بالرغم من أُحادية الحضارة بين مصر والسودان وأنها من جذر واحد وأن الحد الفاصل بينهما من صنع الاستعمار حديثا إلا أن مصر تحاول دوما الفصل بين الحضارتين، لغرض في نفسها، تجافيا لكل الحقائق التاريخية والحفريات والتماثيل والمعابد والأهرامات الموجودة في البلدين... وهم الذين روجوا قبل ذلك بنظرية أن الفراعنة أتوا من كوكب آخر كما قالوا أيضا بأن الفراعنة جاءوا من قارة أتلانتيك الغارقة في مياه المحيط (فهل هنالك عقل يتصور هذا)... وهم يعلمون علم اليقين بان الحضارة والآثار التي توجد في أرض مصر هي آثار نوبية خالصة ولكن تأبى ألسنتهم التفوه بها... ولولا بقية من ماء وجههم لنسبوا هذه الحضارة للإغريق والرومان الذين هم حفدتها... فكلما اكتُشف أثر في السودان ينخلع له (قلب مصر)... أولاً: لأنهم يعلمون أن السياحة في السودان ستكون خصما عليهم وستسحب البساط من تحت أقدامهم لأن الآثار المطمورة داخل الأراضي السودانية إن لم تكن أكثر لا تقل عن تلك الموجودة في أرض مصر... ثانيا: لأن الآثار التي تُكتشف ستبرهن على وحدانية حضارة وادي النيل وهي الحضارة النوبية على عكس ما يروجون لها بأن حضارة مصر منفصلة عن تلك التي توجد في السودان... فكما سقطت نظريات أن الفراعنة أتوا من كوكب آخر ومن قارة أتلانتيك الغارقة فشلت أيضا نظرية (المصريات والفرعونية) وهم تناسوا أو جهلوا بأن الفراعنة كان ملوكاً للنوبة... لذا تراهم يتعلقون بنظريات شتى (كما يتعلق الغريق بالقشة) لإثبات أن حضارتهم غير نوبية ولكن هيهات... فالآثار بين شطري وادي النيل تكذب ادعاءاتهم... فهؤلاء لهم آثار أيضا ولكن ليس في أرض مصر، أرض النوبة القديمة ولكن في روما واليونان وكان عليهم أن يفتخروا بذلك وليس عيبا أن يسكن المرء أرضا ويتجنس فيها فهذه من سنن الحياة ولكن العيب أن ينسب اليه الإنسان ما ليس له... [email protected]