رئيسنا الباسل قال - وهو يتقمص دور الطباخ الحريف ماريو باتالي- وبثقة يحسد عليها: أكلوا الكاتشاب السوداني مطمئنين .. قبلها أفتى سعادته في الهوت دوق.. ربما هناك (روايش) حديث لم يصلنا عن الملوخية والباذنجان والدجاج (المكرفس).. يبدو ان البطن الرئاسية صاحت عصافيرها وهي تتوق لأكلة (مدنكلة).. ايها السادة سمعنا عن (طباخ الرئيس) .. لكننا لم سمع قط عن (الرئيس الطباخ) الا هنا في بلاد أليس .. بلاد تحكمها العجائب.. عندما قرأت تصريح (البشير بامر الله) بخصوص الكاتشب اندهشت لان الشعب لا يجد ما ياكله ..ويحدثنا رئيسنا (الظافر بامر الله) عن (المحدقات) و(فاتحات) الشهية ومحببات الاكل.. الحسانية في شنو وزعيمنا الهمام في شنو.. وكما قال حمد الريح انتو في وادي ونحنا في وادي .. تذكرت المقولة الشهيرة لماري انطوانيت عندما احتج الشعب لعدم وجود خبز قالت ببساطة : اذا لم يكن هناك خبز.. فلياكلوا البسكويت .. الان العبارة صارت الكاتشب بدلا عن البسكويت.. السؤال بماذا ناكل الكاتشب سيدي الرئيس؟ وانتم تعلمون ان الشعب النبيل قاطبة يأكل الفول في الفطور والعشاء و يفط وجبة الغداء.. وانت تدرون ان الشعب المقهور في أجزاء واسعة من بلاد (الدواس القبلي) لايجد ما يسد الرمق.. ويقيم الاود.. وان داء السل قد نصب خيامة وطاب له في الاجساد الواهنة والجثامين الخائرة والابدان الضامرة التى اضناها الجوع وهزتها المسغبة.. ولا يستوطن داء السل الا عندما ينعدم الغذاء وتقل المؤنة و ينفد التشوين الغذائي .. ونحن الان في مرحلة الفقر والاملاق .. وفترة العوز والضيق.. ففي هذه الحقبة لا صوت يعلو فوق صوت فتة الفول وشوربة العدس وملاح التقلية وجميعها لا تستساغ مع الكاتشب.. سيدي الرئيس المبجل في عهدكم المترف نجد الكلاب تتنازع على العصيدة.. اكرر تتنازع على العصيدة ونسيت اللحم والشحم والعظم .. هذه هي الكلاب فما بالكم بنا نحن البشر.. ايها السادة.. الكاتشب في حد ذاته ليس باكل انما يصنف ضمن الاطعمة المساندة.. التى تفتح الشهية وتضفي مذاقا طيبا على الاكل.. وعادة ما يستخدم مع اللحوم المطبوخة والاطعمة الفاخرة.. اين هي اللحوم والاطعمة الفاخرة التى ياكلها العوام .. اذا كان الحصول على طبق الفول اصبح من الترف.. وهوالطبق المهيمن في المائدة .. فكرة مصنع الكاتشب أساسا فكرة خاطئة.. فمصنع الكاتشب يعني الاستثمار في المنتج الزراعي.. اذا المزارع نفسه يعيش في ظروف بالغة السوء والتعقيد.. ومهدد بالسجن والتشريد وضياع المستقبل.. انظروا ماذا قال النائب البرلماني وهو يصف السجون المكسدة بالمزارعين : علي الحكومة بناء سجون جديدة للمزارعين المعسرين او تحويلهم لاستاد القضارف.. البرلمان يحاول ايجاد حل للمزارعين المكدسين في المخافر والسجون.. ومعروف ان المواد الخام لصناعة الكاتشوب هو الطماطم .. والطماطم (عايز) بذرة والبذرة (عايزة) موية والموية (عايزة) مجهود.. والمجهود عند المزراع.. والمزارع في السجن .. والسجن عايز توسعة.. هذه هي دورة الكاتشب .. اضف ان السودان دولة لا تصنف من الدول الجيدة لزراعة الطماطم ..مناخنا حار لا يتناسب مع زراعتة البتة الا في شهور قلائل معدودات.. والكليو الواحد منه في الصيف سعره اعلى من سعر اللحم.. اي ان قنينة الكاتشب في الصيف سيعادل سعرها 80 جنيه فما فوق .. ففي هذه الحالة علام نشترى الكاتشب من الافضل ان نشتري لحم الضان الهش والرخو .. سيدي الرئيس حدث شعبك الجائع على الطريقة المثلى لعمل فتة الفول بالدكوة واليمون والبصل و(موية) الجبنة وستجد من ملايين الاذان وهي تصغي لك وبانتباه شديد.. اما الحديث عن الكاتشب والمايونيز والصوص الاندونيسي سيغني الشعب كما ام كلثوم: كاتشب ايه اللي انت جاي تقول عليه.. [email protected]