وهل الترقية مؤشر على قرب لحظة الصدام بين قوات الدعم السريع وأجهزة المشير البشير الأمنية والعسكرية لدي قراءة مختلفة عن آراء وتعليقات رواد الراكوبة عن مغذى الترقية السريعة للقائد حميدتي من رتبة اللولاء التي لم يمكث فيها طويلا إلى رتبة الفريق ... هذه الترقية المفاجئة للقائد حميدتي، هي في الواقع قصد منها تفعيل وتثبيت لقانون قوات الدعم السريع الذي صدر حديثا بعد إجازته من المجلس الوطني ... اخذين في الأعتبار الإرهاصات والجدل الواسع الذي سبق صدور قانون قوات الدعم السريع، الذي جاء مفاجئا وأجيز سريعاومنها على سبيل المثال لا الحصر: مناورات الجيش الحكومي في البسابير، والتي تكهنت صحف عالمية مرموقة بأنها مناورات أستعراضية قصد منها أرسال رسالة تهديد لقوات الدعم السريع وقائدها الفريق حميدتي، ثم تلتها الأخبار التي روجت عن أرسال قوات الدعم السريع إلى اليمن والتي أسرع القائد حميدتي لنفيها بنفسة والثالثة وهي الجدل او المخاشنة التي دارت بين وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحمن والقائد حميدتي حول سودانية القوات التي تسيطر على جبل عامر الغني بالمعدن النفيس "الدهب" والحديث الذي صاحبه عن ماهية الميزانية غير معروفة لقوات الدعم السريع وعائدتها من تصدير دهب جبل عامر لحسابها.... كما أن القرار المصاحب لقرار ترقية حميدتي للرتبة الفريق، الذي أصدره وزير الدفاع الفريق عوض أبن عوف بتحسين أوضاع القوات المسلحة، كنوع من المصالحة ورد الأعتبار لضباط الجيش، يأتي في أطار تهيئة الجيش للقرار الوشيك لإقالة القائد حميدتي والتخلص من قواته، والتي تبدو بأنها لم تعد ضرورية بعد المفاوضات السرية التي تدور بين النظام وقوات الجبهة الثورية تحت الرعاية الأمريكية والتي أوشكت على الوصول إلى مفاهمات حقيقة هذه المرة، بالتالي يشعر النظام بوطأة وجود قوات الدعم السريع دون مهام قتالية، حال توقيع أتفاق للسلام مع ثوار الجبهة الثورية... كما أن أي ترتيبات للسلام مع الجبهة الثورية، من المتوقع أن تكون على حساب المكون السياسي لقوات الدعم السريع في الحكومة والمتمثل في منصب نائب الرئيس الذي يشغله الآن حسبو محمد عبد الرحمن، إلى جانب طاقم الوزراء ووزراء الدولة ومعتمدين المحليات الذين يمثلون الواجهة السياسية لقوات الدعم السريع في أطار المحاصصة مع المؤتمر الوطني... لذلك يأتي قرار ترقية القائد حميدتي لرتبة الفريق، في أطار سياسة الفهلوة كمحاولة أخيرة لإيجاد حيلة قانونية للتخلص من القائد حميدتي بالإقالة من قيادة قوات الدعم السريع وتمهيدا للسيطرة على قواته عبر تفكيكها وتسريحها ودمجها في وحدات الجيش وجهاز الأمن بعد التخلص من شخصية حميدتي الكارزمية كمؤسس لهذه القوات وأرتباط شهرتها بأسمه ... وكأن المنظرين لهذه الرقية، يحتاطون لأي ردات فعل متوقعة من قرار إقالة القائد حميدتي من رأس قواته ... وكأنهم يريدون أن يقولون للناس إذا كان حميدتي قبل ترقية الرئيس لرتبة الفريق حسب قانون قوات الدعم السريع، أذن لماذا يرفض ويحتج على الإقالة وهي حسب قانون الدعم السريع الذي رقي به لرتبة الفريق... ولكن في المقابل نتسأل هل بإمكان النظام ومنظريه التخلص من قوات الدعم السريع، التي باتت تسيطر سيطرة شبه كاملة وشاملة على مفاصل ومداخل ومخارج العاصمة السياسية الخرطوم وقائدها الفريق حميدتي بهذه الطريقة الساذجة ... وهل تحسب المشير البشير وقادة أجهزته الأمنية الهشة، لردات فعلها التي قد تؤدي إلى قبر ونهاية نظامهم القبلي والأثني المتوارث منذ الأستقلال في الأول من يناير 1956م؟؟؟ أحمد القاري [email protected]