أتساءل فى دهشة، من هم يا ترى أولئك "المسلمون" فاقدى الأمانة. الذين استشارتهم رئيسة وزراء بريطانيا " إمام تريزا" قبل أن تدلى بحديثها "الساذج" ذاك عن الإسلام داخل مجلس العموم البريطانى؟ ذلك الحديث الذى سوف يضر بالمسلمين والإسلام أكثر مما هو يفيدهم؟ وأؤلئك البشر فى العالم "الأول" لا يقدمون على فعل أو يدلون برأى الا بعد الرجوع الى "مستشارين"، يتوقعون منهم الصدق ويظنون أنهم على علم ودراية بالمجال الذى إستشاروهم فيه. فعن أى إسلام ي ترى كانت تتحدث رئيسة وزراء بريطانيا فى سذاجة بالغة وعدم معرفة؟ ومن وقت لآخر كان أعضاء مجلس العموم البريطانى يصفقون لها فى حرارة وإعجاب. وهى تضع لهم "المسلمون" كآفة على وجه الأرض، منذ ظهور الإسلام وحتى اليوم فى صعيد واحد! المعتدلون منهم عن "فهم" ووعى وبإتباعهم لفكر يدعو لذلك الإعتدال. مع من "يذبحبون" البريطانيين ويهدرون دمائهم ويستحيون نسائهم. وهم كذلك لديهم "فكر" ومنهج ونصوص تدعمهم وتؤيد رؤاهم. عن أى إسلام كانت تتحدث رئيسة وزراء بريطانيا؟ هل هو إسلام الصوفية "الصادقين" أم إسلام الجمهوريين "المفكرين" .. أم إسلام الشيعة المعتدلين أم المتطرفين .. أم إسلام الإخوان المسلمين أم الوهابية أم الدواعش؟ ونبى الإسلام نفسه قال "سوف تتفرق أمتى الى 73 فرقة واحدة ناجية والبقية فى النار". وهل ينطبق حديث "رئيسة وزراء بريطانيا" الساذج على الثلاث "جماعات" الأخيره. أعنى الدواعش والوهابية والإخوان المسلمين؟ أعلم سلفا أن حديثى هذا لن يرضى "كم" البسطاء الذين يردوون مثلما رددت رئيسة وزراء بريطانيا. بأن الإسلام واحد .. ولا يوجد فى نصوصه ما يحرض على القتل أو ما يدعو للإسترقاق والسبى وقتل الأسرى. مع أننا اوردنا من قبل ومرارا وتكرارا عددا من النصوص والأدلة ، فكيف ننفى وجودها ؟ خذ مثلا هذا النص اليس من القرآن؟ "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم". الا يعمل به "الدواعش" الآن وسوف يعمل به دواعش المستقبل، إذا لم يوجد حل "يقنع" من يفكر من الشباب للإنتماء لمثل هذه الجماعات؟ اليس هذا نص قرآنى آخر يعتمدون عليه، فى ذبح "أهل الكتاب" لا "المشركين وحدهم، أى المسيحيين واليهود؟ "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". وهذا حديث واضح يؤيد تلك الاية. "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". قبل أن أكمل اقول .. مثلما لم اقبل أن يضعنى الرئيس الأمريكى الجديد "ترامب". ويضع بلدى وشعبها كله فى كفة واحدة ضمن الجماعات "الإسلامية" الإرهابية المتطرفة. فكذلك لن اقبل بوضعى فى كفة واحدة "كمسلم" – معتدل - دون تمييز مع من يؤمنون "بالفكر" المتطرف القائم على منهج وفتاوى تسندها نصوص. مثل الإخوان المسلمين والدواعش والوهابية. لا يمكن أن يوضع فى كفة واحدة "العقلاء" والأذكياء الذين يؤمنون بفكر ومنهج إسلامى متسامح وإنسانى يهتم بحقوق الإنسان وبحق الآخرين فيما يعتنقون أو لا يعتنقون. ويرون أن "الديمقراطية" هى أفضل إنتاج بشرى فى عالم السياسة لممارسة الحكم فى العصر الحديث. وأن يتم تداول "السلطة" على نحو سلمى. مع من يعملون لدولة "الخلافة". التى "تشرعن" الديكتاتورية ولا تعبأ بحقوق الإنسان. والتى لا يستبدل الحاكم – بأمر الله - تحت ظلها الا بموته. وإن فسد وفشل وظلم وقتل. وكذلك توجد نصوص تؤيد هذا النهج وتدعمه و"تحرم" لا "تجرم" فقط الخروج على ذلك الحاكم. الاية : "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". ومن الحديث " اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". فأذ سلمنا بإطاعة الله ورسوله ، فمن هو ذلك الحاكم الأبدى الذى يسمى "بخليفة" للمسلمين؟ وما هى مؤهلاته العلمية ومواصفاته الأخلاقية حتى إذا سلمنا بفكرة تلك الدولة "الخيالية"؟ اليس هو مثل "عمر البشير" الذى حكم السودان 27 سنة، كلها فشل وفساد وقتل وإبادة. ومثل "جامع" الذى حكم "غامبيا" لمدة 20 سنة، ثم أعلن بنفسه سقوطه فى الإنتخابات، لكنه رجع عن قراره، حتى رحل "بالقوة" وبعد أن نهب من خزينة الدولة 123 مليون دولارا؟ قبل أن اذهب بعيدا الذى قالته رئيسة وزراء بريطانيا "إمام تريزا" فى مجلس العموم البريطانى حديثا "فطيرا" لا يستند على علم أو معرفة. جاملت فيه أكثر من مليار مسلم. وهى لا تدرى خطورة قولها الذى لا يفرح سوى الأغبياء والبسطاء والفاقد التعليمى والثقافى. تلخص حديثها فى قولها أن "الدولة الإسلامية" أى "داعش". ليست دولة .. ولا هى إسلامية. واضافت أن الإسلام وقرآنه لا توجد فيها "نصوص" تدعو للإرهاب. أى عاقل مسلم وصادق وأمين يهمه إسلامه الحقيقى لا المظهرى. أى لا على طريقة فرحة "مشجعى" كرة القدم الذين يفرحون عند تسجيل هدف لصالح ناديهم. لا يهمهم إذا كان ذلك الهدف من وضع صحيح أم من حالة تسلل. أى مسلم عاقل يدرك بأن تلك الإنسانة لا تعرف عن الإسلام قشرته ومراحله المختلفة. ولها الحق أن تكون رئيسة وزراء دولة. ساهمت فى تأسيس وظهور ونماء تنظيم "جماعة" الإخوان المسلمين. التى لا تختلف عن "الدواعش" الا فى شدة المكر والخداع والذكاء "الغبى"! فهذا نص لا يهم "السياق" الذى قيل فيه وما هو المقصود منه ومتى يطبق على أرض الواقع. يتخذه "الإخوان المسلمين" شعارا لهم فى أى مكان فى العالم، معه سيفان معقودان تحتهما كتاب قرآن وآية. تقول :" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ". الذى يهمنى مهما كانت التفسيرات والتبريرات. أن تلك الجماعة لم تختار مثلا آية تدعو "للسلم" بل أعجبتهم كلمة "الإرهاب" الموجوده فى الآية. لذلك أختاروها وهم يطبقون ذلك الإرهاب على الأرض. فكيف تنفى عن هذا "النوع" من "الإسلام" أمرا قرره "الجهاد" وهو فريضة فى "الشريعة" الإسلامية مثل الصلاة والصيام؟ وفكرة "الدولة الإسلامية" – داعش – هى دولة فى الإسلام إسمها دولة "الخلافة" يؤمن بها معهم الوهابية وكثير من السلفيين والإخوان المسلمين. ظهرت نماذج لتلك الدولة فى السابق. مارست ابشع أنواع القتل والتعذيب. ويعمل كثير من "المسلمين" بينهم "معتدلون" فى جهالة لعودتها مرة أخرى. وهى "إسلامية" لا نستطيع أن نفكر من يدعون لها. ولأنها تعتمد على "أيدلوجيا" إسلامية ولديها فتاوى ونصوص مأخوذه من القرآن ومن الأحاديث لا يستطيع أن ينفى وجودها أى مسلم على وجه الأرض. أولئك الدواعش ومعهم الوهابية والإخوان المسلمين مشكلتهم الوحيدة أنهم لا يؤمنون "بالتطور". ولا بحتمية تغير"العصر" وإنسانه وثقافته. وأن إنسان هذا العصر، يحتاج الى تشريعات ورؤى تختلف عن التى كان يعمل بها إنسان العصور الماضية وكانت تناسبه مهما كان راينا فيها الآن . تلك التشريعات الجديدة التى تناسب هذا العصر، كذلك لها سندها والنصوص القرآنية والحجج المقنعة. مثلا كالنصوص الواردة فى القرآن "المكى" التى نسختها نصوص "المدينة" بفرض "الشريعة". هذا الفكر الرائع الذى أتى به الشهيد " محمود محمد طه" وحل به "للمسلمين" الأذكياء مشكلة عدم قدرتهم على الدفاع عن دينهم ونفى تهمة تحريضه على الإرهاب. ودفع الرجل حياته ثمنا لذلك الفكر، الذى يدعو للمحية وللسلام وللمساواة بين الناس كآفة. من يغالط فى أن "الدواعش" ما ظهر منهم وما بطن ، ومن أعلن عن نفسه ومن تخفى، لهم نصوص وإدلة ومرجعية من الإسلام؟ أقدم له حديث موثق على اشرطة اليوتيوب للداعية السلفى الذى يتبعه الملايين اليوم فى العالم الإسلامى والعربى المدعو "أبو إسحق الحوينى". قال أبو إسحق الحوينى ما يلى: "إذا دخلنا بلدا مجاهدين وإنتصرنا على أهله فمن حقنا أن نفرض شروطنا! واضاف "إذا كنا مثلا 1000 مجاهد وفى تلك الدولة التى إنتصرنا عليه 100 الف إنسان، يصبح من حق كل مجاهد منا 1000 "عبد" أو "خادمة". من حقنا أن نعاشر النساء الجميلات منهن – دون زواج - أى يصبحن "سبايا" و"ملكات يمين". ومن حقنا أن نبيع من نرغب فى بيعه لتحسين وضعنا الإقتصادى أو نسدد دينا من خلال بيع عدد من الجوارى والعبيد. ثم اضاف : "بالطبع هذا الأمر يقتضى تاسيس سوق "نخاسة". وهذا هو شريط الفيديو الذى ذكر فيه العالم الإسلامى "ابو إسحق الحوينى" حديثه ذاك دون أن ترمش له عين. https://www.youtube.com/watch?v=fej0sah-SrQ&t=3s والشيخ "ابو إسحق الحوينى"، حتى اللحظة غير مصنف "كداعشى" أو إرهابى!! المصيبة الأكبر من ذلك. أن دكتورة "عربية" وخليجية أى من المنطقة التى نزل فيها "الإسلام". قالت نفس الذى قاله "أبو إسحق الحوينى وهى "إمرأة". إسمها "عائشة الشهرى". نشرت كلاما دافعت فيه عن "التعدد" فى الزواج وترى أنه يساهم فى القضاء على "عنوسة" النساء وفى الحفاظ على صحة الرجال وزيادة حيويتهم. الأخطر