كما صرح السادة بوزارة المعادن فإن هنالك حوالي 480 شركة تعمل بالسودان للتعدين عن الذهب وغيره. وذلك يطرح سؤالاً خطيراً ألا وهو كم مقدار من هذه المادة يستخدم في استخلاص ما يوازي إنتاج السودان للعام الماضي المقدر ب105 طن كما صرح بذلك المسؤولون بالوزارة؟ يقول المختصون بأن تلك الكمية من الذهب تحتاج إلى حوالي 82 طناً من مادة السيانايد الشديدة السمية والقاتلة والمستخدمة في الإعدامات والأسلحة الكيمائية الخطرة. فالولاية الشمالية مثلاً بها حوالي 31 شركة يستخدم كلها أو جُلُّها هذه المادة . هذا فضلاً عن المعدنيين الأهليين المستخدمين لمادة الزئبق الخطرة أيضاً ، ولهذا السبب فقد تحركت كل القرى للوقوف صفاً منيعاً ضد هذه الشركات ، كما حدث بالقرى الست بمنطقة صواردة بتاريخ الثامن من أبريل الجاري. وبالأمس القريب زارت لجنة مكونة من 15 شخصاً مسؤولاً باللجان الشعبية في قرى "عمارة وارنتي وعبري" مصنع الأنفال الذي يقع غرب مشيختي عمارة وارنتي لتقصي الحقائق ومعرفة ما يدور فيها؟ ولقد تأكد الوفد من هول الصدمة حيث أعترف مدير الشركة محمد الباقر بأن الشركة تستخدم مادة السيانايد القاتلة وتقوم بتكويم بقايا الكرتة في حفرة بجوار ضفة النيل الغربية دون أي معالجات علمية صارمة كما تقتضي القوانين الدولية. وما أصاب الوفد أكثر بالدهشة هو أن مدير الشركة قد أقر بأنه لا يملك أي وثيقة أو مستند يمنحه حق استخدام هذا المكان للتنقيب عن الذهب، حيث رد عليهم المدير بأن معتمد حلفا السابق المدعو "هادي قفيص" هو من سمح لهم بالتنقيب في هذا المكان "الكيلو 207" بدلاً عن "الكيلو 190" بقرية "حميد " ، قائلاً لهم :(إن أهالي أرنتي هم أهلي وعشيرتي وانا واثق بأنكم لن تقوموا بعمل يضر بهم، وبدوري سوف أتدخل لحل أي خلاف يطرأ بينكم وبينهم!) وهذا الاعتراف من المدير يعني أن بعض أبناء المنقطة هم من يساهمون وبجدارة في حرقها وتلويثها وإمراض وموت أهلها . والغريب أن المدير يعترف بأنه قد سلم المدعو " أبورنات" المستندات الخاصة بالمصنع من قبل في الوقت الذي يرد فيه على الوفد الشرعى بأنه لا يملك أي وثيقة للمصنع. ومتلازماً مع هذه الزيارة كان نفوق كميات ضخمة من الأسماك في البحيرة النوبية جنوبحلفا نتيجة لاستخدام الشركات التي تعمل هنالك مادة السياايد ، وتصريفها للمياه الملوثة في البحيرة. ولقد تكررت الظاهرة كثيراً حيث كان آخرها في يوليو من عام 2015م فإلى أين يسوق هؤلاء الوطن؟ ولماذا كانت إشارة المعتمد هادى للشركة للتنقيب بهذه المنطقة القريبة والغنية بالآثارات ؟؟ الميدان