وصف المؤرخ البريطاني أر جي أركل النوبه بأنهم أقدم شعوب السودان ومن لا يعرفهم يجهل الكثير عن هذا البلد بجانب أن للنوبة سجل ناصع في سلك الجندية حيث مثلوا العنصر الغالب في فرقة الجهادية السود الذي كونه على يد حكمدارات المستعمر التركي المصري ويتميز النوبه بالبنيه الجسمانيه واللياقه البدنيه العاليه وقوة التحمل والصبر على التدريبات الشاقه والضبط والربط وإستفادت الدولة المهدية من إمكانيات قيادتهم ووظفهم في إدارة الجند سلمآ و حربآ إعترافآ منهم بتفرد النوبة في هذا المجال وعلى رأس هولاء القائد/حمدان أبوعنجة ووجد من شاركه من النوبه ضمن قوة دفاع السودان مع قوات الحلفاء الإشاده والتقدير والثناء حيث قال أحد ضباط سلاح البحريه الملكية البريطانيه والمعروف أن هذا السلاح يعتبر العمود الفقري لجيش الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وقلما يعترف جنودها وضباطها بالإحترافيه والشجاعه والإقدام لغيرهم ( أن جنوده في سلاح البحرية إذا وقفوا في وضع إنتباه وركت على أنف أحدهم ذبابه لا يحرك يده لينهرها ولكن الجنود النوبه من الاورطه السودانيه لا يكترثون وان ركت على أنف أحدهم زنبور) .وقاوم النوبه المستعمر الإنجليزي المصري في أربعه عشرة معركه وتجريد العديد من الثورات حيث إنطلقت تلك الثورات في عام 1904م برشاد وكان مقتل المأمور سئ السمعه أبورفاس بتلودي في عام 1906م وثورة المك أحمد النعمان مك جبل الكدرو الذي تضامن معه سكان جبل الداير وعصيان القائد الروحي (الكجور) دارجول جليفي دورا بجبل الفوس(فوجني) أحد مكونات منطقة أما (النيمانج) الجغرافيه والتي تحولت الى ثورة مسلحه في عام 1908م وتزامنه إنتفاضه قبيله الدلنج مع تمرد البطل كوكو بانقو وقبيلتي اللفوفه وأمبير بالليري 1909م والتي شكلت نقطه تحول في مواجهة النوبه للحكم الثنائي حيث أمره الحاكم العام بإستخدام الطائرات الحربيه لإخماد هذه الثوره وجعل المناضل /على المي الميراوي الذي خرجه على السلطه في عام 1914م فرائض الأعداء ترتعد خوفآ وتصاب بالرعب والهلع الشديدين جراء هجمات الثوار المتكرره وظل المد الثوري لشعب النوبه مستمرآ عندما أشعله السلطان عجبنا سبا أروجا ووزيره كلكون سباي الثورة على نظام المستعمر الحاكم إنذاك في المناطق التي كانت تحت إدارة السلطان في عام1917م فأسرعت (الصرايا) التي كانت مقر الحكومه في الخرطوم بإعداد حمله تقدر ب (3013)جندي مفصله على النحو التالي .:.............. (31)من ضباط الإنجليز (105) من الضباط المصريين والسودانيين (2877) من ضباط صف والجنود و(8) مدافع جوليه (18) قنبله لتقضي على ثورة السلطان وبعد معارك داميه وحصار دام لأكثر من سته أشهر بحسب ما قاله أحد الثوار الذين كانوا مع السلطان ويدعى كسو كابينى من حجر السلطان (شيرونق) والذي توفى قبل أعوام خلت وأن السلطان قرر تسليم نفسه حتى يفدي شعبه من الهلاك بعد أن أبلى بلاءآ حسنآ هو وأنصاره من الثوار فأعدم رميآ بالرصاص في 27 ديسمبر 1918م وظل جذوة ثورات النوبه متقد حتى العام 1945 م فبعد أن وضعت الحرب العالميه الثانية أوزارها ثار نوبة تلشي بقيادة باكيلا وينحدر أصول علي عبداللطيف مؤسسة جمعية الإتحاد السوداني ورئيس جمعية اللواء الأبيض وبعض ضباط الصف الذين قاتلوا مع عبدالفضيل الماظ عندما إندلع ثورة 1924م من جبال النوبه مثل /فومو وجام_مرتين دباي _أردو بيقو . الثورة التي قال عنها الدكتور الناصر عبدالله أبوكروق بمجله دراسات أفريقيه بجامعه أفريقيا العالمية في عدد(19) الذي صدر في شهر يونيو 1998م في مقال بعنوان ( عطبرة نموذج للتفاعل الحضاري) والذي لم ينصفه فيها ثوار ثورة 1924م عندما قال ( أن الباحث المستقرئ للأحداث قد يرى أن هذه الثورة رغم عنف الأحداث لم تكن عميقه الجذور ولم ترتبط بها جمهرة المواطنين السودانيين المرتبطين بتراب البلد وموروثاتها إرتبط عضويآ ومعنويآ كما أنه لم تهز الإحتلال الجاثم على صدر البلاد ) فالجندية شرف وقلادة في جيد كل من يعمل في هذه المؤسسة لأنه من أولوياتها حماية المواطن والذود عن حياض الوطن من الإعتداءات الخارجية وقد نال النوبه هذا الشرف قبل أن تتحول هذه المؤسسه الى أداء من أدوات القمع ومصدر من مصادر سلطة العنف. باب الله كجور _تبو (البرام) تاب الله. [email protected]