لا يمكن قراءة حالة شعارات النظام القائم سوى أنها وسواس قهري وهي حالة نفسية (ميكانيزمية) باعتماد معطياته مؤشرات, غيرأنه كمنهج تلتبس على البعض أبعاده وخطواته أو ربما في الحالة تعدد قراءات قد تفضي إلى إشتباك تحليلي ....الشعارات كنموزج دوما تؤشر بعيداً عن المضمون إن لم نقل نقيض له, والشعارات تلك دوما نقيض للسلوك او المنهاج السياسي, ومفوضية الفساد كنموزج ضمن لا فتات الوسواس وكذلك مكافحة الملاريا (ينوني) بمدخلها الباعوض غض النظر ناقلا هو أم باعوض صديق! وقس على تلك الوساوس, وحالة المنظومة الحاكمة بالبلاد أنتجت شعارات خواء تلقفتها الهتيفة في سجعٍ ببغائي فإلتبس أول ما إلتبس عليهاهي كجوقة, وبذلك إقتحم خطاب الشعار مؤسسات الدولة والمؤسسات التعليمية والدينية والنتيجة أو المحصلة هي إنتاج دولتين نقيضين دولة يوتوبيا ونقيض هو واقع لا يمت لرديفتها بأدنى صلة .. فالهجرة الى الله مثلا محض جملة لحنية مرابطة بحناجرهم لا تجد راحلة أو مطية تحملها الى نهاياتها و كذلك هي لله .. لا للسلطة ولا للجاه , ثم ذات تقليعة الشعارات ترتديها لافتات المؤسسات الخدمية والإقتصادية فقد تجد هناك من الشعار ما يستوقفك وقد خطت إحداها على جدارها (ما تعرفه هنا ..أتركه هنا) ومن الغرائب ان المؤسسة المعنية قد تهدر يومك كله كطالب خدمة دون الوصول إلى الموظف المعني وبذلك تتعرف على كل إداراتها بحثاً عن الموظف المعني وما تدير تلك المؤسسة, ويمكن تحليل الشعار على عينة المنظومة الحاكمة انه سلوك تعويضي (ميكانيزمي) كإحدى جدر حماية النفس العليلة وفي ذلك إشباع للنفس يسد النقص للخروج في كامل الإعتدال لإقناع الآخر, قد لا تنطلي الفكرة على الكثير إلا ان عاطفة البعض تتلقفها كقيمة تتفق مع الموروثات الثقافية والدينية وإتجاهات المنظومة الإجتماعية وهو ما ما متطيه خبث النوايا وسوء المطايا, والقراءة الحصيفة لا تغفل عن دُربة وخبرة منتجي الشعار وصاغة عباراته بحروفه المنتقاة بدقة , والأمر لا يحتاج لتخصص أو أكاديمية علمية تعني بمناهج الشعار لكن السياسة كونها لعبة قذرة تعرف تماما أهدافها وتتخذ من الشعارات مطايا لإطالة عمرها وكذلك تتخذها كنانة تحشدها بسهم العاطفة كأقصر سبيل إلى الجماهير من برامج سياسية وخطط ربع قرنية ونصفهاو..وصولاً إلى يوم الإفك والضلال هذا دون إنجاز يتلمسه المواطن سوى الشعارالحاف . إصطدام الواقع بالشعار ردة فعله كانت عنيفة وإحساس الإستغفال يدهم الجوقة وهي توقن موخراً بأن حزب (لا لدنيا قد عملنا) إتخذهم قواعد تقوم عليها لافتاتها الكذوب (شيلَّوهم وش القباحة) ردة الفعل كانت العمل على الإنتقام وقد مُدت الأيادي إلى المال العام بشراهة دون مخافة من مساءلة,فمن يسأل من؟ وتنامت ظاهرة الفساد وغدت ثقافة نظام تنزلت إلى أدنى مستوياته, وليس بمستغرب أن ينخر الفساد في مؤسسات المشروع الحضاري ومرتكزاته كما ديوان الزكاة و حسب ما ورد بتقرير المراجع العام لولاية الخرطوم للعام (2015) ان الديوان لم يسلم من تبديد المال العام بمخالفاته للوائح المالية والمحاسبية وتعمد في إخفاء الأرصدة في الحسابات المصرفية عنه , رغم إستمرار مطالباته للديوان بذلك, وقد كشف التقريرعن عدم تطابق رصيد البنوك بالدفتر مع ما هو مبين بالحساب الختامي لمحلية الخرطوم وقد تم كشف أرصدة مجمدة لم يفصح عنها للمراجعة ببنك الشمال الاسلامي مع غموض في دفتر موازنة الأرصدة في بنك أمدرمان الوطني وعدم وضوح قوائم الأرصدة في قوائم حسابات الديوان ببنك السودان وان الجباية البالغة (67)ألف جنيه لم توزع على المصارف الشرعية للفقراء والمساكين بمحلية جبل أولياء وهناك محوٌ وتعديل وكشط وشطب وكتابة بقلم الرصاص طالت موازنة الديوان فيها العديد من الجرح والتعديل, وكل هذا نتاج ما جنته دولة الشعار وحقيقة الفساد الذي عم البلاد. وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]