رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستاذ علي محمود حسنين في حوار عاصف الجزء الثاني : هذا النظام ضعيف ومرفوض جماهيرياً ومعزول اقليمياً ومدان دولياً.. الجبهة العريضة تمثل كل الشعب السوداني ولن تتحول إلى حزب.
نشر في الراكوبة يوم 02 - 12 - 2010


علي محمود حسنين وحوار حول الجبهة العريضة(2)
هذا النظام ضعيف ومرفوض جماهيرياً ومعزول اقليمياً ومدان دولياً
الجبهة العريضة تمثل كل الشعب السوداني ولن تتحول إلى حزب
لابد من إعادة هيكلة الدولة وإقامة نظام فيدرالي
عبدالوهاب همت
[email protected]
ظل الرجل عدواً لدوداً لكل الديكتاتوريات ينازلها في سوح القضاء بكل ما يملك من تجارب قانونية ثرة جعلته رقماً لايمكن تجاوزه بين رجالات القانون، تجده في مقدمة صفوف المدافعين عن نشطاء حقوق الانسان أو المعتقلين أو السجناء السياسيين. وبعيداً عن أية انتماءات قبلية أو سياسية، عرفته سجون كل الديكتاتوريات ورغم تقدمه في السن إلا أن ذلك لم يكسبه
سوى المزيد من الاصرار والمثابرة يتحرك بطاقة تحسده عليها وبذهن صافٍ ومفتوح تختلف معه أو تتفق معه إلا أنه ما من خيار لك إلا وأن تحترمه، هو الرجل الثاني في الحزب الاتحادي الديمقراطي ورغم أن رئيس حزبه مترنح مابين خانتي المعارضة والحكومة إلا أن الصورة واضحة بالنسبة للرجل، وقد كان حريصاً أن يسمي الأشياء بمسمياتها متحدثاً عن المنطقة الرمادية التي قال أنها ليست منطقته فأما أبيض وإما أسود.
صاحب تكوين الجبهة الوطنية العريضة في أواخر أكتوبر الماضي غموض شديد هناك من أيدها دونما تحفظ وهناك من عارضها بعنف باعتبار أنهم لم يكونوا السباقين بالمشاركة فيها، وهناك من وقف موقفاً معتدلاً إلى حين. (أجراس الحرية) ذهبت إلى الرجل وطرحت عليه كل الأسئلة، وقد دافع الرجل عن فكرته ولماذا عارض قادة الأحزاب السياسية طرح الجبهة العريضة، وهل للجبهة العريضة وجود في السودان؟ وهل هناك نية لتحويل هذه الجبهة إلى حزب سياسي؟ ماهي صحة الدعم الذي قدمته الحكومه الليبية للجبهة العريضة؟ ولماذا ترفض الجبهة العريضة التحاور مع النظام، ولماذا رفعت شعار اسقاط النظام منذ يومها الأول؟ ومن سيحكم إذا وصلت الجبهة العريضة إلى سدة الحكم وكيف ستحكم؟ وماهي مصادر التشريع لتلك الدولة؟ موقفها من المهمشين وكيف سيكون شكل العلاقات الخارجية؟ وماهو الموقف من جامعة الدول العربية وهل ستقاطعها الجبهة العريضة؟ وهل ستنتهج الدولة الجديدة سياسة السوق الحر أم أنها ستنتهج النهج الاشتراكي؟ كل هذه الأسئلة أجاب عليها الرجل برحابة صدر وأريحية سودانية.
أجرى الحوار/ عبدالوهاب همت
[email protected]
**يقال بأن هناك أحزاباً أصدرت بيانات تقاطع الجبهة الوطنية العريضة ،لماذا حدث ذلك برأيك؟
- لا أعتقد أن هذه الأحزاب جادة, وليست كل كل الأحزاب أصدرت بيانات تقاطع الجبهة العريضة, هناك أفراد صدرت منهم أراء ولكن لا أعتقد أنهم يؤمنون بالبيانات التي أصدروها ولا أعتقد أنهم جادون فيما طرحوه وأي كان موقفهم فنحن نرى أن كل انسان لديه كيان سوداني يمكن أن يعمل في مقتدر سقفه ونحن لانعترض على قدراتهم ولا على سقوفاتهم، ونرى أنها مرحلة من مراحل العمل الذي تقوم به الجبهة وهو اسقاط النظام، ونرى أن مايقومون به هو خطوات تمهيدية لعمل الجبهة الوطنية العريضة.
