عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    اهلي جدة الاهلي السعودي الأهلي    أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا مهاتير .. يوجد إسلام لا دول إسلامية!
نشر في الراكوبة يوم 19 - 11 - 2016

فالدولة الإسلامية أفضل نموذج لها الآن لو كانوا صادقين"داعش" التى يتبرأون منها وهم يحملون فى رؤوسهم معتقداتها، بل فى حقيقة الأمر لا يوجد غيرها.
وقطع الرقاب والحرق والسبى وسداد الجزية وقتل الأسرى موجود فى الدولة الإسلامية إن أرادوها، لا أدرى لماذا يتهرب "الإسلامويون" من الإعتراف بهذه الحقيقة التى يدركها كل من أطلع على أحكام الشريعة وعلى صحيحى البخارى ومسلم وما تركه أصحاب المذاهب الأربعة ومن جاءوا بعدهم من بين الذين سموا بالعلماء والفقهاء.
يتهرب الإسلاميون من الإعتراف بذلك ولهذا يتعاملون مع "داعش" على طريقة "العشيقه" فهم يؤيدونها سرا ويدعمونها بالمال والسلاح ويفسحون الطريق للنساء والرجال الذين يريدون الإلتحاق بصفوفهم ، لكنهم يلعنونها جهرا ويتنكرون لأى علاقة تربطهم بها ويصفون قادتها ومقاتليها بالإرهابيين.
كيف التحق عدد من الطلاب السودانيين وبذلك الكم من جامعة الإخوانى "مأمون حميدة" – خاصة - بداعش عبر تركيا؟
لماذا إختار القيادى "الداعشى" الذى قبض عليه مؤخرا فى الخرطوم، بعد معلومات قدمتها اجهزة الأمن الأيطالية، السودان دون غيره من بين كآفة دول العالم لكى يتجه اليها ولأى غرض جاء؟
اليس لأنه يشتم "رائحة" تأييد "سرى" غير معلن لتنظيم داعش فى السودان؟
لقد حول المتأسلمون الأغبياء الصراع السياسى فى سوريا الى صراع طائفى "سنى" و"شيعى" حتى لا يدينوا داعش بل لكى يدعمونها بإعتبارها تواجه الشيعة فى سوريا ومن قبل ذلك فى العراق.
والذى أسس "داعش" كان ذكيا بإختياره للمكان المناسب الذى يتواجد فيه كم هائل من الشيعة مما يعطى مبرر لدخول "داعش" المحسوبة على السنة بمئات الآلاف.
لولا ذلك لكان الصراع مع نظام "الأسد" صراع سياسى، يجب أن يخوضه الشعب السوري وحده، الذى من حقه أن يعمل لتغيير النظام القائم طالما كان ديكتاتوريا فى عصر الديمقراطية وتوق الشعوب الحرة فى كآفة أرجاء المعمورة لبسط الحريات.
لكن لولا الغباء المستفحل فما هو الفرق بين نظام "الاسد" وعدد من الإنظمة الديكتاتورية القمعية التى تتدعى أنها "سنية" على سبيل المثال نظام "عمر البشير"؟
الذى حملنى لكتابة هذا المقال، هو التصريح الذى أدلى به الرئيس السابق لدولة ماليزيا "مهاتير محمد".
الذى قال فيه أن سوف يعمل من أجل تحسين الأوضاع فى الدول الإسلامية!
نعترف بأن "مهاتير محمد" قد حقق إنجازات وقدم خدمات جليلة لوطنه ولشعبه وحقق طفرة إقتصادية هائلة وضعته ضمن الدول التى تسمى "بالنمور السبعة".
لكن هل كان بمقدور مهاتير محمد أن يفعل ذلك لو تمسك بالإسلام "التقليدى" وكما هو محفوظ فى كتب الفقه والتراث بعد أن فرضت التشريعات والأحكام التى اصبحت "مقدسة" عند كثير من المسلمين وسميت "بالشريعة"؟.
إذا لماذا تخلف السودان خلال السبعة وعشرين سنة من حكم الإنقاذ "الإخوان المسلمين" فى السودان؟
الإجابة لأن هؤلاء على عكس "مهاتير محمد" ظنوا وهما بأنهم قادرين على تطبيق أحكام تلك "الشريعة" فى القرن العشرين والقرن الذى يليه.
