٭ جمعت قهوة مريم بت البصير مجموعة نساء من بينهن سامية ميرغني استاذة الثانوي وسعاد عمر بت الدامر وفاطمة عباس الموظفة ودار الحديث عن احدى الجارات التي اقامت زواج ابنها الرابع في بذخ مبالغ فيه بعد ان هبطت عليهم الثروة فجأة وقاد الحديث الى صعوبة الحياة واحجام الشباب عن الزواج ولما قالت لهن سامية ذلك لان الكساد والتدهور الذي ساد مؤخراً قد القى بظلاله على كل مناشط الحياة مما ادى الى احجام الشباب عن الزواج وواكب ذلك ظاهرة الطلاق لظروف الاعسار. ٭ قاطعتها مريم قائلة: هوي يا سامية يعني عشان انت متعلمة تقومي تتفلسفي علينا بكلام ناس المدارس شوفن يا ديل السبب الخلا ما في عرس والحياة بقت صعبة انو في بنك سلف المزارعين والتجار قروش بي حاجة اسمها المرابحة ولمن الناس غلبن يدفعوا قام البنك دخلن السجن وفي واحدين شردوا وفي واحدين اندسوا قسمت بالله مما جاتنا البنوك دي ومما عملوا الحراسة بتاعت البنوك تاني ما في زول قال احي بالعافية. ٭ وردت سامية قائلة من المعلوم ان ظاهرة التضخم قد قلبت كثيرا من الموازين كما ان هناك بعض الاخطاء في السياسات الاقتصادية ادت الى ان يضرب الفقر الكثير من القطاعات وقد ظهر اخفاق الجهاز المصرفي منذ 0991م عند حجز السيولة وتبديل العملة وبعدها برزت النشاطات الطفيلية. ٭ تحولت جلسة القهوة الى ندوة ناقشت الهم الاقتصادي الذي انعكس على الواقع بصور متفاوتة لخصته حاجة مريم ببساطة.. امس القريبة دي مشيت لي ناس جماعتنا ساكنين في الرياض قالوا لي ناس جيرانهم ابوهم قبضوه مع انو عندو موبالي وتقصد موبايل وعندو ليلى علوي برضو ناس نفيسة قالوا عمهم الكان لواء قبضوه وخال ناس عزيزة الدكتور برضو قبضوه وانتي يا دي قالوا حتى النسوان دخلوهن السجن. ٭ امنت المتعلمات في جلسة قهوة بت البصير على مسؤولية المصارف في تكريس التخبط الاقتصادي مما انعكس على كل فئات المجتمع وقالت فاطمة قد ادى كل ذلك الى مظاهر الفقر والغلاء والكساد التجاري الذي يضرب وقد قرأت في الاسبوع الماضي ان المطلوب القبض عليهم في الخرطوم في قضايا الشيكات والمال لا يقل عن خمسة وعشرين الف شخص حسب رواية احد وكلاء النيابات كما لاحظت سبعين اعلان طلاق للاعسار خلال ثلاثة ايام فقط. ٭ في نهاية جلسة القهوة وقفت مريم واتجهت الى القبلة ورفعت يديها الى الله قائلة اللهم اكفنا شر البنوك واجعل كيدهم في نحرهم. ٭ هذه صورة مصغرة جاءت في كتاب الدكتور عبد الماجد عبد القادر «ابناء الافاعي» الذي يناقش الازمة الاقتصادية واسقاطاتها على الواقع الاجتماعي. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة