عندما جاءت الإنقاذ إلي السلطة علي ظهر الدبابة والمدرعة وجدت أقواما قد علا كعبهم في الأنظمة السابقة ونظروا للنظام الجديد شذرا ثم تعاملوا معه ومنهم الراحل المقيم شيخ العرب إبراهيم علي التوم وكيل ناظر قبيلة الكبابيش والراحل الشيخ إبراهيم أراد أن يجد من الإنقاذ ما وجده أبو سفيان يوم فتح مكة علي يد المسلمين بقيادة الرسول صلي الله عليه وسلم الذي إستجاب لطلب عمه العباس الذي قال له إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فأجعل له شئا فقال عليه الصلاة والسلام من دخل الكعبة فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن . وكان شيخ العرب إبراهيم علي التوم يريد من الإنقاذ أن تترك له مساحة في أجهزتها علي المستوي المحلي بشمال كردفان بعد أن توكل علي الحي الدائم و تعاون مع النظام الجديد وهو الذي خبر التعامل مع الأنظمة العسكرية من شاكلة النظام المايوي والذي ما إن رحلت مايو حتي عاد لحزبه الإتحادي الديمقراطي كان يبتغي ما يساوي ما حصل عليه في مايو أو يزيد عليه حيث عمل وزيرا ورائدا لمجلس الشعب القومي وأني له ذلك إذا كان (( صبية الإنقاذ)) كان همهم تمكين أنفسهم بإسم الحركة الإسلامية فسدوا الطرق والمنافذ وفي إحدي المؤتمرات أراد شيخ العرب أن يدفع بأحد أعوانه أو أولاده في موقع من المواقع السياسية ولكنهم فطنوا له وجاءوا بشاب من الموالين إسمه جبريل وقالوا لشيخ العرب إبراهيم علي التوم : إن المرشخ للموقع هو جبريل وكانت تلك رسالة له ففهم بذكائه المعهود الرسالة علي التو بأن الأمر محسوم لجبريل فنظر إليهم الشيخ وهو يبتسم وقال لهم إن بقا جبيرين عديلة ( بتصغير جبريل وقلب اللام نون ). هذه الأيام أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال عن إطلاق سراح عشرين أسيرا من أسري الحرب إستجابة للمبادرة التي تقدمت بها سائحون إبان اللقاء الذي جمع بين الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان والأمين العام لجموعة سائحون فتح العليم دفع الله . وقد أعتبر كثير من المراقبين إطلاق الأسري من قبل الحركة الشعبية خطوة إيجابية تتسق والظرف الإنساني لأسري الحرب بل إن الرأي العام يتطلع لقيام الحكومة بخطوة مماثلة إن كان لديها أسري حرب ولا يشترط أن تتم عملية تبادل أسري الحرب عبر المفاوضات بل من الممكن تبادل الأسري في الميدان مباشرة بين الفادة الميدانيين لكون الأسير قد إستسلم لأعدائه في ميدان القتال وعلي الطرف الذي قام بعملية الأسر جملة من الواجبات التي تجب عليه مراعاتها بإعتبارها حقوق لأسري الحرب بموجب إتفاقية جنيف لحماية الأسري وعدم تحميلهم مسئولية الحرب وما يترتب عليها من تبعات . وكان رد فعل المؤتمر الوطني غريبا عندما إعتبر سائحون ليست معنية بإطلاق سراح الأسري وربط إطلاق سراح الأسري بالترتيبات الأمنية والسياسية التي تنجم عن التفاوض .ولم ينظر المؤتمر الوطني لللأمر كبادرة حسن نية من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان . والحركة الشعبية إستجابت لمبادرة سائحون لكون سائحون هي صاحبة المبادرة وهي التي تقدمت بالطلب المتعلق بإطلاق سراح الأسري ولم يفعل مفاوضو المؤتمر الوطني شئا من هذا القبيل فاللوم ليس علي مجموعة سائحون ولكن اللوم علي المؤتمر الوطني الذي لم يفصل بين البعد الإنساني والسياسي في موضوع الأسري كما أن المؤتمر الوطني لم يعلق علي مبادرة (( سائحون)) المتعلقة بإطلاق سراح الأسري إلا بعد أن تكللت بالنجاح مما يدل علي الإستخفاف(( بسائحون)) وبما يمكن أن تحققه في هذا الصدد والذي يستوجب التقدير والتشجيع والدعم من قبل المؤتمر الوطني حتي يكتمل إطلاق سراح جميع الأسري وفي هذه الحالة تكون سائحون قد تعاونت مع الحكومة في قضية إنسانية ومهمة وضرورية هي قضية أسري الحرب هذا الملف المسكوت عنه والذي كان يجب ان يثيره المؤتمر الوطني في المفاوضات كما يثير الطرف الآخر قضية توصيل الإغاثة للمناطق المتضررة في النيل الزرق وجنوب كردفان حتي لا تتهم حكومتنا بأنها حكومة بلا كبد عندما تقول الحركة الشعبية أنها تعرقل عمليات نقل مواد لإغاثة للمدنيين المتضررين من الحرب في المنطقتين وفي نفس الوقت لا تسأل عن االأسري من القوات المسلحة والدفاع الشعبي المتواجدين لدي مقاتلي الجبهة الثورية . والمؤتمر الوطني الذي لم يوقر شيبة شيخ العرب يواجه اليوم حركات مثل سائحون سليلة الحركة افسلامية ولكنها تفكر يطريقة مختلفة عن المؤتمر الوطني وأهلنا يقولون في امثالهم ولدك إن كبر خاويه وعلي الحزب الحاكم ان يردد مقولة شيخ العرب إن بقا( بكسر البا ) سائحون عديلة . [email protected]