وحينما أكتشفوا عجزهم وفشلهم، اصبحوا "معلقين" فى الهواء يتمسكون بقشور من الإسلام و"الشريعة" وبقشور "الحضارة الغربية"، يتحدثون عن تمسكهم بدينهم تارة و"ينبطحون" على الأرض أمام أقدام أمريكا علها ترضى عنهم وترفع العقوبات المفروضة عليهم منذ منتصف التسعينات من القرن الماضى.
وبسبب سوء أفعالهم تحمل الشعب السودانى ما لم يتحمله شعب من قبل وهم يعيشون فى نعيم وبحبوبة من العيش داخل قصور مشيدة ويقودون السيارات الفارهة وكنزون الذهب والفضة.
ومن عجب أنهم كلما أنفقوا "المال" السودانى وأهدروه فى شراء مرتزقة أو حليف من دولة مجاورة أو بعيدة، سلط الله عليهم من يمحق مجهودهم كطير حط على أرض زراعية خضراء فحولها الى صحراء جدباء، رغم ذلك لا يتعظون.
بالعودة الى تصريح "مهاتير محمد" فمجرد تتنازله عن السلطة، كان ذلك من نفسه أو عبر إنتخابات "ديمقراطية" حرة ونزيهة، فهو قد فارق حكم "الشرع" ولو وجدته جماعة "داعش" يسير منفردا فى شوارع سوريا، لذبحته كما ذبحت قادة وكوادر جماعة "النصرة" الإسلاميين.
فالديمقراطية فى التراث "الإسلامى" المتكئ على "الشريعة" حكم طاغوت وحكم "بشر" ورجس من عمل الشيطان والعمل بها بدلا عن "الشورى" زندقة وفجور، ومن يغالطنا فليتأبط سيف "إقناعه" ولينتظرنا عند سفح الجبل نأتيه بالأدلة والبراهين الدامغة.
ما كان لمهاتير محمد أن يحقق ما حققه لو "التزم" حرفيا بمنهج الدولة الإسلامية التى عرفت بعد القرن السابع، لأنه وبكل بساطة لن يستطيع التعامل مع الدول "الكافرة" وأن يستفيد مما لديها وأن يبيع ويشترى منها وسوف يحرم شعبه من العلم الحديث طالما لا يرتبط "بالشرع" وضوابطه وسوف تكون الكلمة العليا "لهيئة علماء الإسلام فى ماليزيا" التى سوف تمنع الكثير من الأمور بدعوى أنها "بدع" ومستحدثات.
لقد تنحى مهاتير محمد أو أبتعد عن السلطة، فهل سمع أحدكم فى التاريخ الإسلامى كله أن خليفة أو حاكما من التابعين قد تنازل عن السلطة واستلمها حاكم من بعده بغير وفاته؟
وهل اسقط حاكم عن طريق إنتخابات أو مجلس شورى، مهما أخطأ أو فسد أو فشل أو ظلم؟
كيف عومل الذين سعوا لإسقاط حاكم مسلم، الم يقاتلوا ووصفوا "بالخوارج" وظلت تلك الكلمة تردد حتى اليوم فى الدول التى "تظن" نفسها إسلامية؟
هل جميع الثوار أو أولئك "الخوارج" كانوا على خطأ، أم أن المنهج يحرم الخروج على الحاكم، لذلك أطلق عليهم ذلك الإسم ، وأن الحاكم الذى "يظن" نفسه"إسلاميا" يلجأ لذلك الفهم كلما ضيق عليه الخناق مستعينا "بالمنافقين" ومن يسمون بطبقة "العلماء"؟
والنصوص والإدلة من القرآن والأحاديث التى تشير الى وجوب "طاعة" الحاكم المسلم طاعة عمياء كثيرة نورد منها نموذجا أورناه فى أكثر من مرة منقول من حديث يقول "أطيعوا وإن ولى عليكم عبد حبشى كأن رأسه ذبيبة".
نورد كذلك رأى عدد من "العلماء" عن "الخروج" على الحاكم المسلم وهل يجوز ذلك؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نزع يداً من طاعة لم يكن له يوم البعث حجة .. رواه أحمد وابن أبي عاصم في السنن .
( قال أبو جعفر الطحاوي : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله مالم يأمرونا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية
( وقال الإمام إبن تيميه : ( المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ) منهاج السنة النبوية 3/390).
هكذا يكون الحال إذا سلمنا بوجود دولة تسمى إسلامية!!!
الشاهد فى الأمر بلا أدنى شك يوجد "إسلام" وهو دين محترم لمن يتفكرون ويعملون عقلولهم ويفهمونه جيدا ويعترفون بحتمية التطور وبإختلاف الأزمنة والعصور.