**هل تعتقد بأن قيادات الأحزاب التي قاطعت الجبهة الوطنية العريضة فعلت ذلك لأنها لم تشارك في هذا العمل منذ بدايته لأنها تكون في المقدمة، كيف تقرأ هذا الموقف ؟
- أعتقد أن هذه البيانات التي صدرت حتى من وقفوا من ورائها غير جادين, ولكنها نوع من الدفاع عن النفس في مواجهة الطغمة المستبدة الحاكمة في الخرطوم, ولأبد أن يقولوا مثل هذا الحديث حتى يؤمنوا أنفسهم في مواجهة الأجهزة الأمنية في الخرطوم وبالتالي أنا لايمكن أن أفهمها كمعارضة للجبهة العريضة أو لطرحها إنما أفهمها بأنها نوع من الدفاع عن النفس.
* هل وصلتكم أية مبادرات ترحيب حول قيام الجبهة العريضة؟
- نعم.. أنا على اتصال مع كثيرين من قيادات الأحزاب السودانية وهم يرحبون ويؤيدون ويدعمون هذا الأمر ولكني لا أعلن عن هذا حماية لهم من بطش السلطة.
* في مرحلة من المراحل هل يمكن للجبهة الوطنية العريضة أن تقوم بالتنسيق أو الاندماج أو التحالف مع كيانات أخرى معارضة كتحالف جوبا مثلاً؟
- نحن لانندمج، نحن نمثل الشعب السوداني كله وندعو لاسقاط النظام، ولانندمج أساساً لأننا نقول يجب اسقاط النظام لا التحاور معه وأية قوى سياسية منظمة أو غير منظمة تؤمن بهذين المبدئين اسقاط النظام وعدم التحاور معه، نعتبر هؤلاء ليس بيننا وبينهم أية فواصل أو تباعد، نحن كيان واحد, وهي جبهة عريضة تضم الجميع, ونحن حددنا هدفنا في عدم التحاور مع النظام والعمل على اسقاطه.
والأخوة في الداخل لأسباب معروفة لايستطيعون أن يطرحوا مثل هذا الطرح والآن يعترضون على سياسات النظام رغم أن هذه الاعتراضات لاتؤدي إلى اسقاط النظام, لكن نعتبرها خطوة تمهيدية لاسقاط النظام. وهي خطوة في النهاية تصب في خانة الجبهة الوطنية العريضة.
** قادة التجمع الوطني "مجهول المصير" أو تحالف جوبا يعتبرون أن كل الطرق التي كانت ستؤدي إلى اسقاط النظام عسكرياً قد أُغلقت بعد اقتراب النظام من تشاد وأرتريا ويوغندا.. وأن الحديث عن اسقاط النظام يعتبر نوعاً من مضيعة الوقت والجهود.. هل توافق؟
- الذين يقولون بأن فرص اسقاط النظام قد انتهت إنما يشيعون الاحباط والخذلان بين صفوف الشعب السوداني وهذا استسلام في وجه نظام الانقاذ, نحن لا ولن نرفع الراية البيضاء لنظام الانقاذ, بل ونعتبر هذا النظام ضعيف ومتمزق داخلياً ومرفوض جماهيرياً ومعزول اقليمياً ومدان دولياً.
