لا تزال الحرب الكلامية مستعرة بين قطر- من جهة- والسعودية والإمارات- من جهة ثانية- رغم النفي المستمر من المسؤولين القطريين لتصريحات منسوبة إلى أمير قطر الشيخ تميم.. وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تتعامل مع التصريحات باعتبارها تمثل الموقف الحقيقي لدولة قطر، ولا يعنيها إن كانت مفبركة أم حقيقية. ولمن فاته الاطّلاع على التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر فإنها لخصت موقف قطر من كل ما يحدث في الإقليم والعالم، فهي تعترف بإيران قوة مؤثرة، وليس من الحكمة معاداتها، كما إن قطر تعدّ "حزب الله" و"حماس" حركات مقاومة وليست إرهابية- كما صنفتها السعودية. والتصريحات- كذلك- اتهمت السعودية، وبعض الدول بإلصاق قطر بتهم دعم الإرهاب، والتصريحات تتنبأ بنهاية عهد ترامب المحاصر والملاحق داخل بلاده بالتحقيق في الاختراق الروسي للانتخابات الأمريكية، وباهى الأمير تميم بما توفره قاعدة "العيديد" الأمريكية في قطر من نفوذ أمريكي في المنطقة، وكأنما أراد القول: ألا مجال لنفوذ أمريكي في المنطقة إلا عبر بوابة "العيديد". مجمل خطاب أمير قطر، الذي نشرته الوكالة الرسمية، يقف في الاتجاه الضد من الموقف الخليجي، لكن رغم فإن قطر لا تزال تنفي إلا أن السعودية والإمارات ماضيتان باتجاه اتخاذ خطوات فعلية إزاء قطر. وربما هناك شكوك كثيرة حول كيف نُشرت هذه التصريحات، وهي غير حقيقية، ووفقاً للعربية نت- فإن التصريحات نشرت في الوكالة الرسمية، وعلى الشريط الإخباري في تلفزيون قطر، وكذا في مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بموقع الوكالة. الواضح أن الهدف من هذا الاختراق المخابراتي كبير جداً، قطعاً لن تبلغ مرحلة المواجهة، فليس في مصلحة قطر أن تواجه السعودية والإمارات وبعض دول الخليج الأخرى، ولن تستطيع، لكن الهدف أن ترفع قطر يدها عن دعم الجماعات التي ارتبطت بها، وأن تعود إلى بيت الطاعة الخليجي على طريقة "التأديب"، وما ينبئ أن الاختراق طُبخ بإحكام، هو تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين باحتمال إعادة نظر الإدارة الأمريكية حول جدوى قاعدة "العديد" العسكرية. شمائل النور التيار