بلاد الشواطي "الدافئة" لو ان ألسنة الافك والتضليل تدري تماما حقيقة ما قدمته من خدمات ترويجية كبيرة لقطاع السياحة في السودان عبر طرحها الاعلامي الوقح لما فكرت يوما في توجيه هذه الاساءات للدولة السودانية ولحضارتها واهراماتها وهي تحتفي بالزيارة التاريخية للشيخة موزة حينما وقفت علي الاهرامات السودانية وتجولت في فضاءاتها ومعالمها ووقفت كذلك علي عدد من المشروعات القطرية في السودان فكانت هذه الزيارة حقيقة بمثابة قوة دافعة في اتجاه تعزيز حركة السياحة في السودان ولكنها جعلت كل انظار العالم تحدق باعجاب وادهاش تجاه القدرات السياحية غير المكتشفة في السودان , الا ان الادعاء الكذوب الذي قادته الالة الاعلامية في شمال الوادي اغري الكثيرين من نشطاء السياحة وصناعها علي المستوي الدولي والاقليمي للبحث عن حقيقة ما لا يعلمونه عن الاهرامات السودانية وعن حضارة وتاريخ اهل السودان وامكانياته السياحية وهذا ما تحدث عنه الاستاذة مني محمد عبد الله الخبيرة في القطاع السياحي السوداني وامينة السياحة في اتحاد وكالات السفر والسياحة ب في افاداتها "للانتباهة" , فهي تعتقد ان السياحة في السودان دخلت طورا ترويجيا جديدا ومهما في اعقاب سياسة الانفتاح الامريكي الاخيرة تجاه السودان مما جعل افئدة شتي تاوي اليه خصوصا ان نشطاء السياحة دائما ما يبحثون عن الشواطي الدافئة والامنة والمستقرة وهي ظروف وتحولات ربما باتت متوفرة في السودان بالرغم من ان قطاع السياحة في السودان لازال يعاني من بعض التعقيدات والاشكاليات الادارية والقانونية الخاصة بالجباية والتاشيرات علاوة علي ضعف ثقافة السياحة لدي اجهزة الدولة مما سلبا وحد كثيرا من دخول السواح الي السودان . لكن يبدو ان صورة الواقع السياحي في السودان بدات تتشكل من جديد وان محاولات الاكتشاف للسياحة تشهد الان تصاعدا وحراكا كثيفا طبقا لتاكيدات الخبيرة مني محمد عبد الله وهي تتحدث للصحيفة عن معطيات جديدة شكلت طبيعة المشهد السياحي في السودان عبر تحولات تسارعت خطواتها غداة رفع العقوبات عن الخرطوم ثم كانت زيارة الشيخة موزة للسودان وما صاحبها من تداعيات وانتقادات غير مبررة من الاعلام المصري كان لها الاثر السحري في تزاحم الطلبات الامريكية والغربية والروسية الباحثة عن حقائق ومعلومات عن حضارة السودان وامكانياته السياحية في سياق الهجمة الاعلامية التي تمارسها الابواغ المصرية ضد السياحة في السودان حيث اشارت الاستاذة مني الي انهم يستقبلون يوميا عشرات الايميلات والطلبات في الخصوص واعتبرتها خدمة مجانية كبيرة قدمها الاعلام المصري السالب تجاه السودان ابان زيارة الشيخة موزة , ولهذا فان الدولة مطالبة بمزيد من الترويج والترشيد في سياساتها تجاه السياحة وتبني نهجا جديدا لاستثمار كل هذه الاجواء والمعطيات والامكانيات السودانية وبالقدر الذي يمكن ان يعود للسودان بفوائد كثيرة في موارده المالية وفتح الفرص الجديدة للعطالة باعتبار ان الانفتاح السياحي يعني بالضرورة اتساع رقعة الوظائف علي