أعلن جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج عن تشكيل لجنة مشتركة لتطبيق نظام حافز تحويلات أموال العاملين بالخارج عبر القنوات الرسمية، فيما كشف عن تحسن كبير في تحويلات المغتربين. وقال دكتور كرار التهامي الأمين العام للجهاز أن اللجنة تضم بنك السودان المركزي ووزارة المالية وجهاز المغتربين لدراسة وكيفية تطبيق السياسات التي أعلنها البنك المركزي مؤخرا بشأن تطبيق حوافز تحويلات المغتربين عبر البنوك والقنوات الرسمية خلال فترة وجيزة، كاشفا عن شروعهم في وضع حزمة سياسات لربط التحويلات بالمنظومة الاقتصادية لاقتصاد الهجرة بالتنسيق مع الجهات المختصة لرفع عائدات التحويلات والاستفادة منها. وتوقع التهامي إزدياد تحسن تحويلات المغتربين حال تطبيق السياسيات بشكل منضبط وراشد خلال الفترة المقبلة إنتهى الخبر ... والذي ورد صباح اليوم وأعادت نشره الراكوبة التي تلامس عيون المغتربين في كل مكان ! اللجنة التي جاء تشكيلها في تصريحات السيد الأمين العام هي حقيقة ستبت في شأن هو كالمولد والذي صاحبه غائب ..وهي لجنة أفندية بروقراطية هدفها الأول وهمها الأسمى رفد مصارف الدولة وغيرها بمدخرات السواد الأعظم من الذين أصبحت دخولهم على مختلف قطاعاتهم كرغوة الصابون لا تلبث أن تتبخر في كف الإستلام من مصارف الرواتب قبل أن تصل الى الجيوب ..! الان المغترب لم يعد يا سادة يفكر في الإدخار بقدرما همه اصبح منصبا في الخروج من ورطات الإستدانة التي باتت بندا ثابتا في أوائل كل شهر لسد الفجوة مابين الدخل والمنصرف الذي تضاعفت أعباؤه على تلك الكواهل التي أمالها تطاول الزمن بهم في شتات الهجرة وتفاقم المسئؤليات التي جعلت رأس المنصرف أكبر عن طاقية الدخل بكثير ! حالة المغترب يا سادة لن تفلح لجان الأفندية في تقييمها بعيدا عن وجود ممثلين حقيقين من ثنايا مجتمع الغربة المسحوق وليسوا ممثلي الصفوة الذين يتحدثون بإسم المغترب في مؤتمرات القاعات البعيدة عن واقع الذين يعملون في هجير العذاب وصحارى الرعي ويقبع أصبعهم الدامي بضعفه تحت أضراس بعض الكفلاء الذين يمتصون لحم تلك الأصابع ويعيدونها عظما يابسا في بعض البلاد ! كثيرا ما تحدثنا عن أن المغترب لن يحك جلده مثل ظفره ولن تتحقق له كينونته التي تضمن له حقوقه إلا إذا أصبح قوة مطلبية ضاغطة ممثلا لنفسه بنفسه في كل الكيانات التي تقرر في شأنه ومستقبل حياته وعلاقته بالدولة ! فجهاز المغتربين الحالي لن يفي بتلك المهمة في غياب اهل المولد ولا يكفي أن يكون أمينه أو بعض موظفيه أنهم كانوا مغتربين وطبعا من طبقة Vip.. ولن تجدي نفعا مناورات السياسات الآنية التي تهرع بها الدولة لإنقاذ ذاتها من معضلاتها المتجددة في ظل تدنى حالة الإقتصاد الداخلي بمحاولة مد اليد الى جيوب المغتربين المثقوبة ..ولابد من تطوير العلاقة البينية لتصبح لها استراتيجيات بعيدة المدى يكون فيها الإنتفاع المتبادل كعلاج نهائي لصداع الطرفين بدلا عن المسكنات التي تزيل الآعراض وتبقي على الأسباب لتتجدد كلما ضعفت مقاومة جسد الدولة لعلاتها فتلجأ الى تلك المعالجات التي أثبتت عدم جدواها بل فقدت مصداقيتها عند الطرف الأضعف الذي يئن تحت وطأة ظروفه المتكالبة عليه في غربته وتزداد ثقلا عند عودته ! [email protected]