خلق الله آدم من التراب وجعل نسله من ماء مهين وجعله بشرا سويا وحدد له اجل اياما معدودات يعيشها ثم يموت والاجل يتم بما قدره الله بسبب او بدون سبب فهناك من يموت بالحوادث او بالمرض حيث تكتمل شروط توقف حياة الجسد ولايمكن برؤه اوعلاجه لان الله وضع قوانين وسنن يسير عليها الكون والحياة (الذى اعطى كل شئ خلقه ثم هدى) الانسان هو النفس التى تتكون من الروح والجسد وموتها يتم بخروج الروح من الجسد وصعودها الى باريها ويدفن الجسد فى التراب الذى هو منشأه منها خلقناكم وفيها نعيدكم وفى التراب يتحلل الجسد ويصير تراب كما كان آدم تراب ولاحقا تاتى مرحلة ومنها نخرجكم تارة اخرى وهنا يعاد خلق الانسان من التراب كما خلق آدم من قبل من التراب ليقف الانسان على حقيقة خلقة الاولى (ولقد علمتم النشاة الاولى فلولا تذكرون) لا احد يعلم ما بعد الموت الا بعدما يموت فلم يعد احد مات ليخبرنا ماذا هناك (ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون) ولكن الله اخبرنا بالقرآن وبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالسنه ما بعد الموت. الانسان مكلف ومحاسب على اعماله وتقع على كاهله مسؤوليات كبيره نحو ربه ونفسه ومجتمعه وبيئته ووطنه فمن ادى هذه المسؤوليات بحقها مات ميتة رضيه لتلاقى النفس ربها راضية مرضيه ومن اخفق فى ادائها بحقها وظلم فامه هاويه يغفل الناس مسؤوليات كثيره متجاهلين قوله تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) من ضمن هذه المسؤوليات المتجاهله المسؤولية تجاه الوطن التراب الذى انعم الله به علينا بالعيش فيه فهم لايوفونه حقه فيظلمون مواطنه ويفسدون فيه ويفسدون بيئته فمن قتل فيه نفسا لخلاف فى منفعة اواستيلاء على سلطة ومن استاثر فيه باكثر من حقه بغير حقه فكنز واكتنز ومن اثقل ارضه ببنيان اكثر مما يحتاج لسكناه ومن قطع شجره بغير حاجه او اتلف ثمره لغير منفعه ومن قتل طيره او حيوانه للتسليه ومن لوث هواءه حتى ولو بدخان سيجاره وقذر ترابه بنفايات حتى ولو بصقة تمباك كله يدخل فى مثقال ذرة شرا ومن عكر فضاءه بساقط القول وبذى الكلام واغتياب ونميمه وسعى بالفتنة التى هى اشد من القتل (ان السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسؤولا) اضف الى ذلك كبائر الاثم والفواحش كل هذه الاثقال يدخل بها المرء قبره وهو مسؤول عنها ومحاسب عليها فمن ادى تراب الوطن حقه يتحلل جسده ويمتزج بترابه فى غير تنافر ومن قصر فى ذلك وخان وطنه وسعى فى خرابه فسيرفضه ترابه ويبدأ بعد دفنه عذابه وليت شعرى ماذا سيفعل الكيزان وبشيرهم حين ياتى النذير فقد خانوا الوطن والمواطن وسعوا فى خرابه واهلكوا الحرث والنسل وازهقوا الانفس وباسم الاسلام والشريعه دخلوا فى تحالفات شريره وخلقوا للوطن عداوات مريره حتى عزلهم العالم وعلى راسه امريكا التى قال عنها رئيسهم ان رضيت عنهم فهذا معناه انهم تركوا الدين والشريعه فاذا بهم يرقصون طربا برضاء امريكا عنهم بوساطه اسرائيليه مما يفسر بانه طرب وفرح بالتخلى عن الدين والشريعه المبررات التى بسببها فصلوا الجنوب واشعلوا الحروب وعادوا كل قطاعات الشعب السودانى ووصموهم بموالاة الامريكان والصهيونيه فهؤلاء بعد ان نهبوا وسرقوا وشيدوا القصور واترفوا على حساب المواطنين المقهورين