ومن حق المسلم الواعى أن يتفاخر بذلك الدين و"بإصوله" التى تعترف بحرية الإعتقاد وبالمساواة بين الناس جميعا.
قبل أن "تنسخ" أيآت "الأصول" والإسماح تلك- وهذا ما لا يعرفه أو لا يعترف به أو يتنكر له كثير من المسلمين وأن تصبح تلك الايات بعد فرض "الشريعة" آيات يتعبد بها فى الصلاة وفى تلاوة القرآن لكن لا يعمل بأحكامها مع أنها تدعو لبسط الحريات وللمساواة بين الناس جميعا.
لا يخدعنكم أحد ينادى بتطبيق "الشريعة" ثم يقول أن الإسلام يدعو الى حرية "العقيدة" بناء على الآية "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
الرد على هذا أن يقال له أنت كاذب ومنافق، فهذه الآيه لها قدسيتها ويمكن التعبد بها تلاوة وعند أداء الصلاة، لكن بحسب "الشريعة" فمن لا يسلم ، يقتل!
تقول الاية "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
ويؤكد حكمها الحديث :"عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ. وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللّهِ".
ومن لا يقتل لأى سبب من الأسباب، مثلا بسبب ظروف إقتصادية تطبق فى حقه الاية : "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ".
الا تنفذ "داعش" هذه الأوامر والأحكام "حرفيا"، فلماذا يتنكرون لها؟
وإذا ارادوا أن يقيموا دولا إسلامية كما يدعون دون "دغمسة" فهذا هو سبيلهم.
الشاهد فى الأمر أن "الشريعة"، التى لا تعترف الا بدين "واحد" وهو الإسلام.
تقول الاية" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
قولا واحدا .. منذ أن فرضت تلك الشريعة فى القرن السابع تغير الأمر واصبح الكون كله لا يسع سوى ذلك الدين وحده رضى من رضاء وابى من ابى.
لذلك وبالنصوص والأدلة التى أوردنا ها كاذب ومنافق من يدعى اليوم وجود "دول إسلامية" خلاف الدولة التى أقامتها "داعش" وطالما هم لا يفعلون مثلما تفعل "داعش".
رغم ذلك كله فمن يتفكر ويستخدم عقله، وهذا ما لا يعرفه "الدواعش"، لابد أن يعترف بأن تلك "الشريعة" كانت مناسبة لأهل ذلك الزمان ولقوم من البدو الأجلاف، غلاظ طباع الذين أخذوا من الصحراء القاحلة كثير من معالمها، كأن أعقلهم وحتى وقت قريب من ظهور الإسلام "يأد" بنته "حية" خشية "العار" إذا غارت عليهم قبيلة مجاورة وأنتصرت عليهم وكان أجهلهم وبعد ظهور الإسلام يدخل ويتبول فى صحن المسجد دون أدنى شعور بالحرج أو الحياء و"النبى" جالس بين اصحابه.
لقد كانت تلك الشريعة مناسبة لهم ولزمانهم ولثقافتهم – تماما – وهم لا يستحقون أفضل منها، على الرغم من أنها لا تعترف بأديان أو معتقدات أخرى وترفض مودة المسلمين لغير المسلمين أو تهنئيتهم بأعيادهم أو توظيفهم، وذلك كله تسنده نصوص ومواقف وشواهد.
"لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
قصة الخليفة الثانى "عمر بن الخطاب" وهو المشهور بالعدل فى التاريخ الإسلامى معروفة، ذلك العدل لم يمنعه إلتزاما "بالشريعة" أن يوبخ واليه ويغضب منه.
تقول القصة خبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني إملاء أنبأ الحسن بن محمد أبو علي الوشاء ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت عياض الأشعري : أن أبا موسى رضي الله عنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني فأعجب عمر رضي الله عنه ما رأى من حفظه فقال قل لكاتبك يقرأ لنا كتابا قال إنه نصراني لا يدخل المسجد فانتهره عمر رضي الله عنه وهم به وقال لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله ولا تأتمنوهم إذ خونهم الله عز و جل.
هذا هو الذى يجب أن يلتزمه من يتحدث عن "دول إسلامية"
وسوف يكون مصير معتنق الديانة الأخرى فى تلك الدولة، أما القتل أو الرق والإستعباد وإذا كانت إمراة أن "تسبى" وأن تصبح من ضمن "كوم" الإيماء" والجوارى تنكح مشاعا من غير زواج حتى لو كانت من قبل سيدة فى قومها.