هذا نظام لايستطيع أن يبقى بعد أن قاد السودان إلى الهلاك والانقسام, والحديث عن استحالة ازالة هذا النظام ينطوي على خذلان مزري، ولعل مثل هذا الخذلان هو الذي دفع قيادة الجبهة الوطنية العريضة إلى أن يتقدموا الصفوف ليقضوا على مثل الخذلان والاحباط والانهيار الذي يشيعه المتخاذلون. هذا النظام ضعيف ونحن الآن في مرحلة نريد أن نعيد للشعب السوداني ثقته في نفسه وتحديد وجهته تجاه هذا النظام, وقد قطعنا شوطاً بعيداً في الأمر, وأعتقد أن النظام سيسقط دونما عراك طويل, والقضية الأولى هي اقتناع الشعب السوداني بأن هذا النظام يجب أن يذهب. ونحن أساساً إذا كنا قد وصلنا إلى هذه القناعة هذا النظام لن يزيد عمره على اليوم الواحد في السودان لان ارادة الشعب الغالبة والغلابة قادرة على الاطاحة بهذا النظام، وحتى مؤسسات الدوله ورغم أنها قامت تحت رعاية هذا النظام وموالاته إلا أنها في نهاية الأمر جزء من النظام ويعرفون جيداً مدى الخراب الذي عم كل المرافق بسبب سياسات النظام. وفي النهاية لأبد أن تنهض فيهم نوازع الخير سواء أكانوا قوات نظامية أو في الخدمة المدنية، وأساساً لابد أن تنتصر نوازع الخير إذا ما التف الشعب السوداني الحر الأبي في موقف واحد واضح ومحدد يدعو لازالة هذا النظام أو عدم الاعتراف به والتعامل معه.
كل الشعب السوداني قد لاحظنا عندما قامت انتفاضة مارس أبريل 1985 أو في ثورة أكتوبر 1964 خرج الشعب بكافة قطاعاته ووقفت عناصر كثيرة من القوات المسلحه بعد أن كانوا جزءاً من النظام المندحر لكنهم في نهاية المطاف انحازوا إلى صفوف الشعب السوداني.. وكثير من القوات كانت جزءاً أصيلاً من النظام المندحر، هناك من كان في السلطة مع مايو أو في السلطة مع إبراهيم عبود ولكن عندما استبان لهم الأمر وحسم الشعب أمره انحازوا له، وبالتالي فإن الكثيرين من الذين يساندون النظام الآن وعندما يقول الشعب كلمته حول الجبهة الوطنية العريضة لابد أن ينحاز هؤلاء لرغبة الشعب، وفي نهاية المطاف سيجد قادة الانقاذ أنفسهم هاربين ومذعورين من غضبة الشعب ولن يجدوا لأنفسهم ملاذاً يأويهم أو مكاناً ينحشرون فيه, هذا أمر أكاد أراه رأي العين أمامي الآن.
** لكن يا أستاذ علي محمود يلاحظ أن تجربة التجمع الوطني في عام 1989 وهي التي شهدت انضمام كل الأحزاب السودانية والنقابات والقوى الحية وبعض قادة القوات المسلحة.. وانتظر الناس التجمع لتخليصهم من هذا النظام والذي كان في أكثر لحظات ضعفه من الآن لكن ذلك لم يحدث ألا تتوقع حدوث نفس الشيء مع جبهتكم العريضة؟
- أساساً التجمع بدأ ضخماً وكانت له من الامكانيات والآليات مايجعله يسقط هذا النظام ووجد من الدعم الاقليمي ومن دول الجوار ومن المجتمع الدولي الدعم الذي لم تجده أية معارضة من قبل ولكن الخذلان قد دب في داخل التجمع نفسه عندما تخلى عن أطروحاته ومواقفه وبدأ في محاورة النظام ومشاركة النظام وتفتت تنظيماً وراء تنظيم وانهارت قيادة وراء قيادة وبالتالي فالتجمع الذي بدأ بشعار سلم تسلم بدأ في نهاية المطاف في التحاور مع النظام بل وشارك في النظام وأصبح جزءاً منه. والخلل هنا في حقيقة الأمر في أداء التجمع، ولعل التجمع كان يتكون أساساً من قيادات لم تنشيء قواعد جماهيرية والتفافاً حولها وبالتالي كان التجمع كنادٍ للقيادات ونحن الآن لانريد أن نخلق نادٍ آخر للقيادات, نحن الآن في هذه الجبهة التي تقوم على الانسان السوداني وكل الشعب السوداني هدفنا تمليك القضية للشعب نفسه لذلك ليس هناك اي أمل أو أية فرصة للخذلان وإن تخاذل أي رمز من رموز الجبهة الوطنية العريضة فليذهب غير مأسوف عليه, ولكن هذا لن يؤثر على الجبهة الوطنية العريضة لأن هذه الجبهة أساسها هو الشعب السوداني.
