التاريخ يعيد نفسه، والعصابة تعيد ذات السيناريوهات المكرورة، كلما ألمَّت بالبلاد مصيبة، تَصُمُّ آذانها وتُغمِض عينيها، وتتجاهل ما يحدث لرعيتهم على طول البلاد وعرضها. هذه الأيام، الكوليرا تفتك بمُدن وأرياف البلاد، وتُجندلُ أحياء الخرطوم واحداً بعد الآخر، والعصابة الحاكمة تتغافلُ وتُكابرُ وتستخفُ، وترفضُ الاعترافَ بالوباء، وتتنصَّل عن مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والشرعية، وهو ديْدنها منذ سطوهم على السلطة، ودونكم موقفهم المخزي خلال خريف العام 2013، حين صمُّوا آذانهم، وتنصَّلوا عن واجباتهم بعدما جرفت السيول المنازل وشرَّدت الآلاف، الذين التحفوا السماء، حتى المساعدات التي أتت من الخارج التهمها المُغامرون المُتدثرون بثوب القيمِ والمُثُل ! الآن الشعب السوداني يقف عاجزاً وحائراً، رغم الجهود المُقدَّرة التي بذلها بعض بنيه (ارتجالاً ونخوة)، لكنها تبقى محدودة مع قوة الوباء وانعكاساته الخطيرة، التي تفوق قدراتنا الذاتية المحدودة.. وفي الوقت الذي نشيد فيه، بتصدي الشرفاء من بني وطني وإسراعهم لتطبيب ومداواة الموجوعين والمصابين (ذاتياً)، ونشر الوعي بين الناس لمحاصرة تمدد الوباء، فإن ثقتنا لا تحدّها حدود بتلاحم المزيد من بني وطني لهذه الجهود الطيبة، وبما يخرج بنا جميعاً إلى بر الأمان وتجاوز هذه المحنة.. لعلها فرصة لتسخير هذا التلاحم الشعبي الكبير، والعمل الجدي لاقتلاع هذه المنظومة المُغامرة والمُستهترة، واللحاق بما تبقى من بلادنا وأهلها. صلاح إبراهيم https://www.facebook.com/salah.ibrahim.16