ومن ينجو من ذلك الوضع يفدى نفسه بسداد "الجزية" وهو صاغر وذليل ومهان.
ذلك كله ما تفعله "داعش" الآن لذلك هى الدولة الوحيدة التى من حقها أن تقول بأنها دولة إسلامية تطبق "الشريعة" الحقيقية التى نسخت ما كان قائما فى مكه.
وكل من يدعى غير ذلك فهو كمن يخلط "اللبن" بالسمك أو يتحدث عن "شريعة" أخرى غير التى فرضت فى القرن السابع.
التى تمنع نصوصها "السلام" مع الخصوم والأعداء طالما كان المسلمون اقوياء وليسوا فى حاجة الى ذلك السلام تقول الاية "فلا تهنوا وتجنحوا إلى السلم وأنتم الأعلون ".
ولهذا السبب يراوغ "عمر البشير|" ونظامه ولا يميل نحو السلام والإلتزام بالعهود والمواثيق والإتفاقات التى يبصمون عليها بأصابعهم.
إنهم لا ينفذون من |الدين" ومن الشريعة الا الجزء الذى يمكن لهم ويجعلهم فوق الآخرين، وللأسف يصدقهم العض!
الذى لا يعرفه الغافلون بأن أغلب ما تفعله "داعش" تؤيده جماعة فى السودان تسمى "البلاغة"، رغم إنكارها لذلك، ولا يؤيد الوهابية "مؤقتا" وتقية بعض ما تقول به وتفعله "داعش" والى جانبهم أغلبية السلفيين، أما "الإخوان المسلمين" وأشباههم، مثلا الذين يسمون "بالحركة الإسلامية" فى السودان، فهم أكثر تلك الجماعات "نفاقا" لأنهم يتاجرون بالإسلام ويحاولون خداع البسطاء واشباه "المثقفين"، بإظهار قناعتهم "بالدولة المدنية الحديثة" والإعتراف بالديمقراطية والإنتخابات طالما مكنتهم من الإستحواذ على "السلطة" الى الأبد.
وفى ذات الوقت هم يؤيدون تلك الجماعات المتطرفة ويدعمونها بشتى الوسائل ويستخدمونها عند الضرورة ويعملون بطرق ملتوية لإستمرار حكامهم إذا وصلوا للسلطة بكل الطرق، تزويرا للإنتخابات وشراء للذمم، وممارسة للعنف والإرهاب وتأسيسا للمليشيات والأجهزة الأمنية والقمعية.
و"بالتمكين" المادى والوظيفى.
ثم بعد ذلك كله وبعد أن يحرموا المجتمع من المنافسه والفرص المتساوية، يحدثونك عن أن من يريد "السلطة" فعليه أن يبحث عليها سلميا وبالوسائل الديمقراطية، حتى لو جاءوا فى بداية الأمر عن طريق إنقلاب "عسكرى"!
وكل جريمة يرتكبونها يبررونها بأنها جهاد فى سبيل الله ومحاربة للخوارج وللعلمانيين والشيوعيين.
وهم لا علاقة لهم بالشريعة وبأحكامها الا فى الجانب العقابى وفى إستخدام "الحدود" لإرهاب خصومهم ومعارضيهم.
إنهم يمارسون الديكتاتورية فى ابشع صورها وبأسوأ مما يفعل "العسكر" إذا حكموا.
هم يخدعون الشعوب ويضللونها بدعاوى التمسك بأحكام الله وشريعته، بدءا من تركيا أردوجان وحتى سودان عمر البشير.
منهم من يظهر الإعتدال طالما الأمر مستتب له ومنهم من لا يرى شعبه منه بإسم الإسلام غير سوط "عمرو بن العاص" الذى عزله عثمان بن عفان وقال له "كيف تحكم قوما وهم لك كارهون"، ومنهم من لا يرى شعبه منه بإسم الإسلام غير سيف الحجاج بن يوسف الثقفى الذى هدم الكعبة بالمنجنيق.
فالشريعة الحقيقية وغير المدغمسة هى ما تفعله "داعش".
لذلك فعلى "مهاتير محمد" ان ينسى شئ إسمه |دول إسلامية" وأن تعمل كل دولة وفق موقعها الجغرافى فالدولة الإسلامية اليوم هى "داعش".
ولغة العصر تقول الحل فى دولة "المواطنة" والحل فى "الديمقراطية".
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.