** مقاطعه من المحرر.... لكن قيادات التجمع كانت تمثل أحزابها ولاتمثل نفسها؟
- هذا صحيح، ولكن قيادات الأحزاب لم تكن على صلة بقواعدها, هناك جفوة حقيقية كانت بين قيادات الأحزاب وبين قواعدها, وبالتالي التجمع لم تكن له فروع قاعدية ولم تكن له جماهير وسط الشعب السوداني تلتف حوله. كانت القيادات إما قيادات عليا أو بعض القيادات الوسيطة هي التي كانت جزءاً من التجمع. نحن الآن الانسان السوداني البسيط الموجود في الجنينة وطوكر وحلفا وأبوحمد والرهد ونملي هو المكون للجبهة العريضة، وعضوية الجبهة العريضة اختصاراً هي الانسان السوداني، بينما عضوية التجمع كانت قيادات الأحزاب التي ليست لها علاقة فاعلة بعضويتها ولم تنجح في تفعيل هذه القواعد في اطار عمل التجمع الوطني الديمقراطي. لذلك فإن التجمع كان تنظيماً فوقياً في جوهره ولم يكن تنظيماً قاعدياً وأنت تفترض باعتبار أنه تنظيم للأحزاب فإنه بالضرورة أن تلتف حوله جماهير هذه الأحزاب، ولكن واقعنا السياسي يقول غير ذلك, جماهير هذه الأحزاب لم تكن تصطف حول قياداتها ولم تكن تتفاعل مع التجمع الوطني الديمقراطي. كانت تنتظر قياداتها وماذا ستفعل هذه القيادات ولكنها لم تكن جزءاً منها.
** إذا اعتبرنا أن هذه قواعد منظمة في الأحزاب تأتمر بأمر قيادتها كيف ستكون الجبهة العريضة وكيف سيتبعها الناس؟
- أولاً.. جماهير الأحزاب كلها جماهير سودانية قبل أن تكون جماهير حزبية وهي مرتبطة بالخط الوطني والخط السوداني أكثر من ارتباطها بقيادات الأحزاب والأحزاب بدأت أصلاً في السودان عام 1944 والحركة الاتحادية بدأت حينها أعقبها حزب الأمة في العام 1945 وتلاهما الحزب الشيوعي في العام 1946 وهذا على سبيل المثال لا الحصر والسودان كان موجوداً قبل قيام هذه الأحزاب والقضية السودانية كانت موجودة قبل الأحزاب وقد حدثت انتفاضات وثورات وهبات كثيرة لمصلحة الشعب السوداني تمثلت في حركة الثائر عبدالقادر ودحبوبة وحركة اللواء الابيض عام 1924 وهذه كلها كانت نشاطات شعبية كبيرة جداً في السودان الحديث وكان لها دور في السودان الحديث قبل نشوء الأحزاب نفسها وبالتالي فإن انتماء الشعب السوداني للسودان وللقضية الوطنية سابق للانتماء للأحزاب، والأحزاب نشأت كي تنظم العمل الوطني وان لم تستطع فعلى الشعب السوداني أن يتحرك..
