* كنت أعلم جيداً أن الشاعر الراحل سعد الدين إبراهيم عليه الرحمة، كان في استطاعته أن يكتب الأغنية التي طلب منه الفنان محمد وردي استكمالها في أقل من دقائق، ولكن الذي أعرفه في سعد الدين أنه تعود أن يكتب الأغنية نقلاً عن إحساسه هو وليس من إحساس الآخرين وكان يقول لي دائماً إن الشاعر المقتدر عليه أن يصبر على كتابة الأغنية حتى يخرج بها على الناس عروساً، ويؤكد أن الشعراء الذين يستعجلون كتابة الأغنية المصنوعة استجابة لرغبة عدد من زملائهم الفنانين، إنما يظلمون أنفسهم، لأن في ذلك انتقاصاً كبيراً لتاريخهم الإبداعي، رحم الله الشاعر العزيز شاعر العزيزة. * كان الشاعر الراحل عثمان خالد مغرماً بأغنيتي (صفق العنب) التي يتغنى بها الفنان جمال فرفور، كان كل ما جمع بيننا لقاء في مجلس طلب مني أن أقرأها عليه، مما جعلني أسأله مرة عن السر في محبته لهذه الأغنية دون غيرها من العشرات من أغنيات كتبتها، فقال لي غداً ستعلم، بعدها غادرت إلى دولة الإمارات مغترباً، وهناك جاءت الأخبار تنعي رحيله، هل تصدقون أنني وحتى هذه اللحظة أتحاشى تماماً الاستماع لهذه الأغنية برغم جمالها لأنها دائماً ما تذكرني بالراحل الحبيب وأيامنا معاً. * ظل الفنان الراحل خوجلي عثمان يؤكد دائماً أنه لو لا أغنيتي (اسمعنا مرة) لما عرف طريقه إلى دوائر الأضواء، وقال إنه يعتبرها طفلته المحببة إلى نفسه يداعب ضفائرها كل صباح، ويظل يهدهدها إلى أن تنام على حضنه.. وأضاف أنه حين استمع إليها أول مرة من الموسيقار عبد اللطيف خضر، أحس أن علاقة روحيةً تجمعه بها، وكان يقول دائماً: إن (أسمعنا مرة) تعتبر السيدة الأولى على كل أغانياته.. أما أنا فبالرغم من أنني كتبت مجموعة من الأغنيات لعددٍ من الفنانين عبرت بهم إلى الأضواء، ربما يتذكرون اسمي، وربما لا، إلا (خوجلي) فهو الفنان الوحيد الذي ظل يذكرني بكل الحب إلى أن غادر. * كثيرون لا يعلمون أن السبب الأساسي الذي دفع بالعالم الكبير توماس أديسون لاختراع المصباح الكهربائي هو أن والدته كانت تحتاج لإجراء عملية جراحية عاجلة، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجرائها لأن الوقت كان ليلاً، ظلت والدة أديسون تتأوه أمامه بطريقة جعلته يصر على إختراع مصباح كهربائي من أجلها، ويروى أن أديسون فشل مئات المرات في تحقيق أمنيته، إلا أنه نجح أخيراً ليهدي البشرية ملايين من المصابيح المضيئة. * أثناء جلسة جمعت بيني وبين المفكر الراحل محمود محمد مدني قال لي إن أكثر ما يؤلمه في هذه الدنيا أن يرى أحباباً له في الحياة يتعرضون لصفعة من خادم اسمه الهوان، وقال إن مثل هذه الصفعة من الهوان كم جردت فارساً من كبريائه فكسرته وكم زفَت عروساً إلى جلاد قتلها بعينيه وكم جعلت من أصحاب المراكب المحملة باللؤلؤ يبيعون أيامهم للسراب بلا ثمن، وأضاف أن هؤلاء إن صبروا على بلواهم لنالوا بذلك غفراناً ينفعهم في (يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون). * هدية البستان الحاصل شنو وأنا سويت شنو القصة الرويتا من تأليف منو اخر لحظة