علم الأرواح "الحديث" والبحث التجريبي الروحي: لقد إجتازت الظواهر الروحية امتحان حقيقيتها في إطار مناهج البحث العلمي الطبيعي المحايد، وذلك عبر آلات الضبط والقياس بالغة الحساسية وآلات التصوير الدقيقة (هذا ما وجدناه في بعض البحوث المرجعية). والآن ربما أمكن لعلم الروح الحديث أن يأخذ مكانه بين العلوم ليفتح لنا آفاقاً جديدة ويعرفنا بعوالم جديدة. إن الغاية من البحوث الروحية هو التأكيد على وجود كائنات عاقلة تعيش في عالم متداخل معنا بصورة أو بأخرى. وهو ادعاء بدرجة الايمان واليقين عند المؤمنين بينما هو مجرد افتراض ونظر يحتاج لاثبات بالتجربة عند علماء الطبيعيات. بين العلم والإعلام والدين: بعض رجال الدين ورجال الإعلام معاً، خصوصاً في هذا الجزء من العالم، في حاجة للصياغة الحداثية لكي لا يملأوا عقول الناس بأفكار مغلوطة أو معطيات معرفية علمية غير سليمة عن الطبيعة والوجود. نحن نقر بوجود فجوة بين العلم الطبيعي والعلم الديني نحتاج لتجسيرها وتضييقها. وتتجسر هذه الهوة بالبحث في العالم الطبيعي في النفس البشرية والبحث في البعد الروحي للإنسان وفي البعد الروحي للوجود بصورة عامة. على العلم أن يبحث كذلك في السعادة نفسها كغاية، أي أن يبحث في أي نوع من السعادة هو ما يحتاج الناس إليه. (من هذا الباب، باب النفع، قبل وليم جيمس بالتجربة الدينية كتجربة حقيقية في حياة البشر) غير أن العلم ولليوم يعتبر سعادة البشر هي في الإكتفاء المادي فقط ويتعامل مع البشر ككائنات أكثر تطورا وأكثر ذكاء. فعبر العلم يمكننا أن نبني مفاهيم دينية وتصورات حداثية علمية نواجه بها المد الإلحادي الذي يجتاح العالم هذه الأيام والذي تشكل اللاعقلانية واللاعلمية التي تكتنف التصورات الدينية واحدة من اقوى اسبابه. إنه لمن الضرورة بمكان أن نبحث في الظواهر الغريبة، إذ لا خوف على العقل الإنساني من أن يُخْدَع بواسطة ما نعتقده خطأ في بعض ممارسات أصحاب المواهب الروحية. [email protected]