** أعضاء الأحزاب السودانية ظلوا أعداداً كبيرة منهم من تنادى بالاصلاح داخل أحزابهم وأنتم تطرقتم لهذا الأمر في طرح الجبهة العريضة.. هل يمكن أن توضح لنا ماتودون القيام به؟
- نحن نعلم بأن أعضاء الأحزاب السودانية يواجهون مشاكل كبيرة داخل أحزابهم وعليهم السعي وبجدية في العمل على اصلاح أحزابهم من الداخل وهذا أمر نحن ندعوهم اليه ونؤيدهم فيه بكل ما نملك وهذه مهمة شاقة تحتاج لجهود جبارة لكنها في الأخير ستأتي بنتيجة ونحن نطالب المواطن السوداني التحرك من أجل قضية الوطن وإذا ما ضاع الوطن فإن الأحزاب سيكون مصيرها كمصير الوطن لأن الأحزاب تعمل في سبيل الوطن, أما إذا كان هذا الوطن غير موجود وضاع نتيجة تقسيمه وشرذمته فلا مجال للأحزاب للتحرك في وطن ضائع، لذلك طرحنا الآن موجه إلى الانسان السوداني والذي ينبغي عليه أن يضع مصلحة الوطن فوق مصلحة قيادات الأحزاب وإذا ماتطابقت مصلحة الوطن مع مصلحة الأحزاب فلن يعد ثمة صراع ولكن إذا حدث الصراع مابين مصلحة القيادات ومصلحة الوطن فلابد أن تعلو مصلحة الوطن على مصلحة الأحزاب وقياداتها، وأعتقد أن هذا الفهم الآن تستوعبه جماهير الأحزاب كالحركة الاتحادية والأنصارية وأحزاب وحركات اليسار والحركة الاسلامية المستنيرة الآن تفهم هذا وهي قادرة وراغبة في أن تلتقي في سبيل مصلحة الوطن قبل الاصطفاف حول قيادات أحزابها, وهذا لايعني أننا نصارع الأحزاب, أننا ندعو إلى تكون الأحزاب جزءاً من هذه الجبهة ومستعدين للتعاون معها ومع قياداتها إذا ما ارتضت بأهداف الجبهة العريضة ونريد اصلاحاً حزبياً شاملاً لتكون الأحزاب قادرة على حماية النظام الديمقراطي, ولعلك أو أطلعت على أهداف الجبهة العريضة التي سوف نعمل على تنفيذها عند اسقاط النظام تأكد أنه بين أهدافنا الأساسية هو اصلاح العمل الحزبي في السودان لتكون أحزابنا ديمقراطية حقيقية ترتبط فيها القاعدة بالقيادة, ونحن لانتدخل في صميم عمل الأحزاب أو شكلها وهذا يقع ضمن الحريات الأساسية للأحزاب السياسية.
** بعد اعلانكم عن قيام الجبهة العريضة في أواخر أكتوبر 2010 الماضي هل قمتم بالاتصال بقيادة الأحزاب وهل أبدوا موافقة في التعاون معكم؟
- نعم تم اتصال ولكننا كما ذكرت لك لانريد أن نعلن عن فحوى هذه الاتصالات الآن, وقد جاءتنا اتصالات من بعض القيادات الحزبية هنا, كما حضر إلينا مناديب من الأحزاب واتصلوا بنا والاتصالات مستمرة ولن تنقطع, ولكن هدفنا لاتراجع عن اسقاط النظام وعدم التحاور معه وإذا كانت هناك مقررات محدودة أو محاذير أمنية في الداخل لبعض القيادات الحزبية, فنحن نقدر هذا ونتفهمه, لكن هذا لايعني بالضرورة أننا نقبل أي نشاط لايؤدي إلى اسقاط هذا النظام.
** هل يمكن للجبهة العريضة أن تتحول إلى حزب سياسي؟
- هذا أمر سابق لأوانه ولا أعتقد أننا الآن نفكر في هذا الأمر وليس مطروحاً الآن أن تتحول الجبهة العريضة إلى حزب سياسي وهمنا الآن كله منصب في انقاذ السودان من حكم (الانقاذ) واقامة البديل الديمقراطي الصحيح واجراء الانتخابات الديمقراطية بطرق سليمة وعلى أساس حزبي تعددي, لكن الجبهه ليس في مخيلة أحد الآن أن تتحول إلى حزب سياسي, وهدفنا هو دعم الأحزاب ومساعدتها في وضع القوانين لها كي تكون أحزاباً ديمقراطية وتنتخب قياداتها بالطرق الديمقراطية الحقيقية وهي التي تخوض الانتخابات في اطارها التعددي الصحيح والحزب الذي ينال أعلى الأصوات هو الحزب الذي سيحكم السودان, بعد أن نكون قد أصلحنا البيت السوداني باعادة هيكلة الدولة واعادة النظر في كافة القوانين المقيدة للحريات ودعم النظام الفيدرالي الحقيقي والقضاء على نظرية المركز والهامش, والمركز بشكل قاطع واقامة الدوله المدنية التي تتوافر فيها جميع الحقوق والواجبات على أساس المواطنة ويكون التشريع مصدره الارادة الشعبية عبر المؤسسات الدستورية, وعدم استغلال الدين في السياسة على الاطلاق وفي هيكلة الدوله, فاننا ندعو إلى قيام نظام فيدرالي من 7 أقاليم.
