@ لم يعد امر تشكيل و اعلان الحكومة الجديدة بالشأن الجدير بإهتمام المواطن السوداني الذي تأكد له بأنه لا يوجد هنالك ضوء في نهاية النفق السياسي الذي تسير فيه الحكومة و القوي السياسية . حزب المؤتمر الحاكم يستمد الضعف الذي فيه الآن من ضعف القوي السياسية التي عمل فيها تشتيتا و تمزيقا و إضعافا . في الساحة السياسية لا يوجد حزبا سودانيا قويا واحدا بمن فيهم الحزب الحاكم .قضية المحاصصة الآن هي التي تشغل بال الاحزاب المشاركة والتي تؤكد عدم جديتها بالمشاركة المبدئية و تطالعنا الصحف اليومية كل يوم بتهديدات الانسحاب و استقالات وسط النواب .من ناحية (ديمقراطية) اكتسح الحزب الحاكم غالبية مقاعد البرلمان (بكافة الاساليب )مما يبيح لهم تشكيل الحكومة بلا مشاركة او ائتلاف وهذا هو الامر الذي يجب أن يحدث و من خلال مؤتمر الحوار الوطني يجب علي الحزب أن يعمل علي ظهور معارضة حقيقية علي الاقل في المرحلة الراهنة وليس بالضرورة إفسادها بالمشاركة التي ستكون ضعفا علي الحكومة وعلي المعارضة. @ الحكومة حتي كتابة هذا العمود لا تملك توقيتا محددا لتشكيل و اعلان الوزارة الجديدة و كل ما هنالك ، أنه و في أي لحظة يمكن أن يتم تشكيل و إعلان الحكومة لأنها تاتي نتيجة رد فعل وليس اتفاق لم و لن يحدث . من جانب الحكومة هنالك ضغوط تمارس من قبل الذين ذاقوا عسالة السلطة ولا يريدون مغادرتها و يمارسون في اساليب اخري للبقاء في التشكيلة الجديدة خاصة مجموعة الولاة الذين يؤملون أن لا يتجاوزهم الاختيار الامر الذي دفع مساعد الرئيس بأن يوعدهم بأنهم باقون في مواقعهم ولا يوجد أي تفكير في تغيير الولاة ، قد تكون وعود مخارجة من (المساعد) الذي لا يملك الحق في بقاء الولاة او تغييرهم . الامر الطبيعي الذي يتبادر للذهن أن الحكومة و هي تضع تشكيل الوزارة الجديدة واعلانها أمر لابد منه ، كان من الاولي محاسبة الحكومة (المقالة) انجازاتها و اخفاقاتها و ميزانيتها و حساب المراجع العام حتي يدرك القادم الجديد بأنه امام محاسبة دقيقة و كل الولايات احتلت في تقرير المراجع العام حيزا من المخالفات و التجاوزات لابد من تقديمها للقضاء . إذا كانت الحكومة حريصة علي اعلان الوزارة الجديدة فالشعب يريد المحاسبة قبل التسليم و التسلم . @ الامر الذي يؤسف له حقا ، أنه لا توجد استراتيجية قومية للحكومة تتنزل علي كل مستويات الحكم و كل ما في الامر إنها فوضي الكل يعمل بمنهجه وطريقته و اسلوبه حتي اتسع الرتق علي الراتق وأصبحت الدولة تدير الامور بطريقة (رزق اليوم باليوم) .واصبحت البلاد مفتوحة علي مصراعيها للاجئين بلا ضوابط حتي تستأثر السلطات بالدعم الدولاري الذي تدفعه مفوضيات اللاجئين . انتشرت علي كل الحدود عصابات تهريب البشر التي كونت لها بعض المليشيات التي صارت تتحكم في هذه التجارة . الجريمة المنظمة اصبحت تنطلق من السودان الذي اصبح معبر لاضخم تجارة مخدرات نحو العالم بالاضافة الي ان السودان اصبح مركز جذب لمزوري العملات و المستندات وصناعة المخدرات و كل اشكال الجريمة . الحكومة القادمة يجب أن تضع حدا لهذه الفوضي التي ادخلت جريمة منظمة لم تشهدها البلاد من قبل . الحكومة يجب أن تتراجع عن سياستها تجاه المعارضة والتي هي جزء أصيل من الحكم ولابد من الاستهداء برأيها من اجل مصلحة البلاد . انتهي عهد المحاصصات ودق اسفين بين القوي المعارضة لأنه لم يعد في عمر السودان بقية و كل الاخطار تحاصرنا من كل الجهات وأصبحنا نواجه سئوال نكون او لا نكون . @ يا مكاوي .. الطرق تهون عليك كدا ، ما عملتش لها حاجة !! [email protected]