لم يعد جديدا في الاخبار ان تطلق الحركة الشعبية لتحرير السودان عددا من الاسري فانه عرف متبع منذ عهد بعيد . ولعل الناس يذكرون بالامس القريب وعقب توقيع اتفاقية السلام بنيفاشا ان الراحل المقيم د. جون قرنق قد قال عقب عمليةتوقيع الاتفاقية ان له مفاجئة سارة وكانت المفاجأة هي انه سيطلق سراح الاسري بطرفه . في خطوة ادهشت العالم واخرست الالسن لان الطرف الاخر ماكان لديه تجاه هذه المفاجاة شئ يقدمه غير الاندهاش.. اكسح امسح.. وهنا لابد من مراجعة أخلاق الحرب ومرتكزات كل شئ ودون حياء او حرج . ويمكن القول حينها ان الحركة لقد تقدمت بهدف ذهبي في الزمن الضائع اكسبها كل الاحترام والتقدير كونها تعرف تماما اعراف الحرب والسلام. وهاهي الحركة الشعبية تتقدم ثانية وتحرز الهدف الثاني وسط دهشة الجميع وان اكثر ما ادهشني حقا خبر ان من بين الاسري من اقيمت له سرادق العزاء وعرس الشهيد وارجو ان تكون القصة التي يتداولها الناس خاطئة. وتقول الرواية ان احد الاسري اعلن بانه استشهد ولقد اكد احد الاشخاص قصة شهادته وانه قام بدفنه بنفسه وان زوجته تزوجت باخر. ولا اعتقد ان زواجها جريمة لطالما اثبت لها انه قد استشهد ولكن تبقي الجريمة ان تشهد بهذه الصورة التي لاتمت للحقيقة بصلة واعتقد لوصحت انه لابد من محاسبة مثل هذا الشاهد وان يتبرع هو نفسه بالذهاب لاقرب قسم شرطة ويعترف بذنبه. ان اسري الحركة الشعبية وصلوا وسط اجواء من الفرح. ولكنني اعتقد جازما انه حينما تهدأ فرحتهم باهليهم ويخرجون للاسواق ويجدون انهم في كماشة اخري من كماشات الاسر قد يعودون مرة اخري لاماكن اسرهم لانهم هناك سيكون اسري حرب اما هنا فهم اسري حقوق مغتصبة واسري فكر واسري نشاط وحرية وديمقراطية. والمدهش حقا لم يفتح الله علي النظام حتي الان بان يقوم برد التحية بمثلها ولقد ذكرت الاخبار انه يوجد لدي النظام مجموعة بسيطة من الاسري يجب اطلاق سراحهم ونقول للنظام (الكحة ولاصمة الخشم). ان اطلاق الاسري سلوك راقي وعمل ضخم يجد من الجميع الاحترام والتقدير وهو مؤشر حقيقي الا داعي للحروبات والخصومات والذي يطلق سراح انسان لايمكن ان يتهم بقبض عجل او تور اونعجة الذي يطلق سراح اناس يزرع غرسا طيبا اصله ثابت وفرعه في السماء اليس كذلك . ان عودة اكثر من مائة وثلاثين اسير رسالة انسانية توضع في بنك ورصيد الحركة ومثل هذه مواقف يجب ان تتبعها مواقف اخري لاتقل منها في القوة والاعتراف بالاخطاء وعدم الاقصاء واقرار التحول الديمقراطي وقبل كل ذلك اقرار مبدا بناء اسس جديدة في كل المؤسسات السياسية والتنفيذية تحقق الشفافية التي تؤهل الوطن وشعبه من النهوض . فالتحية نسوقها للقائد الرفيق ملك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان لان التاريخ سيكتب ان في عهده انجزت مثل هذه الخطوة بل وندعوه بان يتابع وبنفسه عملية السلام والتي تفضي في نهايتها الي تداول سلمي للسطة وايقاف كامل للحروبات علي جميع الاصعدة وتحية لنائبه الجسور الرفيق عبد العزيز الحلو والسيدعرمان ولرئيس هيئة الاركان جقود ولكل جماهير وعضوية الحركة الشعبية المنتشرة في كل مربع وشبر بالسودان . ان هذه الخطوة تجدد الامل الكبير في ان يضع ابناء السودان واحزابه السياسية مصلحة الوطن نصب اعينهم ونصيحة خاصة للنظام ان يعي تماما انه لابد من تنازلات حقيقية حتي يستقر الوطن ويجب ان لايركن لاية اوهام انه يسيطر علي كل كبيرة وصغيرة وانه قادر علي صنع المستحيل لان الشعوب التي تطورت وتقدمت حققت العدالة بين افرادها ورعت الحرية وصانت الحقوق ولايوجد في الارض شعب تقدم بغير هذه الاشياء. ان اية محاولة لالغاء الاخر اوصناعة شخص انه منتهي الحكمة والمعرفة والدهاء والخبث كذبة لايصدقها الا البسطاء. اما القائد الكبير والملهم هو الذي يؤسس امر قيادته علي الشفافية لا علي الشللية وعلي الفكر لا علي المال والقبضة الحديدية وعلي اعمال القوانين واللوائح عليه لاعلي غيره. ان عودة الاسري للوطن يجب ان تكون حافز لصناعة وطن ديمقراطي يسع الجميع. حتي لايشعر اسري الشعبية انهم انضموا لاسري الوطن. وياوطن مادخلك شر عمر الطيب ابوروف 7مارس 2017 [email protected]