تصلب الرأس عند (عبدو) مثل صلابة الأسمنت في بناء العمارة والهياكل.. جلافة منطقه وأسلوبه مثل جفاف الصيف الحار الغابر.. حتى تنادى عليه قومه بلقب «الكجر» لعكس صور ذهنية وجدانية بائسة يحملها (عبدو) على ساقية ويطلق بها ركابه بين الناس.. ولم يكن أكثر الناس قرباً منه إلا مرشح الدائرة رفيقة في زمالة الدراسة الأولية (وكورة الشراب).. مقاييس المواقف عنده مثل وهن العنكبوت بخيوطه الواهية.. وفي زمرة الأحداث الأخيرة وفعاليات الانتخابات المتوالية.. (عبدو الكجر) مستشارالمرشح الذي أخرج له (الكجر) البرنامج الانتخابي هزيلاً منطقاً ومنطوقاًً... «حسم أمر المواطنين في التجوال والحركة ما بعد المغارب والملك الزارب.. منع كشح موية غسيل العدة والهدوم خارج الحيشان.. عدم شراب الشيشة قدام دكان الخزين..» .. وعندما تكسرت صلابة رأسه قرر استلاب وسرقة بعض الأفكار الانتخابية من المرشحين الآخرين.. بدأ على اثرها (عبدو) رحلة سرقة ماكوكية للتلصص فيما عرف ب«إستايل السرقة العبدوية الكجرية».. ومن ثم تحسن وضع البرنامج محتوىً ولفظاً.. «تحسين الخدمات الأساسية.. وعمل البرامج الداعمة..» حتى أصبح (الكجر) في الضوء ودائرة الاهتمام وصار الهتاف بالدائرة «الكجر الكجر.. الخير إن حصل» ومضمون الهتاف «إن قامت الانتخابات عبدو الكجر فائز حائز» الرزيل.. نوع من المدراء اختص الله بهم بعض المؤسسات مثالاً «للرزالة الإدارية».. يعتقدون دائماً أن كل من طلب رؤيتهم يأمل في مطلب من المطالب التي بطرفهم.. حتى شاع عنهم أنهم خواء إداري مقنن وأنهم من عناصر الهدم.. وصفة الواحد منهم عند العاملين إطلاق لقب «الرزيل دا...» .. كأنما الإدارة لا تكون إلا بإطلاق «وجه القباحة» أمام الوافدين للمكتب الذي يتحصنون به بدروع ضوابط الدخول والخروج.. ورغم الفكرة السودانية المزعجة التي يتم بموجبها زيارة الأصدقاء والأهل أثناء دوام العمل وفي المكاتب العامة.. إلا أن ضرورة طرح الجبين والأخذ والعطاء واجب مهم عند ممارسة فن الإدارة الصعبة وليس بالضرورة أن يكون كل من ألقى عليك التحية يحتاج منك خدمة أو طلب.. يا هؤلاء أفيقوا من نعاسكم وغيبوبة السلطة الزائلة.. ويا مدير إدارة النشاطات لا تكن «رزيلاً» لهذا الحد المموج، ولا تدع الآخرين يمقتون حتى طلتك البهية.. آخرالكلام:- ممارسة «الكجار» والسرقة والرزالة من صميم تركيب أناس بعينهم دون الآخرين فهي تشبههم وهم يشبهونها أصلاً وصورة.. ومبروك عليكم الصفات «البذيئة».