أثار الحضارات السابقة لا تقاس بعمرها في التقادم ولا مقارنة حجمها وشكلها بأحجام وأشكال أثار حضارات أخرى من حيث التثمين أو التبخيص. وإنما بقدر ما تستطيع تلك الاثار عكسه وكشفه لنا عن اسرار حياة وعقائد وثقافات الشعوب التي خلفتها!. الفخر بالعرق واللون والملامح الجسدية فخر فج لأنه يركن للطبيعة أنت تفتخر بإنجازك الذاتي الذي فعلته بنفسك لا ما ورثته من جسد أو أثار أي كانت!. كما ان الفخر بالحضارات القديمة أيضاً زائف، لان تلك صنيعة بشر آخرين، ماذا صنعت أنت الآن ذلك هو السؤال!. الفخر بالحضارات القدبمة والتباهي بها، يدل على جهل وعنصرية فجة وتمييز بغيض وعدم حساسية انسانية. أنت إذن ضد من تظن ان لا حضارة لهم من البشر!. والإ فإنك لا بد أن ترضى إضطهاد الأوروبيين لك الأن بوصفك إنسان لا حضارة له الآن.. أنسى التغني بالماضي. الحضارة الغربية الراهنة "في تقديري" أنجزت إنجازاً يفوق جميع إنجازات الإهرامات البشرية الراهنة و السابقة.. وهو "الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948" خلاصة نضالات البشرية عبر التاريخ. كل الدماء التي سكبت والخيول التي اسرجت والصرخات المعلقة في السماء كانت من اجل معنى هذا الاعلان ومحتواه والذي لاول مرة اعطى حق الكلام للبشر العاديين.. حرية التعبير والعقيدة والضمير. في الماضي كله كان حق الكلام محتكر لدى الآلهة والملوك والنبلاء.. الان انت تستطيع الكلام إذن انت موجود وعندك كبشر عادي حق الانتخاب والتصويت والترشيح والنقد والاعتراض حتى على كلام الالهة.. كم هذا عظيم!.. هذا لم يحدث قط من قبل في التاريخ. هذا الاعلان هو زبدة عقائد البشرية جمعا.. ذلك أن الإنسان أي كان فهو إنسان بغض النظر عن عرقه ودينه ولونه وشكله وحضارته الراهنة أو السابقة أي كانت اغريقية او صينية او فرعونية ألخ.. مافيش حضارة انت ايضا انسان بذات القدر. . لا يهم .. هذه الكلمة"انسانية" جديدة في قاموس البشرية! .. لم يحدث ولا مرة واحدة في التاريخ ان يكون كل البشر بشر بل أحرار مقسمون إلى درجات عليا ودنيا وعبيد في كتلة واحدة وناحية واحدة.. هذا الاعلان لاول مرة اعطى الحق رسميا لكل إنسان كي يكون انسان فردا حرا.. بشر محترم ووجب أن يكون البشر سواسية في المعاملة الأخلاقية و أمام القانون. أين نحن حتى الان من هذا! محمد جمال الدين [email protected]