وحرموهم من كل ثمرات نيل استقلالهم من المستعمر من خدمات مجانيه فى التعليم والعلاج وتكافؤ فى الفرص وتنميه متوازنه وسلع ضروريه مدعومه وقبل هذا كله الحرية التى خلق الله الانسان لاجلها واستقلال القرار الوطنى فهوى الوطن فى اسفل سافلين فكيف سيكون حالهم عندما يدفون فى تراب هذا الوطن وماذا هم فاعلون وفى انتظارهم حساب رب العباد الذى لايظلم مثقال ذرة وما ربك بظلام للعبيد . ارتباط نظام الانقاذ بالتنظيم العالمى للاخوان المسلمين جرده من الوطنيه فالوطن لايعنيهم ولامانع من تمزيقه وضياعه اذا كان ذلك يخدم دعوتهم وهم بذلك جردوا شركاؤهم فى الارض من اى حق فيها وهذا لعمرى اسوأ انواع الاحتلال وهو يخدم مخطط الدول الغربيه الداعى الى خلق قابلية الاستعمار حتى ترضخ شعوب العالم الثالث للاستعمار عندما يعود او يطالبون به للتخلص من ظلم الحكام الوطنيين الذين فضل البعض الموت غرقا فى اعالى البحار هربا من عسفهم وجورهم وبذلك يثبت نظام الانقاذ انه فعلا ينفذ هذا المخطط فقد استغل العاطفة الدينيه عند المسلمين ورفع شعارات معاديه لامريكا واسرائيل بل حشد المجاهدين وآوى المتطرفين لاجل شعار الطاغيه الامريكان ليكم تدربنا مما عرض الوطن والمواطنين لمعاناة لاقبل لهم بها فى حين ان تلاحق الاحداث اثبت اخيرا ان كل ذلك كان فبركات لغرض وصول الكيزان للسلطه والاستمرار فيها لتحقيق الاجنده الاستعماريه والا فكيف نفسر اصرار امريكا على بقاء نظام معادى لها فى السلطه وقد فرضت عليه عقوبات جراء ذلك ثم هى تعود وترفع العقوبات بعدما شعرت بانها ستؤدى لسقوط النظام الذى تستميت فى استمراره بل وتضغط على المعارضين للقبول به والانخراط معه فى مشروع تدمير الوطن وسحق مواطنه؟ الانتماء للوطن عند السودانيين يشوبه ضعف شديد وبدأ ذلك منذ الغزو التركى حين تحالف الباشبزك مع المحتلين وتم تجنيد الجهاديه فى الجيش المحتل والذين لم يتوانوا فى محاربة الدولة الوطنيه فى نشاتها الاولى وبعد انتصارها سعوا الى تدميرها متضامنين مع فصائل اخرى الى ان اسقطها الغزو الانجليزى الذى بدأت بعده دعوات صريحه بالتنازل عن الوطنيه السودانيه وتفضيل التبعية لمصر والشاهد على ذلك جمعية اللواء الابيض والاحزاب الاتحاديه التى كان شعارها السودان تحت التاج المصري ولولا الضغوط الجماهيريه من الجبهة الاستقلاليه لكان السودان الآن تحت البووت المصرى على ضؤ نتائج انتخابات تقرير المصير للسودانيين والتى فاز الحزب الاتحادى باغلبية مقاعد برلمانها. كما الاخوان المسلمين والاتحاديين هنالك ايضا الشيوعيين والبعثيين وكلهم ولاءاتهم لدول ومنظمات اجنبيه وليست سودانيه لذلك اصبحت الدوله الوطنيه هشه جدا وسرعان ما تسقط بفعل الانقلابات العسكريه المرتبطه كلها بالخارج ماعدا انقلاب عبود والذى ايضا احتوته جهات خارجيه بعد تسلمه للسلطه. ازاء هذا الواقع المرير فان اجيال الغد فى السودان تواجه مازق حقيقي فاما ان يجاهدوا ويجتهدوا ويلقوا وراء ظهورهم الاحقاد المرحله والقبليه النتنه والعنصريه البغيضه ويتواثقوا على الوطنيه والهويه السودانيه المتميزه بالتنوع الاثنى والثقافى والمتفرده بمكارم الاخلاق والقيم النبيله او يذهبوا هم ووطنهم الذى يسيل لعاب الطامعين للاستحواذ على ثرواته ادراج الرياح [email protected]