وقعَ كثيرٌ من المحللين السياسيين وعلى رأسهم عبد الباري عطوان عند تحليلهم للإزمة الخليجة الراهنة في خطأين أساسيين وهما: 1) قد تستخدم امريكا قاعدة العديد ضد قطر المستضيفة لها لضربها، وهذا لن يحدث حتى يلج الجمل في سم الخياط، لسبب وجيه، وهو إن فعلت امريكا فبعدها لن تقبل أي دولة أخرى في العالم بالسماح لإمريكا باستخدام أراضيها لقاعدة امريكية، فستكون لهم قطر عبرة، وأيضاً قد تطالب بقية الدول التي فيها قواعد أمريكية برحيل القواعد من أراضيها، وهذا ما تحسب له أمريكا ألف حساب. ولكن إن أرادت أمريكا ضرب قطر، فعليها أولاً نقل قاعدتها الى السعودية أو الامارات او البحرين. وستظل قطر في مأمن من التدخل الأمريكي طالما قاعدتها فيها، وعلى قطر تحسس مسدسها إن قررت امريكا نقل قاعدتها منها. 2) الخطأ الآخر ويكرره عبد الباري عطوان وكثير من الغوغاء هو حلم قطر مع الإمارات وعدم قطع خط الغاز من الإمارات رغم عداوة الآخيرة لها، وإن أرادت لفعلت!، وهذا أيضا من رابع المستحيلات، لسبب بسيط وهو توصيل خط أنابيب الغاز على التوالي من قطر إلى السعودية ثم الامارات ومن ثم إلى سلطنة عمان، وان قطعت قطر الخط من الامارات سينقطع تلقائيا عن سلطنة عمان. ولكن يمكن لقطر فعله في حالة واحدة فقط، وهي بعيدة الإحتمال وهو في حالة إنضمام سلطنة عمان للتحالف السعودي وهذا لن يحدث. النذير حجازي