من ذلك أنهى دافعت عن "السبى" وعن "الإسترقاق" وعن دولة "الجوارى" والإماء أى "ملكات الإيمان". قالت د. دكتور عائشة الشهرى: "الأنبياء والخلفاء والعلماء والملوك والأمراء والوزراء والفرسان وحتى الناس البسطاء. كانوا يتزوجون ويعددون مع وجود الإماء المملوكات عندهم. فتجد "الرجل" يتزوج الأولى والثانية والثالثة والرابعة ومعه أيضا ما لذ وطاب من "الإماء". يشترى ويبيع منهن فيستمتع بقوته ونشاطه ورجولته ويغير مراكبه فيزداد نشاطا وحيوية وصحة فعاشوا رجالا أصحاء لهم هيبتهم وزنهم. فكيف تقول رئيسة وزراء بريطانيا فى سذاجة ونفاق وجهل فاضح "أن داعش ليست دولة وأنها ليست إسلامية وأن الإسلام لا يوجد فيه ولا فى قرآنه ما تدعو له "داعش"؟ قولا واحد مثل هذا الحديث الفطير يشبه قرارات "ترامب" العشوائية. وهذا كله لن يقضى على الإرهاب ولن يوقف القتل والتطرف وإراقة الدماء. وسوف لن يأمن أى إنسان على وجه الأرض على نفسه وأهله. وسوف لن يتوقف إنضمام الأبناء أو الأحفاد الى مثل هذه "الجماعات" التى تمتلك فكرا ومنهجا ونصوصا. وتواجه بمجاملات ونفاق مثل نفاق رئيسة وزراء بريطانيا. دون أدلة أو فكر يواجه ذلك الفكر ويدحضه ويسمى الأشياء بمسمياتها. ولا حل للعالم أو للإنسانية لكى تعيش فى أمن وسلام الا بمواجهة هذا "الفكر" بفكر طقوى" مضاد يستند على نصوص من "القرآن" وعلى مبادئ "تطوير" التشريع. فالمتطور هو الكامل لا الثابت كما يظن العديد من البسطاء.!! وأن تتوفر "حرية" إعلامية لمواجهة هذا الفكر فى كآفة أنحاء المعمورة. يسير كل ذلك على قدم وساق مع المواجهة الأمنية. أخيرا .. لا يوجد فى الساحة الآن "فكر" إسلامى قوى وراسخ يعمل من أجل تحقيق السلام والديمقراطية فى العالم. ويؤمن بالتعدد الدينى والثقافى. وفق "منهج" محكم. لا خوفا من "ترامب" أو غيره، ويستطيع هزيمة هذا الفكر الإرهابى المتطرف سوى "الفكرة الجمهورية". فكل من دافع عن الإسلام غيرهم إما أن "كذب" أو نفى عن "الإسلام" ما تثبته "النصوص" والفتاوى. أو كان يعمل "بالتقية" و"الضرورات تبيح المحظورات". أو على طريقة "مجاملة" ونفاق رئيسة وزراء بريطانيا. وهذا أمر لا يمكن أن يقنع الشباب وأن يبعدهم عن "التطرف". ومثل حديث رئيسة وزراء بريطانيا الساذج هذا، سوف يؤدى عاجلا أو آجلا الى زيادة التطرف والإرهاب. بل سوف يؤدى الى أخطر من ذلك. مثلا الى إيقاف المضى قدما فى إصدار قرارات دولية تصنف جماعة "الإخوان المسلمين" كجماعة إرهابية. تؤدى الى تجميد اموال قادتهم وكوادرهم وحرمانهم من السفر ومنع الأنظمة التى تحكم وفق "منهجهم" كنظام "الإنقاذ" من الحصول على السلاح. بل أن يحظر التعامل معها على نحو مطلق. وفى ذلك خير عظيم للإنسانية. فمن وسط هذه "الجماعة" الماكرة خرجت غالبية التنظيمات والجماعات الأكثر تطرفا. تاج السر حسين - [email protected]