمر؟» وقد تناول الكتاب الصحفيون عن بكرة من خلفوهم، أمر التبرع بالاستهجان والسخرية، ولكنني وقفت طويلا عند كاريكاتير المبدع الهاشمي الذي كان عنوانه: 10 قنطار تمباك دعما للوطني، ويتساءل شخص ممسك بالجريدة التي تحوي الخبر: بتسفو السعوط برضو؟ هكذا يكون الكاريكاتير أبلغ من مائة مقال، وبيت القصيد والعصيد هو كلمة «برضو»، أما زميله «أمبدي» فقد ترك الأمر لأسرة الطريفي، لتتحاور سيدتان حول كيفية سداد مليارات الدولارات «المعلقة في رقبتنا»، فيأتيها الرد: نديها ليهم أراضي ... هههه البلد فضلت فيها أراضي؟ فتأتي حكيمة الأسرة بالحل: خلاص نديها ليهم تمباك. وعلى ذمة الزميلة آخر لحظة «التي لم يشكك فيها أولو الشأن حتى الآن»، فقد صرح ممثل منطقة ريفي الفاشر، الفاضل عبد الله عثمان بأنه تم تنظيم نفرة في محلية الفاشر أسفرت عن جمع 100 جوال ذرة، و7 قناطير صلصة «مجففة أم معلبة؟»، و40 رأسا من الضأن و30 معزة، وفوقها 10 قناطير تمباك «القنطار يساوي 50,8 كيلوغرام»، فلو المؤتمر الوطني استفرد بنحو 508 كيلو من التمباك، و»لَبَد» بها ولو حينا قصيرا من الدهر، فليس من المستبعد أن يرتفع سعر هذه السلعة، بسبب قلة المعروض، أو يتم بيع ما تبقى منها في شمال دارفور في السوق الموازي. وكما انتبه كتاب صحفيون كُثْر، فمن الواضح أن هذا التبرع السخي الذي قال الفاضل عثمان إن قيمته السوقية تبلغ 168 ألف جنيه، لم يخرج من جيوب أعضاء المؤتمر الوطني في الفاشر، بل تم جمعه بالعيون المسبلة والحمراء: سَلِّم مساهمتك، تَسْلم، ولو كنت قياديا في الحزب الحاكم لشرشحت عضو الحزب الذي باح بسِر التبرع التمباكي، وقال كلاما معمما قد يُفْهم منه أنهم قاموا بتسليم التبرعات تلك الى مركز الحزب، مما سيطفش العضوية من مقر القيادة القطرية تفاديا لالتهابات الجيوب الأنفية، كما أن ذلك العضو لا يعرف أحكام فقه السترة، فما ضرَّه لو قال: جمعنا تبرعات عينية من المحاصيل الزراعية والمواشي لصالح المؤتمر الوطني، ثم بعناه في سوق الله أكبر. ولعله لم يسمع بفتاوى تحريم التمباك وسائر منتجات التبغ «ولا تثريب عليه فهناك إجماع في حرمة سجائر التبغ، ولكن يبدو أن الضرائب والجمارك عليه «مستحبة»». الصحافة