بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني المزعومة قام المؤتمر الوطني بإضافة 119 عضوا جديدا إلى البرلمان؛ لدعم فشله المستمر، النواب المستقلون عدّوا الزيادة تشويها متعمدا للبرلمان المنتخب، واتهموا الحكومة بحل إشكالاتها السياسية بانتزاع حق الشعب في اختيار من يمثله، وفي الحقيقية الشعب لم يختر ممثلا له في البرلمان، بل اختارتهم الحكومة، التي انتزعت السلطة، وشرعنتها بانتخابات مزورة، والذي يرضى بمشاركتها أو بعضوية برلمانها- أيا كانت طريقة الدخول إليه- فهو لا شك ساهم، وشارك في انتزاع حق الشعب، وعليه لا يحق له أن يتحدث باسم الشعب. البرلمان الآن في أولى جلسات البرلمان بعد تشكيل الحكومة وجه البرلمان رئيس الوزراء بكري حسن صالح بتفعيل القوانين واللوائح لردع كل من تمتد يده إلى المال العام، وفي الحقيقة والبرلمان هو أول من امتدت يده إلى الحق العام وعطل القوانين واللوائح، وينتقد أعضاؤه الحكومة من باب العرض والسلام، النائبة عائشة محمد صالح استنكرت معالجة التجاوزات المالية بالتحلل، وعدّته لا يرضي الله ولا الرسول، وطالبت أن تكون مخافة الله نصب أعين من يتولى أمر البلاد، عائشة تتحدث وكأن برلمانها لم يسكت عن الحق طوال السنوات الماضية، النائب حسن رزق انتقد الترهل الوظيفي بالمجالس التشريعية، والصرف البذخي، وقال: إن السودان يعاني نزيفا اقتصاديا بسبب ذلك، مع أنه هو- نفسه- قبل أن يكون جزءا من الترهل، النائب عبد الله مسار توعد رئيس الوزراء بالمحاسبة حيال أي تقصير، مع أن البرلمان هو من أعطى الحكومة الفرصة لتكون- دائما- مقصرة، وهو من يستحق الحساب والعقاب قبل رئيس الوزراء، النائبة عائشة الغبشاوي انتقدت الدعم الاجتماعي المقدم إلى الأسر الفقيرة، وهاجمت ديوان الزكاة، ووزارة المالية، وقالت: إن الحديث عن دعم الأسر الفقيرة شعارات وهمية، ولا يكفي حاجتها، مع أن الشعارات الوهمية هي منهج الحكومة لمدة 28، وهي وبرلمانها من هلل وكبر لهذه الشعارات. أعضاء البرلمان (عليهم قوة عين تحير)؛ كل واحد منهم يعدّ نفسه الشريف رغم أنهم- جميعا- جزء من منظومة الفساد؛ فهو- نفسه- مهمته مراقبة ومحاسبة الحكومة، بل وإقالتها إن فشلت، وليس النقد والتوجيه فقط، وما فعلته الحكومة يستحق الإقالة مئة مرة ماذا فعل؟، كل الذي (يفلح فيه) هو أن يستدعي المسؤول ويعقد جلسة استماع يخرج منها كما دخل، وما تفرعن المؤتمر الوطني إلا لأنه يعلم أن أعضاء البرلمان ليسوا ممثلين للشعب، كل دخله لشيء في نفسه. البرلمان السوداني في عهد حكومة المؤتمر الوطني منذ البداية بني على باطل؛ ولذلك ظل فاشلا، ولم يقدم أي خدمة للمواطن طوال تأريخه، بعد تشكيل حكومة ما سمي بالوفاق الوطني أصبح أكبر برلمان يشهده تأريخ السودان بلا فائدة، كل هذا العدد دخل البرلمان بناء على رغبة المؤتمر الوطني بشكل آو آخر، أعضاؤه القدامى دخلوه عبر انتخابات مزورة، وضم كل من هب ودب، وهبط إليه أغلب الذين تركوا مناصبهم للحكومة لتراضي بها تجار السياسة والحروب، وركن فيه عجائز المؤتمر الوطني، والحركة الإسلامية، وكل سياسي مزعج، وبصفة عامة تشكيلة البرلمان اليوم في مجملها ترضيات ومجاملات وصفقات؛ ولذلك لن يشكل القادمون الجدد أية إضافة إلى البرلمان، رغم أنهم تدافعوا لأداء القسم إلا أنهم سيتعلمون أن في البرلمان لا شيء يحترم. أسماء محمد جمعة التيار