والحرب العالميه تضع اوزارها هبت رياح التغيير على بلادنا وتدفق رسل التنوير من مصر ومن اتجلترا يتحدثون عن فكر جديد مالبثت طلائعه ات وصلت الى شرقنا ففي بداية الخمسينيات وفد الى اروما شاب اسمر هادئ الملامح وافتتح مكتبة صغيرة مالبثت ان صارت اشهر مصادر الاشعاع الثقافي بشرقنا والتقى متفرغ الحزب الشيوعي الجزولي سعيد بطلائع البجا يعلمهم ويتعلم منهم اهتم استاذنا سيد نايلاي ومنذ نعومة اظافره بقضايا القوميه البجاويه ولعله من اوائل من طالعو كتابات لينين عن القوميات ثم كتاب ستالين المنتشر اوانئذ ببلادنا في نفس الموضوع اهتم بمعضلات التعليم باعتباره اهم اداوات التطور ثم تابع بنشاط قضايا المزارعين بالقاش من كافة جوانبها حتى اصبح من خبرائها الزميل نايلاي مع رفيق دربه محمدين سليمان انخرط نايلاي في صفوف الحزب الشيوعي وقد حمل مبادئ الحزب مع ثفافة ارضه فتحدث عنها بالبداوييت في مجالس السمر ومحافل القلد والاجاويد فقد كان جزءا لايتجزء من ثقافة مجتمعه لم يتعامل نايلاي مع الاشتراكيه كمجرد شعارات نزين احاديثه بل اخذها معه مشعلا يضيئ دهاليز عصره المدلهمة الظلمات نايلاي انسانا في لقاءاتي الكثيره معه كنت احس بانني اتعامل مع رجل في سني لا يدل علي بخبرة حياته او تعاظم معرفته فصوته الهادئ وملامحه الباسمه يتدفقات في احاسيسك وكانك تضيف اليه بينما انت تعب من نهر خبراته الحياتيه فتخرج من عنده وانت افضل حال وقد اضيفت الى تجاربك قيم جديده او متجدده نايلا مقاتلا منذ ناسيس مؤتمر البجا انخرط ابكار الشيوعيين البجا في صفوفه مما اكسبه نكهة مختلفة عن التنظيمات الجهويه التى جايلته او ظهرت بعده فقد ربط نايلاي ورفاقه* قضايا البجا ربطا محكما بقضايا البلاد الكبرى واعطوها عمقها الاجتماعي* والثقافي والاهم من كل ذلك هو انهم جعلو المؤتمر حزبا سودانيا يسعى من اجل حل مشاكل البجا في اطار الدوله السودانيه وربطوها بالقضايا الشبيهة بالاقاليم الاخرى ولهذا لم يرفع مؤتمر البجا شعارات عنصريه ولم يدعو يوما الى الانفصال وظل حزبا مفتوحا لكل السودانيين يسعى ويناضل من اجل دولة مدنية تعدديه تحترم التعدد الثقافي وتحفظ حقوق كافة القوميات وهي العقليه التى استمر بها جيل ابو محمد ابوامنه ثم جيلنا من شيوعيي وتقدميي مؤتمر البجا وعندما اعلن المؤتمر الكفاح المسلح عام94 وبالرغم من التزام نايلاي ببرنامج حزبه انبرى وكمقاتل بجاوي يرفد جيش مؤتمر البجا بالمقاتلين ويضع كامل خبراته الضخمه تحت امر المؤتمر بل ودفع بابناء اسرته وشجعهم للانضمام الى المؤتمر ولعل الكثيرون لايعرفون ان فقيدنا نايلاي كان من اركان العمل الداعم لمؤتمر البجا منذ تاسيسه وبذلك يعد فعلا من مؤسسيسه كبور الوداع ومارش الكبور البجاوي يهز الارض بايقاعاته الحزينه تنطلق من اطراف القاش عبر براري ارض البجا مناحات الثكالى تندب زعيما شعبيا غادر دنيانا بعد ان ترك بصماته العميقه في قلوبنا وبينما مسيرات التركويت تطوف على دور مؤتمر البجا تعدد محاسن الراحل الجميل فان ذاك الحزن الجليل يشوبه عزم اكيد على مواصلة المسير يظهر في المسيره اجيال جديده ترفع هاماتها فخرا فهي تسير على الدروب التى عبدها جيل نايلاي وتركو على جنباتها علامات المسير فهم من امنو بان جبال البجا الشماء يمكن ان تنبع من تحتها ينابيع الماء الزلال والذي تخضر بفعله حدائق الثوره وتتفتح ورودها وتتمايس سنابل قمحها تحت شمس شرقنا الجميل ايها النورس الراحل بعيدا في الغياب انتظرني فانا اشرئب الان شوقا الى تلك الشواطئ البعيده وداعا دورون ويا ابانا الذي في القاش ارقد هادئا مطمئنا فالقافله تعاود المسير.....عبدالله موسى [email protected]