لم تكد تمضي دقائق على اعلان وكالة الانباء الرسمية لجمهورية السودان (سونا) اعتذار الرئيس البشير عن حضور القمة الامريكية الاسلامية لظروف خاصة و ارسال الفريق طه عثمان انابة عنه حتى ضجت المجالس الاسفيرية بالسخرية و التهكم من الرئيس حاملة الى السطح معها قصر نظر اصحابها اساسهم الفكري القصف و جهلهم ببواطن السياسة و الاعيبها . ليس بمقدور احد انكار معارضة الامريكيين منذ البداية حضور الرئيس البشير للقمة و لكن الاصرار السعودي على حضور الرئيس البشير ضرب بمعارضة واشنطن عرض الحائط و تحولت المعارضة الامريكية الى الحاح على السعودية ان لا تكون المسافة بين الرئيس البشير و ترامب قريبة حتى لا تكون هنالك امكانية لالتقاط صورة للرجلين معا او تبادل احاديث جانبية و هذا يعني ان امريكا سلمت بحضور الرئيس البشير للقمة و ليس هناك ما يمنع الرئيس البشير من حضور القمة الا اعتلاء الطائرة الرئاسية و التوجه صوب بلاد الحرمين . لماذا عزف الرئس البشير عن الحضور ؟ غرابة القمة و غموض مضمونها و عدم التخطيط الجيد لها ليس بمشجع لاحد على الحضور اضافة لذلك رغبة الرئيس البشير في رفع الحرج عن صديقه الملك سلمان امام ضيفه الامريكي المتعجرف وهو موقف لن تنساه الرياض للبشير . عدم حضور الرئيس البشير للقمة لا يعني باي حال ان واشنطن لا ترغب في اي دور للسودان او البشير بالمنطقة بل على النقيض تماما واشنطن تنتظر من السودان و البشير دورا كبيرا في المنطقة فالسودان يمثل بالنسبة لها حجر الزاوية في برنامجها الهادف لاعادة صياغة المنطقة جيوسياسيا و لكن تريد ابقاء العلاقة خلف الكواليس حتى لا تكون عرضة للنقد من المنظمات الحقوقية و الالة الاعلامية الجبارة التي تصور الرئيس البشير على انه وحش يقود مجموعة من القتلة المتوحشين . لقد اظهرت ملابسات الزيارة حميمية العلاقة بين السودان و المملكة و الانسجام و التناغم بين حكومتيهما و الذي سوف ينعكس بصورة ايجابية على كثير من الملفات الحساسة و القضايا الشائكة . المرحلة القادمة سوف تشهد تسارع هائل في وتيرة تطور العلاقات السودانية السعودية من جهة و السودانية الامريكية من جهة اخرى لما بات بينهم من مصالح متعاظمة تدع كل منهم نحو الاخر ولا نستبعد ان نستيقظ ذات صباح بالملك سلمان في الخرطوم ليقبل رأس الرئيس البشير . آخر الحكي ********* سفه عقول الكثير من المعارضين و سذاجة تناولهم للكثير من القضايا مدعاة للقلق على مستقبل السودان اذا رحلت السلطة في يوم ما نحوهم . شخصنة القضايا الوطنية و التعامل معها بمنطق ( هلال مريخ ) امر مقزز للغاية . لم اعد استغرب من مكوث الكيزان ثلاثة عقود في السلطة و ثلاث قرون قادمات لما شاهدته من حال المعارضة ( المايل ) . العبقرية السياسية للرئيس البشير و حكمة و حزم الملك سلمان العنوان الابرز لما جرى . آخر الكلام ********* سافر البشير ولا ما سافر السودان عودو راكب . [email protected]