: شجن أليم وذكريات لا تمحوها تقادم السنين تمر السنوات وكل عام تتجدد الأحزان .... فبينما انا/ نحن غي خضم انشغالنا بمهرجان محجوب شريف للشعر والذي توزعت هذا العام في رحاب السودان العريض ومن ضمن المدن الحصاحيصا، تفاجأت بان ذكري صنوه وصديقه الذي يحمل إسم اول أحفاده حميد، قد داهمتنا تماماً كما داهمنا خبر رحيله الفجيع . مساهمتي المتواضعة في هذه العجالة قصيدة او مرثية لم تنشر، رغم ان تاريخ كتابتها بعد يوم واحد من رحيله العلقم : انها ليست مرثية لأن المراثي بعد (مصابيح السما التامنة) مستحيلة ، هي بعض كلمات مما ترسب في ذاكرتنا المتعبة من فيض غنائك العذب الشجي ، انها زفرات محزون علي فراقكم يا صديق الغياب والحضور ... يا .... مُحمد الحَسن أبوذرالسوداني أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ذلك الذي تسربل بالبياض ساعتغفلة صاعداً علي الجراح و المواجع متمترساً في الدوائر والمحاور والمنابر واعظاً حتي ظننا في غفلتنا أنه وليّ حميم بسم الله الرحمن الرحيم بسم هذا الجرح السرمديّ الذي يسمي وطنْ بسم كل زهو فصيح فيه وتواضع منْ رطن و التمر واللالوب وهذا البلد المنكوب والدم المسكوب (سمبلة) والدمع الهتون وهذا الشعب المحزون ياأيها الناس .... (التبني بيوت للقيصر وتتقاسم حوش الطين الناس ام عرقاً يجهر السرها يوم حايبين) ويا تربالة ياعتالة ويا(نادوس) ويانوري ويانوراي ويا(طيبة) ويا(عطبرة) البرة ويانورة آآآآآآآه عارض ام عوارض اتعارض تاني بدقسة (حجر الدُغش) جرح البلد فتق تاني (3) وياأيها العالم( التحتاني) رحل إمامكم .... ( ويا فطون فطن حميد فطمنا غنانا قدمناه إمام لا ضلّ لا ضلانا ماهاب السجون مافزّ من سيطانا وكت الكور حمي ثابت ركز لبطانا لكن البلاد باعت أيادي بطانا) (1) رحل المحبوب بعد أن سكب فيكم حليب روحه حلماً وقمحاً وأغان رحل قنديل الغلابة وسر الصبابة رحل نساج حلم الوطن الوهيط من مفردات الكلام البسيط يا أرضنا الجرداء تلك التي تغطت بالتعب ويا سماء الوطن الملبدة بالإفك والحجُب حميد قد رحل .... حميد قد رحل آآآآآآآآآآآآه ياغبش ياقدال (شملة كنيزة التلاتية وقدها رباعي) (2) إنشرَّت في سما البلد التلاتية وجرحها سباعي ويا (ضُلعاً محرومة من الفرحة) أبكي حميد بحرية : ياحُميدنا...ياحمِيدنا أنت (المحمد)..(الحسن) فينا جئت بالقول الشجاع جئت أيقظت المدينة من ظلامات الضياع غُناك المترع حلاوة لسفينتنا هُوْ الشراع صوتك المليان جسارة يفسِر مآلات الصراع ياغفارينا التائه في صحارينا رجعلك صنوك وصديقك (5) فهو يقف علي بابك (بَرَاه) (لا قطة ، لا زوجة ولا عصاه) فتاح ياعليم رزاق ياكريم ياعم عبدالرحيم آآآآآآه من دورية الكجر مشروع الكجر سد الكجر كجور الكجر.... طرد (الهدهد) الولوف ..... قالو : كّرّ و يا )فطّون( إخييك ما مات إخييك حيّ إخييك غيمة الهجير والصيّ بطانية الشتا والزيفة ضمّاد الجراح عود الصندل الفوّاح صديق الغُبش نشيد الصباح صاحب النصيحة الفصيحة وخطبة الوداع الصريحة... (أرضاً سلاح) ويا السرة بت عوض الكريم حيّ قولي ماحيّ ووب ؟؟؟ وليدك مافات وليدك ما مات وقولي لل (جماعة الطيبين) : يموت الأنبياء وتبقي الرسالات لأبد الأبدين ياااااااااا (أبين دقين) ياهاشم الأخضر ضُراعك الهباد لي غُلب أخواتك اربعين سنة بسأل عنك وافتش ليك ومشتاق ليك شوقاً شوك قاصي دريبك وكايس جيهتك مدينة مدينة وحلة حليلة ما خلي العرب الرحل كنابي العمال الناس العايشة بسترة الحال سامحنا ياحميد .... إتأمرنا عليك وخبينا عليك معالم السكة عشان نحن كمان مشتاقين ليك ورويحات أطفالنا مشعلقة بيك وما بنبقي براك وفاجأنا الولد الشاطر .. الزول الكيك وعرف السكة البتودي اليك وماقال : ( الباب البجيب الريح نسدو ونستريح) فتح الباب وخشّ عليك ياأأ سلام عليك ...... سلام عليكما في برزخ النيلين ......... في حضرة الشهداء.... (8) في زمرةالخالدين .... حاشية : من قصيدة فطون للشاعر أزهري محمد علي من قصيدة شملة كنيزة للشاعر محمد طه القدال عثمان عبدالله [email protected]