*الدعوة إلى تنظيم عمل الأحزاب وافساح المجال للعمل الديمقراطي داخل الأحزاب هل ستبدأ ذلك من داخل حزبكم الاتحادي الديمقراطي ؟
- أنا لا أتحدث الآن كاتحادي ديمقراطي, بل أتحدث كسوداني, الآن انتمي إلى الوطن لأن الانتماء إلى الوطن يسمو فوق كل الانتماءات. الآن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن والانتماء الوطني. أنا أدعو إلى اعادة النظر في قانون الأحزاب حتى تكون الأحزاب ديمقراطية لها مؤتمراتها تنتخب قياداتها بالطرق الصحيحة والسليمة وتكون قياداتها لفترات معلومة, كثرت الأحزاب أم قلت لايهم لكن المهم هو أن النظام الحزبي يجب أن يكون ديمقراطياً لأن النظام الديمقراطي لاتحميه إلا الأحزاب والأحزاب لاتستطيع حماية الأنظمة الديمقراطية إذا كانت تفتقد للديمقراطية في داخل صفوفها, لأن فاقد الشيء لايعطيه. لذلك نحن نريد اقامة نظام ديمقراطي محصن, هذا النظام ليكون ديمقراطياً ومحصناً لابد أن تحميه الأحزاب الديمقراطية الصحيحة, ولابد أن يحسن عن طريق النظام القضائي العادل, وعن طريق التشريعات الديمقراطية الكاملة ولابد من أن يحصن الوعي الجماهيري الديمقراطي الشامل.
هذه كلها عوامل تحسن الممارسة الديمقراطية وتحول دون وقوع انقلابات عسكرية, وإذا ماقام نفر من العسكر أو نفر من الأحزاب الشمولية في محاولة للانقضاض على الديمقراطية كل هذه الأجهزة والأجسام التي ذكرتها ستهب للاجهاز عليه في مهده, لكن لأن أحزابنا معزولة عن قواعدها وهي في كثير من الحالات تفتقد الأداء الديمقراطي الصحيح, هذا أدى إلى الكثير من الصراعات والانقسامات داخلها. وعندما يقع الانقلاب فلن تعارضه هذه الأحزاب ولا قواعدها حتى تتضح سياسات هذا النظام وينشر سمومه, وبعد ذلك يقوم الشعب ليتجمع لمقاومة النظام ثم الاطاحه به, لكن هناك حصانات للنظام الديمقراطي أولاً لايستطيع أحد أن يفكر في انقلاب ولو فكر سيجد الشعب السوداني وعبر أحزابه الديمقراطية الحقيقية وعبر نقاباته, كل هذه الأجهزة ستهب في لحظة الانقلاب ونقضي عليه قضاء نهائياً في اللحظات الأولى ونقبض على الذين يحاولون الاطاحة بالنظام الديمقراطي ونقدمهم للعدالة لينالوا العقاب على يد الأجهزة العدلية المحايدة, لذلك نحن نطالب باعادة النظر في قانون الأحزاب لكي تكون أحزابنا ديمقراطية بنفس القدر نعمل على اعادة المعينات الأخرى كالقضاء وخلافه.
** ماهو برنامجكم بعد اسقاط النظام ؟
- بعد اسقاط النظام لابد من قيام فترة انتقالية, في هذه الفترة الانتقالية يتم الاصلاح الديمقراطي الشامل والذي تحدثت عنه أولاً اعادة هيكلة الدوله وفقاً لضوابط أجازها المؤتمر العام للجبهة العريضة, ولابد من اعادة بناء القضاء ورفع المظالم التي وقعت في عهد (الانقاذ).