ان يكون هناك حرص واحكام للرقابة علي حركة السياحة ولكن دونما تعويق فهناك اكثر من 1500 وكالة سفر وسياحة تتطلع الي دور فاعل في حركة الاقتصاد الكلي في السودان حتي لا يكون الشعار "هلاميا" انشغلت جماهير المؤتمر الوطني الايام الفائتة بالولايات بمؤتمرات الحزب التنشيطية تحت شعار "نحو امة منتجة" وهو شعار او فكرة مشابهة ان لم تكن متطابقة للشعار القديم " فالناكل ممانزرع ونلبس مما نصنع " فليس القضية ان ننتج الشعارات والافكار فقط ان لم تكن مبنية علي استراتيجية او خطة عملية او ان يكون الشعار نفسه قابلا للتطبيق . كل المؤشرات ومعطيات الواقع وقدراته الذاتية تؤكد حقيقة ان السودان يمكن ان يكون دولة منتجة لا ينافسها في ذلك اي بلد اخر ولكننا حينما نرفع الشعارات نتناسي تماما فكرة احالتها الي فعل وعمل كنا نظن ان المؤتمر الوطني وعبر حراكه "التنشيطي" وقبل ان يطلق شعاره هذا اعد رؤاه وافكاره وبرامجه ومشروعاته وكل الالتزامات والمطلوبات التي بموجبها يمكن ان نغدوا "امة منتجة" فالانتاج هو سبيلنا للخروج من كل الازمات سياسية كانت او اقتصادية او حتي امنية ولعلنا نحن هنا نمني النفس بان يطلعنا خبراء وعباقرة المؤتمر الوطني بالقطاع الاقتصادي بمنظومة متكاملة من المشروعات والسياسات والحلول التي بامكانها احالة هذا الشعار الي فعل لكن يبدو ان المؤتمر الوطني نفسه يواجه صيفا قاسيا فالمساحات والفرص الدستورية من حوله تتناقص لان القادمين الجدد سياخذون قدرا ليس يسيرا من رقعته داخل جغرافية السلطة ونفوذها ولهذا فان المشهد القادم ربما ياخذ طابعه الشكل الصراعي الداخلي . الاسلاميون "حالة تعايش" رغم كل محاولات التقارب وطي الملفات القديمة بين المؤتمر الوطني والشعبي ورغم ان كل محاولات التودد ونثر الازاهير علي سكة "الحزبين" لاعادة لحمة الاسلاميين مجددا لم يجد الدكتور خالد التجاني احد قدماء الحركة الاسلامية والمراقبين لحراكها وتطوراتها الداخلية لم يجد الدكتور خالد وصفا او تعبيرا يناسب واقع الحال بين الحزبين "المنشطرين" سوي ان يطلق علي هذا الواقع صفة "التعايش" لان الدكتور التجاني يعتقد ان الفتنة التي وقعت في الرابع من رمضان من عام 1999 يستحيل معها العودة مرة اخري الي صف اسلامي واحد وتحت قيادة روحية وفكرية واحدة لان العودة الي واقع ما قبل المفاصلة ربما رجحت لدي الاخرين من خارج الصف الاسلامي فرضية "المسرحية" فالمؤتمر الشعبي الان يتاهب للمشاركة بالرغم من حالة الاستحياء التي تتملك بعض قياداته وخصوصا التيار الرافض لهذه المشاركة وهذا ما يمكن تفسيره من تجاوز المؤتمر العام للشعبي هذه القضية دون حسمها ولكنه فوض الامين العام الجديد الدكتور علي الحاج للتقرير بشانها , فالمؤتمر العام للشعبي وفي شكله العام اخذ طابعا عاطفيا واستدعي احزانه وذكري شيخهم الدكتور حسن الترابي والحزن يعتصرهم والاسي يملاء جوانحهم بفقده فتواثقوا علي السير في منهجه وسكته التي رسمها للمؤتمر الشعبي علي هدي الحريات والمنظومة الخالفة [email protected]