شعر السفير/ د. عمر عبد الماجد تغادرنا والليل كالسوس ... ينخر في عظام المدينة ؟ وصوت الجنادب ... رجع الضفادع في البرك المستكينة يؤرق صمت البيوت ... التي هدها الجوع فاستسلمت للرقاد ونهش الطوى ومضغ الضغينة ؟ تغادرنا وقد كنت مرجواً فينا !! تغادرنا يا رفيق الطريق ... وما زال في الدرب ألف انتصار ... وألف هزيمة !!! فيا صاحبي ... قصّر الخطو .. فيم التعجل ... ؟ فالدرب الذي عبرته جموع الأوائل من زمان قديم طويل ... طويل. نهايته روضة تربها زعفران وظل ... ظليل . وماء تدفق من سلسبيل . ومهرك سباق .. وزادك وفير .. وحظك موفور من الأمن والأمان . فعين العناية يا صاحبي ستكلأ خطوك في كل آن . ففيم التعجل يا صاحبي ...؟ فقد كنت براً تقياً ... وسمحاً نقياً .. وبالله عالم علم اليقين. فرحمة ربك أوسع من كل شئ .. وأوسع مما يطوف ببال البشر . فهلا انتظرت قليلاً من الوقت .. كي نستبين طريق الخلاص..؟ وبرد اليقين ... ؟ ليرسو السفين ببر الأمان .. فقد كنت ترجى .. ليوم كريهة .. ونازلة من بنات الزمن . فيا صاحبي يا زكي الفؤاد .. فراقك قد جاء كالصاعقة .. يزلزل أركان هذا الوطن . فقد كنت تحمله في العيون ... وتسهر إن جاع أو ارتهن .. فما بال خطوك يمضي بعيداً .. يغادر أريافه والمدن ...!! لمن أنت تارك أنّاته .. وأوجاعه التي لا تغيب .. على كل عقل أريب فطن ...؟ أ للريح تعصف أرجاءه أم السافيات التي كحلت مقلتيه بكل وباء وكل وهن ...؟ فيا صاحبي خفف الوطأ فالخطب قاس لكي يمتحن ... ++++++++ شعر السفير/ د. عمر عبد الماجد مايو 2017م [email protected]