ولابد من ضرورة اجراء احصاء سكاني جديد ووضع دستور ديمقراطي حقيقي يتضمن هذه المباديء, ثم تجرى انتخابات تعددية ديمقراطية بحق وحقيقية وصاحب الأصوات الأعلى هو من سيحكم البلاد.
* من سيحكم في الفترة الانتقالية إذاً؟
- القوى التي تؤمن بفكر الجبهة الوطنية العريضة هي التي ستحكم, وقد تكون بعضها من الجبهة العريضة وربما بعضها من خارج الجبهة, حسب مايقرر حينها, والفترة الانتقالية لابد من التراضي عليها لتحقيق الأهداف, ونحن لايهمنا من سيحكم ولكن لابد من تتحقق في الفترة الانتقاليه الأهداف الكاملة التي قامت من أجلها الجبهة الوطنية العريضة.
* هل يمكن للجبهة العريضة أن تحكم لأنها غالبية وصاحبة قوة؟
- لا أبداً هذا حكم انتقالي ولدينا مهام محددة وهي موجودة في أوراق الجبهة العريضة وعلى سبيل المثال لابد من اعادة هيكلة الدولة لاقامة نظام فيدرالي حقيقي بمعنى الكلمة ويقسم السودان إلى 7 أقاليم, الجنوب إن لم ينفصل ودارفور وكردفان والأوسط والشرق والشمال والعاصمة القومية, هذه كلها كأقاليم وهذه الأقاليم السبعة يقوم نظام فيدرالي بينها والسلطة الكاملة والشاملة لأهل الاقليم المعني عبر حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي وبمجلس تشريعي يدير كل شئون الاقليم المعني.
كل اقليم له الحق في انشاء مايشاء من ولايات وانشاء الولايات أمر اقليمي لامركزي والولايات خاصة للاقاليم لا المركز, وقد تسمى محافظات بدلاً عن ولايات وهذا أمر متروك تقديره لاهل الاقليم، وبهذه الطريقة يكون الاقليم قد أدار نفسه بنفسه وبالتالي لايستطيع الاقليم أن يقول أن هناك جهة أخرى أتت لتتحكم في شأنه.
* ماذا عن شكل الحكم ، تحديداً رأس الدولة؟
- رأس الدولة يجب أن يكون مجلساً لا فرداً ويكون هناك رئيس منتخب على أساس قومي لكل السودان وأن يكون لهذا الرئيس 7 نواب أي نائب من كل أقليم من هذه الأقاليم السبعة وبالتالي هؤلاء الثامنة يكونون مجلس الرئاسه يتخذون قراراتهم كمجلس لا كفرد, وبهذه الطريقة فإن كل اقليم بجانب ادارته لشئونه كأقليم فهو مشارك بنفس المنهج مع بقية الأقاليم في ادارة شئون البلاد وبالتالي تتساوى الاقاليم لان لديها نواب رئيس, كما أننا قررنا حتى رئيس الجمهورية والذي ينتخب على أساس قومي يجب أن يتم اختياره بالتناوب، فمرة يكون من اقليم دارفور وبعدها يكون من شرق السودان وبعدها يكون من شمال السودان...الخ.. وتتوالى الفرص.
- الرئيس لابد من أن يكون له نائب ونائب الرئيس بالضرورة يأتي من الاقاليم. أما الرئيس فهو يأتي انتخابه قومياً وفي هذه الحالة فإنه لايمثل الاقليم إنما يمثل الشعب السوداني كله, هذا من حيث الشكل والاقليم نفسه ينشيء الشكل القضائي حتى مرحلة محكمة الاستئناف. أما المحكمة العليا والمحكمة الدستوريه فتكون قومية على أساس قومي حتى إذا حدث تناقض في الأحكام القضائيه تحال للمحكمة العليا لتوحد بين الأحكام حتى لاتكون العدالة ناشزة وغير مستقرة أو متناقضة في السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.