كتب ..تداعيات بمناسبة حصول طالب من معسكر النازحين بابي شوك علي المركز الاول علي نطاق ولاية شمال دارفور ..... طالب الاساس بمعسكر ابوشوك الأول علي لجنة شمال دارفور ذكرني هذا الطالب عندما كنت قد احرزت المرتبة الاولي في مديرية جنوب دارفور وقتها كنت سايق كارو بتاع خضار جاي من جنينة عمنا زكريا سيف الدين في قرية بليل شرق نيالا لاقتني اختي الكبري بالخبر و أخبرتني بالموضوع واني لازم امشي البس كويس و امشي المدرسة رفضت و مشيت المدرسة بالكارو ربطت حصاني في عمود النور قريبا من المدرسة (مدرسة الثورة المتوسطة) ووقتها صفق لي الجميع ليس علي النتيجة فحسب بل علي الهيئة التي أتيت عليها. أذكر من دفعتنا أبناء كبار التجار و الموظفين فكيف لابن عامل أن يحرز تلك النتيجة؟ . قدم لي المحافظ جائزة سخية قدرها 7 جنيهات هذه الهدية كانت وراء نجاحاتي الأكاديمية لاحقا. تلك الهدية غيرت نوعية ملابسي و اهديت منها 3 جنيهات للوالدة التي كانت لا تعرف القراءة و الكتابة لكنها كانت تشجعني علي الدراسة. الظريف بعد ما دخلنا مدرسة نيالا الثانوية و كنا في الاسبوع الاول وجدت بعض الطلاب في المزيرة يتحدثون عن أن أول اللجنة محمد عبدالله شريف هذا والدته مديرة مدرسة ووالده مشرف تربوي و الا لما تحصل علي تلك النتيجة. شرحت لهم أنني محمد و أن والدتي أمية ووالدي عامل بناء فكان الاستغراب باديا علي وجوههم. تلك كانت نيالا و كانت الفوارق الطبقية لا تؤثر علي التحصيل الاكاديمي وما كان لها أن تكون إلا في زمن الغوغائية الانقاذيون و من حينها خطر ببالي أن أقدم جائزة سنوية باسم دكتور محمد عبدالله شريف قدرها 300 دولار تسلم سنويا لافضل طالب من السنة الاولي الي الثامنة في مدرسة حي المجلس الابتدائية. فلتكن هذه القصة نبراسا لكل طالب فقير في زمن ترفع الانقاذيون عن تاريخهم فمن كان يعمل والده في مزرعة للألبان أو حارسا للصيد أو عاملا في السكة حديد أن يفتخر بماضيه. حتما هذا الطالب النابغة ال ابوشوكي و بهذه النتيجة ينتقم من جلاديه الذين يموتون بالعشرات في الدعم السريع في معارك من صنع كبار المجرمين في الخرطوم. ....